سوق البكيرية الشعبية تنازع الموت .. ومحاولات لإنقاذها

سوق البكيرية الشعبية تنازع الموت .. ومحاولات لإنقاذها

تمثل سوق البكيرية الشعبية إحدى أهم الأسواق بمنطقة القصيم في السابق ورغم الإصلاحات التي قامت بها بلدية البكيرية لهذه السوق، والتي أخفت فيها معالم السوق القديمة، حيث تمت إزالة كثير من المحال الطينية في الموقع وإحلال المواقع الأسمنتية.
ورغم أن السوق تقع في المنطقة المركزية للبكيرية إلا أن السوق لا تشهد حركة تجارية كبيرة وتعاني العزوف، ويرجع التجار ذلك إلى قرب البكيرية من أسواق كبيرة تقع في بريدة وعنيزة.
وخلال جولة "الاقتصادية" في السوق الشعبية لمحافظة البكيرية في المنطقة المركزية تبين أن السوق تضم البضائع الشعبية إلى جانب البضائع الأخرى، حيث تم دمج السوق، وتوجد مجموعة من النسوة على أحد الأرصفة قمن بوضع معروضاتهن على الأرض ويبعن قطعا قديمة وملابس ومشغولات يدوية والسدو.
وتشير إحدى النساء في السوق إلى أن المشترين قليلون وغالبية المشترين هم من الزوار من خارج المنطقة ممن قدموا للزيارة وأعداد هؤلاء يكثرون في الإجازات والعطل الرسمية والأعياد.
على الجانب الآخر توجد في السوق مواقف لبيع الحطب للتدفئة وموقعان لبيع السمن البري والأقط والمنتجات التي يجلبها أهل البادية إلى السوق، وفي الجانب الآخر يوجد موقع واسع لبيع المنتجات الزراعية كالخضار والفواكه.
ويشير مشعل المحسن أحد رواد السوق إلى أن البلدية قامت بإزالة ملامح السوق القديمة، ما جعل الكثير من الزوار لا يجدون متعة في زيارة السوق خصوصا أن ملامحه القديمة قد اختفت ولم يرق إلى مصاف الأسواق الكبيرة التي تجلب استثمارات لهذه السوق بعد أن فقدت هويتها الشعبية.
ويشير المحسن إلى أن موقع السوق يعد موقعا استراتيجيا حيث تقع بالقرب من البكيرية القديمة وتطل على حقول النخيل بشكل لافت، بالإضافة إلى أن العديد من الأسر في البكيرية قامت بترميم منازلهم القديمة وهي تقع بالقرب من السوق، وهذا بالتأكيد يشكل فرص زيارة أخرى إلى تلك المواقع بالإضافة إلى السوق.
ويشير أحمد بن عبد الله الراجحي عضو المجلس البلدي بمحافظة البكيرية إلى أن الموقع في الثمانينيات والتسعينيات يعد موردا لجميع القرى والمدن التي تقع بالقرب منها لكثرة المعروض من الماشية والمنتجات الزراعية. ومع مطلع القرن الهجري الجديد أزالت البلدية الكثير من المواقع القديمة في السوق، مشيرا إلى أن الثورة الحديثة غيرت معظم وجه السوق.
ويرى الراجحي أن البلدية حاولت تحسين السوق بإزالة القديم كذلك قرب الأسواق الأخرى وسهولة المواصلات لمدن كبيرة مثل بريدة وعنيزة والرس جعلت الكثير يفضل عرض منتجاته، سواء الزراعية أو الشعبية في تلك الأسواق، لتبقى سوق البكيرية الأضعف بحكم الصغر وعدم التطور.
وأشار الراجحي إلى أن هناك خططا لإعادة السوق وتأهيلها مرة أخرى على ثلاث مراحل، لافتا إلى أن السوق تكفل بتحسينها رجل الأعمال سليمان الراجحي، حيث انطلقت المرحلة الأولى وهي تحسين مدخل السوق بإضافة أشكال جمالية. وأشار الراجحي إلى أنه سيتم إنشاء محال من قبل أحد رجال الأعمال على شكل قيصريات يتم تأجيرها على مستفيدين بأسعار رمزية مشيرا إلى أن تلك القيصريات ستتخذ الشكل الحديث، ومن الممكن دراسة إنشائها على طراز قديم لإعادة السوق إلى وضعها الشعبية القديم.
ويرى عبدالرحمن اليحيى وهو مهتم بالتراث والمشرف على مركز الحرفيين في القصيم أن إعادة تأهيل الأسواق صعب للغاية، مشيرا إلى أن المحافظة على السوق أمر مهم جدا منذ البداية، وهذا يعود إلى مسؤولي البلديات في المناطق، حيث إن بعض مسؤولي البلديات يدعمون التوجهات نحو المحافظة على الطراز القديمة وعدم إزالة المواقع الطينية لتبقى معلما من معالم المدن والمزارات والمواقع السياحية لمعرفة تاريخ المدن وتراثها الشعبي.
وأشار اليحيى إلى أن بعض المواقع كانت محظوظة بوجود رؤساء بلدية يعرفون القيمة التاريخية للمواقع الطينية، مشيرا إلى أن بعض المدن أزيل تاريخها، خصوصا أسواقها الشعبية من قبل البلديات قبل معرفة القيمة التاريخية وأثرها في جلب الزوار والسياح لتلك المواقع.

الأكثر قراءة