الحكومة الإلكترونية والتطبيق الأمثل
الحكومة الإلكترونية والتطبيق الأمثل
المتأمل لمساعي حكومة المملكة العربية السعودية في التطبيق الأمثل لمشروع "الحكومة الإلكترونية" من واقع إنجازات فريق الحكومة الإلكترونية لمشروع الخطة الوطنية لتقنية المعلومات، الذي أنجز مهامه على مدى سنوات من العمل المتواصل وتمت بنجاح، وخرج بجملة من النتائج والتوصيات، يجد أنها محل اهتمام وعناية القيادة العليا في البلاد، وعلى أثرها أمر خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز بتخصيص ثلاثة مليارات ريال لدعم برنامج التعاملات الإلكترونية الحكومية، مجسداً بذلك اهتمام المملكة العربية السعودية بتطبيق مفهوم "الحكومة الإلكترونية". والذي يأتي ضمن المبادرات والمشاريع التنموية المستدامة والتطوير في جميع جوانب الحياة.
وفي خضم التطورات المتسارعة للاتصالات وتقنية المعلومات بمختلف حقولها، فإننا نجد أنفسنا نساق آلياً للاقتراب أكثر من الحاسب الآلي وخطوط الاتصال، لمتابعة وإنجاز جميع معاملاتنا إلكترونياً، إلى أن ننتقل في زمن وجيز لا يتجاوز سنوات معدودة من أمام شاشة الكمبيوتر ولوحة المفاتيح ومؤشر الفأرة، لنكون أكثر قرباً من راحة اليد عبر الهاتف الثابت أو الهاتف المحمول، وأكثر اعتماداً عليها في كثير من شؤوننا اليومية عدا الأكل والشرب.
وأكاد أرى المحفزات تتوالى وأول الغيث قطرة، حيث قامت شركة الاتصالات السعودية منذ أيام بإطلاق سرعات جديدة لخدمات الإنترنت تبلغ 8 و10 ميجابت في الثانية، على أن يتم استخدام سرعات أعلى تصل إلى 30 ميجابت في الثانية بعد ثلاثة أشهر. والتي تمكن مستخدمي الإنترنت عالي السرعة من المواطنين والمقيمين وعلى صعيد قطاع الأعمال والتعليم والصحة وغيرها في المملكة، من التفاعل بشكل أفضل مع الحزمة الجديدة من السرعات دون قيود المكان والزمان، لتبادل البيانات بمختلف أحجامها وصيغها وامتداداتها وبجميع أنواعها كالفيديو، والتلفزيون، وتصفح الإنترنت وغيرها.
و متى ما توافرت هذه السرعات الفائقة بفئاتها المختلفة على مساحة واسعة في أرجاء البلاد وفي الزمن المناسب، فإنها تسهم في توطيد علاقة سكان المملكة مع الإنترنت، وتؤدي إلى تفعيل استخدام تطبيقات الحكومة الإلكترونية، وتعزيز النشاطات الاقتصادية والصحية ومختلف المجالات الحيوية الطموحة لبلادنا.
ومن منطلق أن رؤية التعاملات الإلكترونية الحكومية في المملكة العربية السعودية تتمثل في "أن يتمكن الجميع بنهاية عام 2010م من أي مكان وفي أي وقت من الحصول على خدمات حكومية بمستوى متميز، تقدم بطريقة متكاملة وسهلة من خلال العديد من الوسائل الإلكترونية الآمنة"، ومع انطلاقة العام الجديد 2008 بما يحمله من خطط تنموية طموحة في جميع المجالات، وفي مضمار التقنية خصوصاً، فقد قامت "الاقتصادية" بإصدار ملحقاً خاصاً عن "الحكومة الإلكترونية"، تستعرض من خلاله آخر الإنجازات من خطط استراتيجية ومشاريع في تطبيق التعاملات الإلكترونية، وإيضاح مدى تقدم المملكة في هذا المجال، ورفع مستوى الوعي بشأنها. كما تم تناول أمثلة من أرض الواقع لبعض المشاريع الإلكترونية التي قامت بتنفيذها جهات مختلفة في المملكة. ونأمل أن يلقى هذا الملحق القبول ويحقق الفائدة للقارئ الكريم، وستتبعه أعمال مماثلة قريباً فطموحاتنا لا حدود لها بمساندة وتوجيه قمة هرم إدارة التحرير في جريدة "الاقتصادية" عبد الوهاب الفايز. وإلى إنجاز مماثل نلقاكم على خير.