تساهل في تركيب لوحات السيارات الجديدة قد يؤدي إلى محاذير أمنية
حذر عدد من المراقبين في المجال الأمني من خطورة إهمال الكثير من أصحاب السيارات استخدام المسامير الأمنية في تثبيت لوحات سياراتهم أو ما يطلق عليها "حاضنات تثبيت اللوحات" التي تصرفها أقسام المرور أثناء تسليمها اللوحات الجديدة، وذلك لما يسببه هذا الإهمال من استمرار ظاهرة سرقة لوحات السيارات واستخدامها في أغراض مخلة بالأمن.
اقتصاديا اعتبر المراقبون أنفسهم أن المواصفات والسمات الأمنية التي تضمنتها حاضنات اللوحات الجديدة تطلبت تحمل تكاليف إضافية تم اقتطاعها من ميزانية إدارة المرور، وأن عدم استخدام هذه الحاضنات والتخلص منها بطرق عشوائية يعني عدم الاستفادة من الغرض الذي صنعت من أجله، ما يعد هدرا اقتصاديا على ميزانية الدولة يدعو إلى التحرك لمحاسبة المتسببين فيه.
يذكر أن المديرية العامة للمرور طبقت خلال الفترة القريبة الماضية النموذج الجديد للوحات السيارات التي تتكون من ثلاثة أحرف وأربعة أرقام باللغتين العربية والإنجليزية، بدلا من اللوحات المعمول بها حاليا التي تتكون من ثلاثة أحرف وثلاثة أرقام باللغة العربية.
وتتميز اللوحات الجديدة بأنها مصنوعة من مواد عالية التقنية، إلى جانب وجود تثبيت للوحة على السيارة باستخدام مسامير "براغي" ذات سمات أمنية لا يمكن للشخص العادي إزالتها كما لا يمكن تقليدها، إضافة إلى "شريط أمني" مواز للشريط الملون الذي يوضح هوية السيارة، مع اتفاق جميع أنواع اللوحات على الخلفية البيضاء التي تكتب عليها الأحرف والأرقام باللغتين العربية والإنجليزية.
وتلاحظ من خلال جولة ميدانية لـ "الاقتصادية" شملت عددا من أقسام المرور في الرياض وبعض المعارض ووكالات السيارات، أن الكثير من أصحاب السيارات يعمدون بعد خروجهم من قسم المرور إلى استخدام مسامير "براغي" تقليدية" ويتخلص من المسامير التي يتسلمها مع اللوحات من قسم المرور "البراغي الأمنية" برميها على الأرض، وذلك بحجة عدم امتلاكه المفتاح الخاص بها.
وفي الوقت الذي كشفت فيه الجولة أن السواد الأعظم من أصحاب المركبات ليس لديهم أية فكرة أو معلومة عن أهمية تثبيت لوحات السيارات باستخدام المسامير الأمنية، إلا أن المديرية العامة للمرور بررت على لسان مديرها اللواء فهد البشر بأن هناك جهودا كبيرة تبذل لتوعية مستخدمي المركبات بأهمية استخدام وسائل التثبيت الأمنية للوحات سياراتهم من خلال توزيع دليل إرشادي مع كل لوحة متضمنا التعليمات والخطوات الخاصة بتركيب اللوحات الجديدة.
أما فيما يتعلق بعدم وجود مفاتيح خاصة لتركيبها، فإن البشر يؤكد أنه يمكن تركيب المسامير الأمنية لتثبيت اللوحات الجديدة باستخدام أي نوع من المفاتيح، في حين يصعب فكها مستقبلا إلا باستخدام المفتاح الخاص بها، وذلك لقطع الطريق أمام معضلة سرقة لوحات السيارات كي لا يتم فكها وإعادة تركيبها على مركبات أخرى.
واعترف عدد من المتعاملين في سوق السيارات الجديدة والمستعملة أن الكثير من مستخدمي المركبات ذات اللوحات الجديدة ينقصهم الكثير من الوعي في هذا الشأن، فالبعض منهم لا يعير أهمية لمسألة تثبيت لوحات سيارته بالطريقة الأمنية، محملين في الوقت ذاته إدارة المرور مسؤولية نقص هذا الوعي.
وقال فهد الشنيفي ـ صاحب معرض سيارات في الشفا ـ إن المفاتيح الخاصة بفك وتركيب حاضنات تثبيت اللوحات "البراغي" لا تتوافر إلا لدى أقسام المرور، وهي تكتفي بإعطاء اللوحات لأصحابها دون أن تتحقق من تركيبها بالشكل الصحيح، مما يدفع البعض إلى استخدام المسامير "البراغي" التقليدية التي كانت مستخدمة مسبقا في لوحات سيارات القديمة.
وطالب الشنيفي وغيره من المتعاملين في معارض السيارات إدارة المرور بضرورة الاهتمام بهذا الجانب، وإلزام أصحاب معارض السيارات ووكالات السيارات بتركيب المسامير الأمنية لتثبيت لوحات السيارات التي تدخل وتخرج من المعرض أو الوكالة.
واقترح أن تفرض إدارة المرور عقوبات بحق المخالفين وإصدار مخالفات "قسائم" بحق أصحاب المركبات ذات اللوحات الجديدة الذين لا يلتزمون بتركيب "حاضنات تثبيت اللوحات"، إضافة إلى تكليف رجال المرور بالوقوف المباشر على تركيب اللوحات أمام أقسام وإدارات المرور وعدم الاكتفاء بإعطائها للمراجعين.
وهنا عاد البشر ليوضح أن إدارته ممثلة بالإدارات الفرعية تعمل بالتنسيق مع وكالات ومعارض السيارات للالتزام بتركيب "حاضنات تثبيت اللوحات"، كما تم أيضا التنسيق مع الجهات الأمنية الأخرى لمتابعة طرق تركيب اللوحات على المركبات حسب الطريقة المعتمدة.
وقال: "تعد وسائل التثبيت إحدى السمات الأمنية التي يتميز بها التنظيم الجديد للوحات، حيث إن المسامير الأمنية لا تعمل إلا باتجاه واحد، وقد تم تطبيقها أخيرا بعد أن تم إخضاعها للتجربة على عدة مركبات وأثبتت فاعليتها في التقليل من سرقة اللوحات.