مردوخ يستبعد التقدم بعرض لشراء "ياهو"
يبدو أن روبرت مردوخ قد استبعد نفسه من المنافسة على "ياهو"، حيث قال إن شركته الإعلامية العملاقة نيوز كوربوريشن "لن تتقدِّم بالتأكيد" بعرض لشراء محرك البحث على شبكة الإنترنت، إلا أن مردوخ عاد وأعلن بلهجة أقل حسما "القضية ببساطة أننا غير مهتمين بالأمر في هذه المرحلة".
يُذكر أن شركة مايكروسوفت كانت قد تقدمت يوم الجمعة الماضي بعرض لشراء "ياهو" بمبلغ 44.6 مليار دولار أمريكي، الأمر الذي حدا بمالكي محرك البحث المنافس "جوجل" للإعراب عن قلقهم ورغبتهم في أن تقوم السلطات المختصة بالتدقيق في الصفقة المقترحة.
ورغم الميزانية الضخمة للشركة، إلا أن مايكروسوفت كشفت أنها قد تلجأ للاستدانة لأول مرة لتتمكن من تمويل الصفقة عن طريق دفع الأموال النقدية وعرض الأسهم للبيع.
وقبل إعلان مردوخ، كان المراقبون ينظرون إلى شركته كمنافس رئيسي محتمل لـ"مايكروسوفت" على شراء "ياهو"، وذلك إلى جانب تايم وورنر وإيه تي آند تي AT&T و"كومكاست".
وفي الوقت الذي يواصل فيه مجلس إدارة "ياهو" القول إنه يدرس عرض "مايكروسوفت"، فإن الأخيرة تقول إن عرضها سيخلق "المنافس القوي رقم 2" لمحرك البحث الرئيسي في العالم "جوجل".
أما "جوجل"، فقد قالت في مدونة على موقعها إن اندماج "ياهو" و"مايكروسوفت" قد يحد من قدرة المستخدمين على الوصول بحرية إلى البريد الإلكتروني والرسائل الإلكترونية الفورية، التي توفرها المواقع المنافسة.
وبينت إن شركة مايكروسوفت حاولت في السابق "بناء كيانات احتكارية" وإن نهجها في هذا المجال "يسبب المشاكل."
إلا أن ستيف بالمر، المدير التنفيذي لشركة مايكروسوفت، قال إن اندماجا بين "مايكروسوفت" و"ياهو" من شأنه أن يجعل الوضع أفضل بالنسبة لـ"جوجل"، وبالتالي يخلق منافسة أقوى في سوق الإعلان الإلكتروني، وأضاف بالمر أن "جوجل" قد حققت بوضوح مركزا مرموقا، فهم يستحوذون على 75 في المائة من سوق البحث المدفوع عبر العالم.
من جانبه، قال براد سميث، كبير المحامين في شركة مايكروسوفت، إنه يرى أن اندماج الشركتين سيوفر قدرا أكبر من المنافسة، وأضاف أن "مايكروسوفت" ملتزمة بالانفتاح والابتكار وحماية الخصوصية على الإنترنت".
لكن كبار المسؤولين في "جوجل" لا يشاركون "مايكروسوفت" ذلك الرأي، فقد قال ديفيد درموند، نائب رئيس "جوجل" للتطوير وكبير القانونيين في الشركة إن عرض الشراء المغامر الذي قدمته "مايكروسوفت" لـ"ياهو" يثير أسئلة مقلقة".
وأضاف درموند: "إن الأمر يتجاوز مجرد صفقة مالية، أي شراء شركة لأخرى، إنما يتعلق بالحفاظ على المبادئ الأساسية للانترنت من انفتاح وابتكار".