المخاوف الائتمانية تهبط بالأسهم الأوروبية.. والبلاتين يسجل مستوى قياسيا
قال متعاملون إن سعر البلاتين ارتفع إلى مستوى قياسي جديد في المعاملات الفورية في أوروبا أمس مع استمرار إقبال المستثمرين على شرائه بفعل المخاوف بشأن الإمدادات من جنوب إفريقيا أكبر المنتجين.
وارتفع سعر البلاتين إلى 1900 دولار للأوقية (الأونصة)، وبلغ السعر أثناء التداولات 189 - 1902 دولار بالمقارنة بـ 1880 - 1888 دولارا في أواخر المعاملات الأمريكية يوم الجمعة الماضي.
وقفز سعر البلاتين في التعاملات الآجلة الأمريكية إلى مستوى قياسي وصعد سعر عقود نيسان (أبريل) أنشط العقود الآجلة في تعاملات نايمكس الإلكترونية إلى 1903 دولارات بالمقارنة بـ 1884 دولارا عند الإغلاق في نيويورك يوم الجمعة.
وارتفع الين الياباني أمس بفضل المخاوف بشأن النمو الاقتصادي العالمي التي سلط الأضواء عليها اجتماع مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى في اليومين الماضيين، كما استفاد اليورو الأوروبي من تعليقات متشددة من بعض صناع السياسة.
وشدد جان كلود تريشيه رئيس البنك المركزي الأوروبي على أنه لم تصدر دعوات لرفع أسعار الفائدة أو خفضها في الاجتماع الذي عقدته لجنة السياسة النقدية في البنك
الأسبوع الماضي، في حين قال اكسل فيبر عضو مجلس المحافظين في البنك لصحيفة ألمانية إن البنك لم يخفف وجهة نظره فيما يتعلق بالمخاطر التضخمية.
ويبدو أن هذه التصريحات تهدف إلى التخفيف من تفسيرات الأسواق الأسبوع الماضي أن البنك المركزي الأوروبي يفتح الباب أمام خفض أسعار الفائدة بالتخلي عن تعبيرات تشير إلى اتخاذ إجراء وقائي لمنع التضخم من الارتفاع، وفي الوقت نفسه التحذير من المخاطر التي يواجهها النمو.
واسترد اليورو الأوروبي بعضا من الخسائر التي مني بها الأسبوع الماضي لكن الأسواق مازالت تتوقع خفض الفائدة بنحو نقطة مئوية كاملة بنهاية العام الجاري.
ومن العوامل الإيجابية للعملة الأوروبية أيضا تصريحات عبد الله البدري الأمين العام لـ"أوبك" التي قال فيها في مطلع الأسبوع إن المنظمة قد تتحول إلى تسعير النفط باليورو بدلا من الدولار.
وارتفع اليورو الأوروبي أثناء التداولات 0.4 في المائة إلى 1.4564 دولار. لكن هذا الارتفاع لا يقارن بخسائر الأسبوع الماضي التي هبط فيها بنسبة 2 في المائة ليسجل أكبر هبوط أسبوعي منذ عام ونصف العام. وتراجع اليورو نحو 30ر0 في المائة إلى 155.23 ين كما انخفض الدولار 7ر0 في المائة إلى 59ر106 ين.
واستفادت العملة اليابانية من ميل للعزوف عن المخاطرة ومخاوف بشأن النمو
الاقتصادي العالمي وانخفاض أسواق الأسهم مما دفع المستثمرين لسحب استثماراتهم
التي يقترضون فيها بالعملات منخفضة العائد مثل الين للاستثمار في أصول أعلى عائدا.
وقال مسؤولو مجموعة السبع بعد اجتماعهم في طوكيو إن أزمة سوق الإسكان في
الولايات المتحدة ألحقت الضرر بالاقتصاد العالمي وإن الأحوال قد تسوء مع فرض
البنوك مزيدا من القيود على الائتمان.
وتراجع الاسترليني على نطاق واسع أمس مع ترقب المستثمرين لمعرفة ما إذا كانت كوكبة من المؤشرات الاقتصادية البريطانية خلال الأيام القليلة المقبلة ستدعم التوقعات واسعة النطاق بمزيد من التخفيضات في أسعار الفائدة.
وبعد خفض الفائدة البريطانية الأسبوع الماضي تنتظر السوق هذا الأسبوع بيانات أسعار المنتجين والمستهلكين والتضخم وبيانات الوظائف والأجور والتقرير الفصلي لبنك إنجلترا المركزي عن التضخم.
وقال بول روبسون المحلل الاستراتيجي لشؤون العملات في "آر. بي. إس جلوبال بانكنج" تقرير التضخم وليس البيانات هو محط الأنظار". وهبط الجنيه الاسترليني 0.1 في المائة إلى 1.9435 دولار وتراجع 0.7 في المائة أمام الين إلى 207.45 ين. وارتفع اليورو نصف نقطة مئوية إلى 74.90 بنس.
وكانت لجنة السياسة النقدية في بنك إنجلترا المركزي قد خفضت الأسبوع الماضي أسعار الفائدة ربع نقطة إلى 5.25 في المائة في ثاني خطوة من هذا النوع خلال الأشهر الأخيرة.
وانخفضت الأسهم الأوروبية 1 في المائة في أوائل المعاملات أمس لتزيد خسائرها بعد هبوطها بشدة الأسبوع الماضي إذ أدى استمرار المخاوف من تداعيات أزمة ائتمانية إلى هبوط أسهم البنوك.
وهبطت أسهم بنك سوسيتيه جنرال الفرنسي بنسبة 5.6 في المائة بعد أن طرح
البنك اكتتابا خاصا يقتصر على المساهمين الحاليين بسعر مخفض لزيادة رأسماله.
وانخفض مؤشر يوروفرست 300 الأوروبي بنسبة 1 في المائة إلى 1288.91 نقطة. وكان المؤشر قد انخفض 3.7 في المائة الأسبوع الماضي بفعل المخاوف من ركود اقتصادي في الولايات المتحدة، إضافة إلى قلق من ألا تكون المؤسسات المالية قد كشفت بعد عن كل خسائرها في الأزمة الائتمانية.
وكانت أسهم قطاع النفط من الأسهم القليلة التي ارتفعت وذلك بفضل ارتفاع أسعار النفط الخام. وزاد سهم توتال 0.5 في المائة وسهم مجموعة شل 0.9 في المائة.