مؤشر "داو جونز" يُسجل أكبر هبوط بنسبة 4.4 % في أسبوع منذ 5 سنوات
لقد كانت خسائر سوق الأسهم الأمريكي موجعة في الأسبوع الماضي وبنظرة سريعة على أداء المؤشرات الرئيسية نجد أن مؤشر "داو جونز" خسر 4.4 في المائة، وبقية المؤشرات خسرت النسبة نفسها تقريباً، بينما جاءت الخسارة الأكبر هذا الأسبوع من الأسهم الصغيرة التي يُمثلها مؤشر Russell 2000 بنسبة 6.1 في المائة، وأكثر المؤشرات الرئيسية خسارة منذ بداية العام الحالي كان مؤشر "ناسداك" بنسبة تزيد على 13 في المائة، أما بقية المؤشرات الرئيسية فكانت خسارتها أقل من 10 في المائة، ويتضح من الجدول المرفق حجم الخسائر التي مُني بها السوق حيث ذهب البعض إلى تصنيف هذه السنة الجديدة بأنها إحدى السنوات ذات البداية السيئة في تاريخ سوق الأسهم الأمريكي.
جاءت الضربة الموجعة لسوق الأسهم الأمريكي يوم الثلاثاء الماضي عندما أُعلن عن مؤشر ISM للخدمات الذي قدم أداءً ضعيفاً وفضح حجم الركود في الاقتصاد. الضربة الموجعة جاءت بعد ظهور قراءة التقرير التي كانت 41.9 نقطة في كانون الثاني (يناير) بعد أن كان 54.4 نقطة في كانون الأول (ديسمبر)، ويعد الاقتصاديون هذا الانخفاض الأقل في نشاط قطاع الخدمات منذ خمس سنوات، لقد هبطت مؤشرات السوق بقوة في ذلك اليوم وأكثرها مؤشر "داو جونز" بمقدار 370 نقطة.
نتائج الشركات للربع الرابع كانت من ضمن أحداث الأسبوع الماضي إذ لا يزال موسم إعلان نتائج الشركات مستمراً، وفي خضم المؤشرات الاقتصادية السيئة جاءت نتائج بعض الشركات أفضل من التوقعات ومنها شركة ديزني Disney ولكن هذا لم يُساعد السوق في التقاط نفسه والارتفاع، خاصة عندما تأتي نتائج مناقضة من شركة مثل "سيسكو" Cisco Systems التي أعلنت أن نمو الطلب على منتجاتها في كانون الثاني (يناير) كان مُنخفضاً، وحذرت من أن أداءها في الربع الثالث سيكون قريباً من 10 في المائة بينما التوقعات تحدثت عن نمو بنسبة 15 في المائة.
الأسبوع الحالي
سيكون الاهتمام كبيراً بالبيانات الاقتصادية التي ستصدر هذا الأسبوع ولكن مع هذا ستتجه الأضواء يوم الخميس نحو ظهور مُحافظ البنك المركزي ليشهد أمام مجلس الشيوخ وتحديداً أمام لجنة متابعة القطاع المصرفي حيث سيُجيب عن أسئلة اللجنة، كما يُتوقع أن يتم الإعلان في اليوم نفسه عن الميزان التجاري وأن يصل العجز فيه حتى 61 مليار دولار في كانون الأول (ديسمبر) أي أنه هبط من 63 مليارا في تشرين الثاني (نوفمبر).
سيُعلن أيضاً يوم الجمعة الإعلان عن حجم الإنتاج الصناعي وقد يرتفع بنسبة 0.1 في المائة في كانون الثاني (يناير)، كما سيُعلن عن نتيجة مؤشر ثقة المُستهلكين الذي قد ينخفض حتى 76.5 في شباط (فبراير) بعد أن كان 78.4 نقطة في كانون الثاني (يناير)، ومن البيانات التي ستُلقي بظلالها على السوق تقرير سيصدر يوم الأربعاء عن مبيعات التجزئة وتأتي أهميته لما له علاقة بإنفاق الفرد واستهلاكه وارتباط هذا بالوضع الاقتصادي العام.
سيُعلن عدد من الشركات نتائجها المالية حيث تبقى 44 شركة من أصل 500 شركة مُدرجة ضمن مؤشر S&P 500 وأما الشركات التي أعلنت فإن أرباحها التشغيلية انخفضت بنسبة 20 في المائة مقارنة بالعام الماضي.
التحليل الفني
إن إغلاق "ناسداك" فوق متوسط حركة عشرة أيام لم يستمر وعاد "ناسداك" للهبوط من جديد وتغير الوضع الفني على الأجل المتوسط كما هو مبين في شكل (1) حيث يعرض الرسم البياني اليومي، وأصبح متوسط حركة عشرة أيام الموجود عند مستوى 2342 نقطة هو مستوى مقاومة وكنت أتوقع أن يستمر الارتفاع قليلاً ولكن لم يكن توقعي صائباً، ومن هنا فإنه على الأجل المتوسط تشكل مستوى دعم كما في شكل (1) عند 2200 نقطة وستبقى حركة "ناسداك" محصورة بين مستويي 2200 و2350 نقطة إلا إذا كسر الدعم عند 2200 نقطة.
لمشاهدة الرسم البياني رقم (1)<a href="/files/mashor11.2.2008.jpg" target="_blank"> أضغط هنا</a>
مؤشر "ناسداك" الآن في وضع مصيري على الأجل الطويل كما يتضح من الرسم البياني على شكل (2) حيث يوجد متجه صاعد باللون الأخضر وقدم الدعم لمؤشر "ناسداك" عند مستوى 2200 نقطة في الأسبوع قبل الماضي ولا يزال، ونأمل أن يستمر الدعم ويقوم المؤشر بالتهدئة لنرى بعدها مؤشر الماكد يقترب من تكون قمة هابط تُعطي إشارة إيجابية لاتجاه السوق على الأجل الطويل وأما إذا كسر "ناسداك" هذا المتجه الصاعد فإن الوضع سيكون سيئا.
لمشاهدة الرسم البياني رقم (2) <a href="/files/mashor2.11.2.2008.jpg" target="_blank">أضغط هنا</a>