ارتفاع مواد البناء وقلة العرض يحلقان بأسعار إيجارات الوحدات السكنية
ارتفعت أسعار التأجير للمساكن في المنطقة الشرقية مع مطلع العام الميلادي الجديد بنسبة تصل إلى 40 في المائة, وعمد أصحاب الشقق والفلل إلى إرسال خطابات للمستأجرين بإخبارهم أن العقد الجديد سيرتفع إلى ما يقارب 40 في المائة أو إخلاء المسكن لوجود مستأجرين آخرين.
وكشفت جولة لـ "الاقتصادية" على عدد من الأحياء والمكاتب العقارية أن الملاّك رفعوا الإيجارات لأسباب عدة منها ارتفاع تكاليف البناء وأسعار الأراضي وارتفاع الإيجارات في أغلب المساكن سواء الجديدة أو القديمة.
من جانبه قال حسام الهلال أحد المستأجرين في محافظة الخبر أن المالك رفع عليه إيجار الشقة من 18 ألف ريال إلى 22 ألف ريال دون أي سبب يذكر، علما أن العمارة لها أربع سنوات, ولم يتكلف المالك خلال السنة الماضية بتكاليف إضافية أجبرته على رفع الإيجار, مشيرا إلى أن أصحاب العمائر والفلل لهم حق رفع الإيجار في حالة واحدة وهي كون المبنى جديدا وكلفهم كثيرا بسبب غلاء الأسعار الأولية للبناء.
وقال العقاري خالد المطيري إن ارتفاع الإيجار يعود إلى عدة أمور منها قلة قنوات الاستثمار في الخليج مع ضعف في وعي المستثمر الخليجي بأهمية العمل والإبداع لإيجاد قنوات استثمارية أخرى غير المجال العقاري, فكانت المحصلة أن العقار هو "الملاذ الآمن" أو الابن البار, وقال المطيري إن الانهيار الذي حصل سابقا في سوق الأسهم أدى إلى اتجاه الناس بشكل مباشر للعقار مما زاد من الطلب على مواد البناء التي ارتفعت بشكل كبير وبالتالي ارتفعت أسعار إيجارات الشقق والفلل, وأضاف المطيري يجب ألا نغفل الأسباب الأخرى ومنها التضخم وضعف الرقابة من الجهات الحكومية وجشع التجار وعنصر الإشاعة.
من جانب ذي صلة فقد قال عبد الله السهلي ـ صاحب عقار ـ إن الأسباب الحقيقية وراء ارتفاع أسعار إيجارات الشقق والفلل يعود إلى هبوط قيمة الريال أمام العملات الأخرى بنسبة تصل إلى ما يقارب 30 في المائة, ومن الطبيعي أن ترتفع الأسعار إلى ما يقارب 30 في المائة لسد الاحتياجات والمتطلبات, وأضاف السهلي أن ارتفاع أسعار المواد الغذائية والمواد الاستهلاكية الأخرى يدفعنا نحن كملاّك إلى رفع الإيجارات لسد احتياجاتنا فمبلغ الـ 12 ألف ريال التي كنت استلمها في السابق من المستأجر كان يكفي لشراء احتياجات كثيرة جدا، أما الآن فقد قلّت قيمته بعد ارتفاع الأسعار وهبوط قيمة الريال.