قد تكون العين حقا.. إلا أن التعلق بها باطل!

المشهد: عامل من البنائين القدماء، يقدم عرضا للجمهور عن طريقة البناء القديمة، في أحد المهرجانات التراثية، يقف على الجدار ويتلقف اللبن والطين، ويصيح بالآخرين: "طينة.. طينة.. لبنة... لبنة"، في تصوير للمشهد التراثي القديم، ويقدم نشاطا ملحوظا في ذلك، ثم يقع عن الجدار في حركة مفاجئة بعد أن اختل توازنه.

التعليق: قد تكون الإصابة بالعين أو الحسد موجودة فعليا، وهي من الظواهر التي لم يجد لها العلم تفسيرا منطقيا، رغم إيماننا التام بوجودها، لكن لا يعني ذلك أن يكون كل شيء مرتبطا بالعين أو الحسد، سقوط أحدهم بسبب حركة خاطئة، أمر يتعلق بعلم الفيزياء لا العين أو الحسد! ردة الفعل اللا إرادية التي تتطلب فعلا لإيجادها ليست عينا ولا حسدا! تعليق كل الأمور على العين والحسد خطأ يجب أن نتنبه له في ثقافتنا العامة وبتعاملنا مع الأشياء والظواهر أيا كانت، حتى لا نبقى خاملين رافضين للتحليل المنطقي بحجة وجود عين وحسد!

اسم الملف العين حق
الصيغة 3gp
الدقة 180 X 155
المدة 24 ثانية
السرعة 180 كيلوبت/ ثانية
الحجم 404 ك.ب
<a href="http://www.hayatannas.com/test/a22e31s4.3gp" target="_blank">لتحميل المقطع أو مشاهدته إظغط هنا .</a>

البروفيسور عبد الله بن سلطان السبيعي أستاذ الطب النفسي في كلية الطب في جامعة الملك سعود يرى أن تعليق كثير من الناس حدوث أي مكروه لهم بالعين، يعود إلى عدم النضج الفكري في النظر للأمور والحكم عليها، ومحاولة إسقاط الخطأ أو الإخفاق في أي شيء على العين للهروب من تبعات هذا الأمر وإرضاء الذات بأنها غير مقصرة.
وكذلك تغذية الشعور بالأهمية و النرجسية، لأن العين يصاب بها الشيء الجميل أو الحسن، في حين أكد أن العين وتأثيرها ورد في السنة النبوية ولا يشكك به أحد، ولكن من يعلم أن ما أصيب به الشخص هو عين أو غيرها.
وبين السبيعي أن بعض القدوات في المجتمع يساهمون في ترسيخ هذا الاعتقاد في النشء بأن كل مكروه سببه العين، مشيرا إلى أن هذا الأمر ينتشر في المجتمعات غير الناضجة ويكثر فيها.
وبين السبيعي أن التخلص من هذا الاعتقاد في مجتمعنا يأتي عبر توعيته توعية شرعية أصيلة، والعلم بأن العين كما أنها حق، فهناك أذكار وأوراد شرعية تحفظ المسلم منها بإذن الله، وكذلك من طرق علاج هذه الظاهرة التركيز على تعليم النشء طرق تحليل المشكلات وتعلم آلية حلها، وذلك من خلال الطرح المتوازن الناضج عبر مناهج التعليم ووسائل الإعلام.

ما هي العين
العين لغة: فلان أصيب بعينه، فالمصيب عائن فهو معيان، وعَيون للمبالغة، والمصاب بالعين معين، ومعيون.
العين اصطلاحًا: حقيقتها النظر باستحسان مشوب بالحسد من خبيث الطبع، فيحصل للمنظور منه ضرر.

العين حق
وكان الشيخ الدكتور عبدالله بن محمد السدحان الراقي المعروف قد أسس موقعا له على الشبكة العالمية (إنترنت) لتقديم استشارات حلول حول كيفية الرقية الشرعية وتحصين النفس من شر الحسد والحاسدين والسحر والجان، فيقول إن العين السبب الغالب لكثير من أمراض الناس وغيرها استثناء. ويستدل السدحان على ذلك بقول النبي صلى الله عليه وسلم: "أكثر من يموت من أمتي بعد قضاء الله وقدره بالعين"، وقول النبي صلى الله عليه وسلم: "العين تدخل الرجل القبر والجمل القدر"، مشيرا إلى أن بعض الناس يموتون بأمراض وعلل متنوعة كالأمراض المعدية والسرطانات والحوادث وغيرها فكثير من هذه الأمراض والعلل سببها العين بعد قضاء الله وقدره.

أسباب الإصابة
من أسباب إصابة الإنسان بالعين عدم التحرز والتحفظ منها بالمحافظة على قراءة الأذكار والأوراد والأذكار المستمدة من القرآن الكريم والسنة المطهرة، فبذلك قد يصاب بالعين بعد مشيئة الله، وكذلك للعائن فقد يصيب بالعين إذا رأى شيئا أعجبه ولم يذكر الله أو يقول ما شاء الله لا قوة إلا بالله، أو تبارك الله، قال النبي صلى الله عليه وسلم لعامر بن ربيعة لما عان سهل بن حُنيف: "ألا بركت؟"، أي قلت: اللهم بارك عليه.

طرق الوقاية منها
ويذكر الشيخ السدحان في موقعه أن حفظ العبدِ ربّهُ بامتثال أوامره واجتناب نواهيه يقي من العين، وامتثال الأوامر كالمحافظة على الصلوات جماعة في المسجد . قال صلى الله عليه وسلم: (من صلى الصبح فهو في ذمة الله، فلا يطلبنكم الله من ذمته بشيء ..)، وبر الوالدين، والتطوع من صلاة وصوم وتلاوة القرآن، واجتناب نواهيه، باجتناب النظر والسماع المحرم ومقاطعة الحفلات المنكرة، فبذلك يفوز المسلم بحفظ الله الذي بشّر به النبي عليه الصلاة والسلام بقوله: "احفظ الله يحفظك".
ومن طرق الوقاية من العين أيضا الإكثار من ذكر الله في كل حال، والإكثار من الأوراد والأذكار المستمدة من القرآن الكريم والسنة المطهرة، كأذكار ما بعد الصلاة، والورد اليومي من القرآن وأذكار الصباح والمساء، وأذكار النوم والاستيقاظ منه. قال تعالى: (وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى) طه ( 124).
ونبه السدحان على أن الأفضل عدم الإكثار من القراءة على المريض في البداية والاقتصار على بعض هذه الأوراد، لأنها كالدواء، لا إفراط ولا تفريط، وحتى لا يملَّ الراقي والمرقي عليه.

علاج المصاب بالعين
ومن الأسباب المعينة على الانتفاع بالعلاج من العين بعد الإصابة بها ذكر الشيخ السدحان، اليقين وحسن الظن بالله أثناء الرقية الشرعية، وأن لا يقول المصاب أجرّب كلام الله، بل يتيقن بأن فيه الشفاء، وأنه الأصل في العلاج، قال تعالى: )وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ وَلاَ يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إَلاَّ خَسَاراًً( الإسراء/82.
وكذلك تعظيم الخالق والالتجاء إليه والتعلق به والتوبة إليه ودعاؤه، فهو الشافـي وحده، ورقية السلم لنفسه إن استطاع إذا أصابه بلاء أفضل من رقية غيره له، إلى جانب الإحسان إلى الناس وبذل الصدقة، قال الرسول عليه الصلاة والسلام: (.. والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه ..) ([3])، وعن أبي أمامة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( داووا مرضاكم بالصدقة).
ولعلاج العين طرق منها، الفراسة وهي، الاستدلال بالأحوال الظاهرة على الأخلاق الباطنة. ودليل ذلك حديث أم سلمة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى في بيتها جارية في وجهها سفعة فقال : "استرقوا لها، فإن بها النظرة".

أما السَّفْعَة: كل لون يخالف لون الوجه، فإن كان الوجه أحمر فالسفعة سواد، وان كان أبيض فالسفعة صفرة، وإن كان الوجه أسود فالسفعة حمرة يعلوها السواد. وبين السدحان أن الأصل في التداوي هو أن يكون بالقرآن، ثم بالأسباب الدوائية حتى في الأمراض العضوية، مشيرا إلى زعم جهلة القراء، من أن مَن كان مرضه عضوياً فليذهب إلى المستشفى، ومن كان مرضه نفسياً فليذهب إلى الطبيب النفسي، أما إن كان مرضه روحياً فعلاجه بالقراءة.
وتساءل عن دليل ذلك التقسيم؛ فالقرآن طبّ القلوب ودواؤها، وعافية الأبدان وشفاؤها، قال تعالى: (وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء) الإسراء 82، مشيرا إلى أن الله سبحانه قال شفاء ولم يقل: دواء؛ لأنها نتيجة ظاهرة، أما الدواء فيحتمل أن يشفي وقد لا يشفي. وكذلك من طرق علاج المعيون القراءة التصوّريّة، فلا يكفي مجرد القراءة، بل لابدّ من تصوّر معاني الآيات والتأثر بها، وإذا أردت معرفة قوة هذه القراءة على الجان أو على الأمراض العضوية فتصور تلك المعاني العظيمة، فهي على الجان مؤثرة، وعلى المرض العضوي شافية.