حرفين وخمس كلمات تؤرخ ابتسامة!
يا انتي ضحكاتك تغني..
وابتساماتك شعر!
الشعر لا يستأذن القلوب، ولا ينذر الدهشة، حيناً يسري في العروق كما يسري النسيم في الفضاء، وحيناً يضيء في العقل كما يضيء المصباح، ولا تجتمع الحالتان سويةً إلاّ فيما ندر، وفيما ندر من الشعر كان المقطع القصير أعلاه، المقتطع من "أطيب" قصائد هذا الوقت، قصيدة "دخون" التي تغنى بها الفنان عبادي الجوهر، وألبسها من حلل اللحن والموسيقى ما يناسب بذاختها وطيب عطورها، هذا المقطع القصير ليس شعراً فقط، بل وحكمة، وربما يغدو مثلاً شعبياً أو شعوبياً، فالمتأمل فيه يلمس الإعجاز في أوضح صور الإيجاز منه، فأنت باستطاعتك أن تبتسم وتبدو على قسمات وجهك علامات الحبور، لكنك لا تستطيع أن تضحك دون أن تبتسم! وهذا هو حال الشعر والأغنية، فالشعر يحضر لوحده ويحصد سنابل الأعجاب، والأغنية لا تكون بلا شعر، هذا ما أوجزت من الحديث عن الحرفين والخمس كلمات، وإلاّ فإن الحديث عنها يطول وهذا هو الإعجاز في الشعر، وهذا هو عبد الرحمن بن مساعد الذي تهيبت كثيراً الكتابة عن مقطع قصير من قصيدة قديمة له، على الرغم من أني قرأتها وسمعتها منذ ما يقرب من العشر سنوات أو أكثر، اليوم أكتب "انطباعي" بعد أن سرى الشعر في عروقي كالنسيم في الهواء وأضاء في عقلي مصباح الفكرة المدهشة.