مشوار

مشوار

و يْفضّ زحمة هالسُّكوت : صغار ..
لعبوا معي .. صار الحبر : طبشور
سمة الشعر "سامي" أن قصيدته تُقرأ بأكثر من طريقة، فهي تقرأ بوصفها نصا مكتوبا، وتقرأ في ذات الوقت كأغنية في البال، مع هذا الشاعر ولوحده، تشعر وأنت تقرأ نصه أنه يتشكل كأغنية مكتملة في مخيلتك، وهي حين تتشكل في الخيال لا تكون بلا مشهد، فالصور الثابتة والمشاهد المتحركة سمة أخرى لا تخلو منها قصائد سامي دائماً، هذا الشعر يقدم لنا كل فنون الأرض في قصيدة.

زحمة سكوت، وكركبة أفكار..
والأسئلة وقفَت عليّ (طابور)
وما بين (إيه) و (لا) عجزت أختار..
والمشكلة: لا راي جا، لا شور!
يالله تعالي، دامني ب أحتار..
أحتار متقصِّد، ولا مجبور:
لو تمتلي كل هالسما بأقمار
هو يلفت عيوني زحام النور؟!
وإن طال ضيق، وقصْرت الأسوار
كم بيتغيّر بالقصور (قصور)؟!
نفرض كذا: لو ماتت الأزهار ..
معقول نوثق بعدها بعطور ؟!
طيّب إذا – لا وش "إذا" ! – .. ما صار
للأجوبة – في حضرة الهَمْ – دور
كم ( حلْ ) حل .. ثم ارتحل بأعذار ..
لو تنقبل .. كان القلق معذور
كم سالفة مرّت فبال كثار ..
صارت على بالي ندا عصفور
كم أغنية جتني تفكّ أزرار
عمري .. و وحدة كشْفت المستور :
((( مشوار .. جينا عَ الدّني .. مشوار ))) ..
بالدّور .. نرحل عنَّها .. بالدّور !
أوهووووه .. من مثلي حنينه بار ؟!
من كثر صدقه، باكر أصبح: زور !
يسقي ملامح بي غدت تذكار ..
ما جفّ منها غاليٍ مذكور
أهذي بها واعي، وأغيظ أسرار ..
وأوزن كلام بخاطرٍ مكسور
أحس ما بين المشاعر ثار ..
ترصد بعَضها، وأنطفي، وأثور
وأتلفت، ألقى : كلّ مرة جار ..
أتقدَّم ، ألقى : نفس ذيك الدُّور !
و يْفضّ زحمة هالسُّكوت : صغار ..
لعبوا معي .. صار الحبر : طبشور
صار الطريق ينادي الأحجار :
بلور ( جوزائي ) .. تبي بلور
و تتشكل أذهان الجميع ( جدار ) ..
مِنْ مَر ، يقرا بيت لي محفور :
تنور ميِّت من فراق النَّار ..
و النَّار حيَّة .. دون أيْ تنور!

الأكثر قراءة