لجنة الأوسكار في كل عام تحطم أفضل الأفلام

لجنة الأوسكار في كل عام تحطم أفضل الأفلام

على مدار خمسة أشهر مضت وجميع وسائل الإعلام الأمريكية المهتمة بالفنون السينمائية تخمن ما هي الأفلام والمخرجين والممثلين الذين يستحقون الترشيح لجوائز الأوسكار لهذا العام، فبدأت جميعها عرض قائمتها التي لم تكن تخلو من فلمين أبدع من خلالهما مخرجيهما ومثليهما، ولكنها خلت من القائمة الرسمية لجوائز الأوسكار.
الفيلم الأول American Gangster كان لا يخلو من أي قائمة تعرض في الصحف، بل كان على رأس القائمة بسبب الأبداع الذي خرج به ريدلي سكوت، وبطل فيلمه دينزل واشنطن الذي أبداع في سحر متابعيه، الفيلم شد جيمع المتابعين من نقاد وجمهور، وكان يستحق الترشيح لكن سلب هذا الحق.
مخرج الفيلم ريدلي سكوت كان اسمه مطروح بشدة كأفضل مخرج عنه فيلمه American Gangster ولكن كما سلب حق فيلمه، سلب هو كذلك. دينزل واشنطن أبهر الجميع بأداءه الساحر لدور تاجر مخدرات في فترة الستينيات والسبعينيات ولكن رحل اسمه من الخلود في جوائز الأوسكار لهذا العام بسبب مزاجية اللجنة الأوسكارية.
الفليم الثاني Charlie Wilson's War العمل السينمائي الكامل للمخرج مايك نيكولاس بعد انقطاع دام ثلاث سنوات عن الشاشات الكبرى، عمل لا تجد فيه الضعف، أو ما يهلهله بل كان كالنجم الساطع بكل وضوح في سماء الأعمال الهوليودية، وقد ترشح لجوائز الجولدن جلوب، ولم يحالفه الحظ، وكذلك اللجنة المشرفة على جوائز الأوسكار لم تقدر المجهود وصرفت النظر عن الفيلم كما فعلت مع فيلم ريدلي سكوت American Gangster.
كما ظلم ريدلي ظلم مايك من شرف المشي على السجادة الحمراء، قدم فيلما يخدم المصالح الامريكية، وقدم عمل بشكل سلس رغم تعقيداته السياسية، واختلاف الحقبة الزمنية، وكل هذا لم يشفع له.
والمصيبة الأدهى والآمر عدم ترشيح ممثل الفيلم توم هانكس الذي أتقن الإصرار في جو كوميدي، والفخر في وقت التحطم، وهذا أيضا لم يشفع لتوم الرائع الذي تعود على الاتقان والتفاني في عمله من أجل إمتاع متابعية.
وكذلك هناك ممثلة في فيلم Charlie Wilson's War ظلمت ولم ترشح لجائزة أفضل ممثلة ثانوية للأوسكار، جوليا روبرتس حلقت بعيدا عن الأجواء العادية في أداء ممثلات هوليوود في الأدوار الثانوية، وكانت شمعة مضيئة في الفيلم، أنارت الطريق لأكمال النجاح الباهر في دورها الرائع، ولكن اللجنة كان لها رأي آخر في التغاضي عنها.
ويوجد فيلم وممثل ومخرج لم يذكروا في الترشيح ولا في قوائم الصحف، وكان إجحافا في حقه وإبداعه، The Assassination of Jesse James by the Coward Robert Ford رائعة المخرج أندرو دومينيك، وسحر براد بيت، وجو أبدع في موسيقاه التصويرية، عندما تشاهد الفيلم الذي يبحر بك بفضل الإخراج المتميز، والأداء الفريد من نوعه من قبل الممثل، وكذلك الموسيقى التصويرية الرائعة التي ألفها نيك كافي ووارين أليس، رغم هذا المجهود الذي لا يستطع أحد تجاهله إلا أن اللجنة الأوسكارية اكتفت بترشيح البطل المساعد في الفيلم الممثل كيسي أفليك، ولكن هذا لم يكن كافيا لكل من شاهد الفيلم، واستمتع به إخراجيا، تمثليا وموسيقيا.
اللجنة المشرفة والمقررة لجوائز الأوسكار لم يعرف لها طريق، ولوائحها لترشيح الأفلام تظل مبهمة للجميع بلا استثناء، ومن هذا المنطلق يجب علينا عدم التحمس لأفلامنا المفضلة بأن نأمل أن تترشح لجوائز الأوسكار في ظل وجود مثل هذه اللجان.

الأكثر قراءة