شطب الأصول يخيم على أسواق أوروبا وآسيا تنهض من الكبوة

شطب الأصول يخيم على أسواق أوروبا وآسيا تنهض من الكبوة

واصلت الأسهم الأوروبية خسائرها أمس مع هبوط أسهم البنوك وسط مخاوف من عمليات شطب كبيرة من الأصول بينما تراجعت أسهم البنوك متأثرة بهبوط أسعار النفط الخام.
وانخفض مؤشر يوروفرست 300 الرئيس لأسهم الشركات الكبرى في أوروبا 2 في المائة إلى 1278.81 نقطة بعد أن صعد صباحا إلى 1324.77 نقطة. وفي قطاع شركات النفط هوى سهم بي.بي 4.1 في المائة بينما انخفض سهم رويال داتش شل 4.3 في المائة. وفي قطاع المصارف انخفض سهم بنك سانتاندر 3.5 في المائة. لكن سهم "سويسري" ارتفع 2.8 في المائة بعد أن قالت الشركة المتخصصة في إعادة التأمين إنها ستشتري مزيدا من أسهمها بعد أن وقعت عقد إعادة تأمين مع شركة بيركشاير هاثاواي. وكان شطب الأصول في الشركات المالية الغربية قد استفحل بعد أزمة الرهن العقاري عالي المخاطر في الولايات المتحدة، حيث شمل الشطب "سيتي جروب" و"ميريل لينش" وغيرها من المؤسسات المالية في أمريكا وأوروبا.
إلى ذلك, ارتفع الجنيه الإسترليني مقابل الدولار الأمريكي واليورو الأوروبي وصعدت السندات الحكومية بينما انخفضت الأسهم البريطانية أمس، بعد أن أظهرت بيانات أن النمو الاقتصادي في بريطانيا كان أقوى من المتوقع في الربع الأخير من العام الماضي.
وجاء ارتفاع العملة البريطانية أيضا بعد صدور تقرير بنك إنجلترا المركزي عن اجتماعه الأخير الذي أظهر أن عضوا واحدا بلجنة السياسة النقدية صوت بالموافقة على خفض الفائدة في اجتماع كانون الثاني (يناير) الجاري.
ونما الاقتصاد البريطاني في الربع الأخير من العام الماضي بأسرع من المتوقع وسجل العام الماضي أفضل أداء سنوي أيضا منذ عام 2004. وانخفض اليورو الأوروبي 0.2 في المائة إلى 74.46 بنس من 74.72 بنس قبل صدور البيانات. وارتفع الجنيه الإسترليني في البداية مقتربا من 1.96 دولار قبل أن يتخلى عن بعض مكاسبه. وواصل مؤشر فاينانشال تايمز للأسهم الرئيسة في بريطانيا انخفاضه ليصل تراجعه إلى 1.1 في المائة ويسجل 5678.9 نقطة.

وسجلت الأسهم الأمريكية انخفاضا حادا بسبب مخاوف من حدوث انكماش اقتصادي بعد الاضطرابات في الأسواق عقب الخطوة غير المسبوقة التي اتخذها الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأمريكي) بخفض معدل الفائدة بهدف تعزيز الاقتصاد. وهبط مؤشر داو جونز الصناعي 09.255 نقطة (2.13 في المائة) خلال الدقائق الست الأولى من بدء التداول، فيما انخفض مؤشر ناسداك 57.75 نقطة (2.52 في المائة) ليسجل 2234.52 نقطة.
من جهة أخرى، ارتفع مؤشر نيكي القياسي 2 في المائة في نهاية التعامل في بورصة طوكيو للأوراق المالية أمس، بعد أن أوقف خفض مفاجئ لأسعار الفائدة أجراه مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأمريكي) تراجعا حادا لأسواق الأسهم العالمية.
وكان المؤشر قد هوى يوم الثلاثاء مسجلا أكبر خسارة له في يوم واحد منذ الجلسة التي أعقبت هجمات 11 من أيلول (سبتمبر) عام 2001 على الولايات المتحدة. لكن المخاوف من مزيد من الهبوط للأسهم الأمريكية والمخاوف من احتمال الاضطرار إلى اتخاذ تدابير جديدة للحيلولة دون انزلاق الاقتصاد الأمريكي إلى الركود، إضافة إلى ارتفاع الين أدت إلى تقليص مكاسب الأسهم اليابانية وتراجعت أسهم البنوك مثل مجموعة ميزوهو المالية عن مستوياتها المرتفعة.
وفي نهاية التعاملات ارتفع مؤشر نيكي 256.01 نقطة إلى 13063.78 نقطة. وارتفع مؤشر توبكس الأوسع نطاقا بنسبة 2.5 في المائة أي بزيادة 29.98 نقطة ليصل إلى 1249.93 نقطة.
من جهتها، استعادت مؤشرات البورصات الآسيوية الرئيسة نهوضها بعد خسائر فادحة أمس الأول مسجلة مكاسب مبكرة مع بدء مضاربات أمس في أعقاب قرار الاحتياط الفيدرالي الأمريكي خفض أسعار الفائدة الأساسية بواقع ثلاثة أرباع النقطة لدعم الاقتصاد الأمريكي والتصدي لاضطرابات الأسواق المالية العالمية.
ففي طوكيو سجلت البورصة ارتفاعا في جميع قطاعاتها 33 لدى بدء التداول أمس بنسبة بلغت 3.35 في المائة.
ولكن مؤشر شنغهاي لدى بدء التداول أمس خسر ما نسبته 0.6 في المائة بعد الانخفاض الكبير الذي سجله أمس الأول بنسبة 7.2 في المائة وهي النسبة الأدنى منذ آب (أغسطس) الماضي.
كما ارتفع مؤشر كي آر إكس 100 في كوريا الجنوبية قرابة 3.1 في المائة في الدقائق الأولى لبدء التداول اليوم فيما صعد مؤشرا بورصتي أستراليا وسنغافورة بقرابة 5 و3.7 في المائة على التوالي. كما ارتفع مؤشر هانوع سينغ في بورصة هونغ كونغ اليوم عند 1.621.87 نقطة أي ما يقارب 7.45 في المائة.
يذكر أن أسواق المال واصلت هبوطها أمس الأول بعد أن فشل خفض طارئ في قيمة الفائدة الأمريكية في طمأنة المستثمرين بشأن مخاوفهم من ركود قادم.
وراهنت (وول ستريت) على حاجة الاحتياط الفيدرالي إلى التحرك وإجراء خفض طارئ قبيل اجتماعه المقرر في 30 كانون الثاني (يناير) الحالي في محاولة لوقف انزلاق الاقتصاد الأمريكي إلى الركود.
ولم يخسر مؤشر (الداكس) الألماني الرئيس أمس إلا ما نسبته 0.3 بالمائة ليبلغ 6769 نقطة كما ارتفع مؤشر التقنيات 750 نقطة خلافا لامداكس للشركات المتوسطة الذي ارتفع مقابل أمس بنسبة تزيد على 3 في لمائة ليقفز إلى 08248.
وقدر خبراء البورصة الألمانية قيمة الخسارة التي تكبدتها مختلف المؤسسات الألمانية الصغيرة والكبيرة بسبب تدهور البورصة أمس الأول بنحو 100 مليار يورو.
وتلقت ألمانيا أنباء تخفيض سعر الفوائد في الولايات المتحدة بارتياح، حيث يأمل الخبراء بأن تستقر أوضاع النمو، سواء هناك أو في بقية أنحاء العالم.
وكان قرار خفض الفائدة الأمريكية جاء في وقت تكبدت فيه البورصات العالمية خسائر فادحة يومي الإثنين والثلاثاء منذ أكثر من عامين مما أثار مخاوف بتوقع ركود اقتصادي عالمي إذا استمر الاقتصاد الأمريكي بالتباطؤ.
وفي الوقت الذي تعيش فيه أسواق الأسهم في أنحاء العالم اضطرابات يعززها التكهنات بشأن مدى التراجع الاقتصادي الأمريكي، كشف استطلاع للرأي لكبار المسؤولين التنفيذيين عن أن المخاوف عن حدوث ركود اقتصادي عالمي كأكبر تهديد ملحوظ للنمو للمرة الأولى منذ أحد عشر عاما قد نحت جانبا المخاوف العادية المتعلقة بالعمالة والإجراءات التنظيمية.
ووفقا لشركة " برايسووترهاوس كوبرز" وهي أكبر شركة محاسبة في العالم، فإن مؤشر ثقة الشركات تراجع للمرة الأولى منذ عام 2003 فيما تم تسجيل معظم التراجع في أمريكا الشمالية إذ انخفض العام الماضي إلى 35 في المائة بعد أن كان 55 في المائة وتراجع في غرب أوروبا بنسبة 8 في المائة ليصل إلى 44 في المائة.
وفي المقابل زادت ثقة الرؤساء التنفيذيين للشركات في الاقتصاديات الناشئة في آسيا والمحيط الهادي وأمريكا اللاتينية ووسط وشرق أوروبا لترتفع إلى نحو 55 في المائة لكنها كانت قوية بشكل خاص في الصين حيث سجلت زيادة نسبتها 73 في المائة وفي الهند بنسبة 90 في المائة.

الأكثر قراءة