بوح ذاكرة: رسالة إلى مسؤول

بوح ذاكرة: رسالة إلى مسؤول

حينما يكون الصمت ذا هدوء ويكون الكلام  ذا جوهر، ويكون التعليم ذا هيبة، حينها سنجد أن للعلم تلاميذه وللمعلم رسالته وللدروس فائدتها.
هكذا يكون العلم، وهكذا تكون مدارسنا، وهكذا يكون طلابنا، حلم ُ ُنريد أن نعيشه، وواقع يرسم إحباطا ًلما نحن به من ضوضاء التعليم.
صور نحاكيها من خلال تجاربنا التي لا تنقضي عن حياة ٍ تنثر شرخا ً لا يلتئم، بسبب ذلك العدم إنصاف الذي يقع على نبضات التعليم وأوردته التي تنزف بعطاء، وتغيرات كانت هي السبب في إحجام إبداع كتلة من أجسادنا متمثلة ًفي طلابنا وطالباتنا وإرهاقهم بقرارات (التقويم المستمر) الذي أضر بهم كثيرا، بتخريج  الكثير منهم إلى مستويات أعلى، وحسب رأي المعلم، دون أن تكون للدرجات قيمة ودون أن يعي الطالب ماهية التقويم المستمر، ليضعه عند فوهة بركان الخوف من المستقبل، ويضعنا عند حيرة  ترهقنا، وجيل قد ظلمته أيادي قرارات التقليد، وما أجملها من مقولة حينما أقول :
ألا ليت التعليم يعود يوما ً ... لأخبره بما فعل التقويم
دعونا هنا نسأل ذلك المسؤول الذي رسم لوحة التعليم بقراراته الجديدة، التي أصدرها من على مكتبه، وثقافته التي أخذها من خلال تعليمه العالي بأسئلة ٍهي له :
هل تعليمنا الآن يحمل القوة كما كان أم أن هشاشة ًقد ألمت بأركانه وتعمقت ؟!...
هل طلابنا وطالباتنا يعون ما هم فيه من تغير في طريقة امتحاناتهم أم أن تخبطات التغير لا يعونها هم ؟!
هل سنرى مخرجات للتعليم ذات قوة كما كانت في السابق أم نجاح وكفى؟!
أسئلة محيرة نصمت عندها إلى أن يقع الفأس في الرأس، حينها أيها المسؤول لن تنفعنا ليت ولعل وعسى، بل سنعض أصابع الندم لحال تعليمنا الذي أصبح كالرجل الذي يترنح على وشك الارتطام بصخرة صماء لينزف بصمت.
 
وكما هو حال ذلك الطالب المسكين وتلك الطالبة المسكينة، نجد حال المعلم الذي ليس بأقل من حال طلابه، لفقده هيبته بقرارات مسؤوله الحبيب الذي يرهبه بتعاميم كالنهر، تردعه من حين لآخر!!
أسأل هنا  سؤالا ً حيرني كثيرا : أين الراحة النفسية التي يجدها المعلم من خلال هذه التعاميم الشهيرة؟!
وأتبعه بسؤال باكٍ ومؤلم : هل سيبقى المعلم وستبقى المعلمة بمستوى أقل من الذي يستحقه ؟!
وسؤال.. ليس بأحسن حالا من سابقيه:
لماذا لا تحتسب خدمة المعلمة التي كانت على بند 105 ؟!وهل سيكتفى بتاريخ مباشرتها إسكاتا ً لها؟!
هنا أغمضت عيني لأسترجع ذكريات من الماضي، ومعلمينا الذين نحترمهم ونهابهم، ونخشى أن تقع أعينهم علينا لأتذكر هيبة معلمينا في الماضي، وأتأسف لحال معلمينا الآن الذين كثيرا ما نسمع عن حكاياتهم في وسائل الإعلام لمجرد النيل منهم.
سبحان الله لقد أصبح المعلم مستهدفا ًبسبب وبدون سبب، وهو من يحمل رسالة الأنبياء ليحترق من أجل تلك الرسالة التي حملها على عاتقه.
إذا ًهنا معلم مستهدف وهناك معلمة أضناها التنقل، وهنا معلم يريد المستوى الذي يستحقه وهناك معلمة تريد المستوى الذي تستحقه، هنا وهناك نقاط لا بد أن يضعها مسؤولنا على الحروف، لنصل إلى تعليم راق، ومعلم ومعلمة يعملون في راحة نفسية، وطالب مبدع يحمل تميز تعليم وطنه، رسالة من القلب، كثيرا ما نزفت الأنين فهل ستجد الآذان الصاغية لها ؟!
خاتمة:
صمتي .. سؤال ؟!                                

* معلم
 

الأكثر قراءة