المخاوف من حدوث ركود أمريكي تهوي بالبورصات الآسيوية
المخاوف من حدوث ركود أمريكي تهوي بالبورصات الآسيوية
هوت الأسهم في بورصات آسيا أمس الأربعاء على خلفية المخاوف من حدوث ركود اقتصادي في الولايات المتحدة أكبر سوق لصادرات المنطقة.
وكان أكبر هبوط قد سجلته بورصة هونج كونج حيث مني مؤشرها هانج سينج بخسائر نسبتها 5.37 في المائة بعد أن أفادت بيانات بتراجع مبيعات التجزئة الأمريكية وإعلان مجموعة "سيتي جروب" المالية الأمريكية عن خسائر بنحو عشرة مليارات دولار في الربع الأخير من العام الماضي وشطبها 18 مليار دولار في شكل أصول تتعلق بأزمة قروض التمويل العقارية الأمريكية عالية المخاطر.
وهوى مؤشر نيكي لبورصة طوكيو بنسبة 3.35 في المائة ليغلق على 13504.51 نقطة في أدنى مستوى له منذ تشرين الأول (أكتوبر) عام 2005. كما تراجع مؤشر توبكس الأوسع نطاقا بنسبة 3.54 في المائة ليغلق على 1302.37 نقطة.
وأضيرت الأسهم اليابانية ليس فقط بسبب المخاوف من حدوث ركود اقتصادي في الولايات المتحدة وإنما أيضا بسبب ارتفاع قيمة الين الذي يتسبب في تآكل قيمة مبيعات شركات التصدير اليابانية في الخارج وصدور تقرير حكومي أفاد بضعف طلبات الآلات بشكل أكبر من المتوقع إذ تراجعت بنسبة 2.8 في المائة في تشرين الثاني (نوفمبر) بعد احتساب العوامل الموسمية مقارنة بالشهر السابق عليه لتصل قيمتها إلى 1.05 تريليون ين (9.75 مليار دولار). وكانت شركات التصدير مثل نينتيندو وسوني من بين الشركات التي منيت بتراجع أسهمها أمس.
وانخفض مؤشر تايكس للبورصة التايوانية بنسبة 2.96 في المائة لينهي التعاملات على 8179.54 نقطة، وهبط مؤشر كوسبي لبورصة كوريا الجنوبية بنسبة 2.4 في المائة ليصل إلى 1704.97 نقطة وتراجع مؤشر ستريتس تايمز في سنغافورة بنسبة 3 في المائة ليسجل 3508.49 نقطة.
وهوى مؤشر سينسيكس القياسي في الهند بنسبة 3.6 في المائة لكنه استطاع أن يتعافى في وقت لاحق من أمس. وكان المؤشر المؤلف من 30 سهما قد تراجع لأدنى مستوياته خلال ثلاثة أسابيع وانخفض بمقدار 737.84 نقطة ليصل إلى مستوى 19513.25 نقطة أواخر تعاملات فترة ما بعد الظهيرة مع تكبد معظم أسهم الشركات القيادية خسائر.
لكنه استطاع أن يتعافى بعد ذلك ليغلق على 19868.11 نقطة وهو ما يعني أنه أنهى التعاملات على تراجع بنسبة 1.89 في المائة مقارنة بمستوى افتتاح الجلسة عند 09ر20251 نقطة. كما انخفض مؤشر نيفتي المؤلف من 50 سهما بمقدار 138.5 نقطة أو بما يوازي 2.28 في المائة.
وفي هونج كونج التي ترتبط عملتها حاليا بالدولار الأمريكي ويتأثر اقتصادها على وجه خاص بالاتجاهات الأمريكية، تراجع مؤشر هانج سينج إلى مستوى 24450.85 نقطة. وكان المؤشر ونظيره السنغافوري ستريتس تايمز قد انخفضا بأكثر من 20 في المائة منذ أن سجلا مستويات قياسية في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي.
وفي أستراليا، ساد اللون الأحمر على جميع أسهم البورصة ليتراجع المؤشر العام بنسبة 2.48 في المائة ليغلق على 5870.8 نقطة مواصلا خسائره لليوم الثامن على التوالي.
ويعكس اتجاه الهبوط في الأسهم الآسيوية الخسائر التي منيت بها سوق وول ستريت الليلة الماضية بعد أن هوى مؤشر ستاندرد آند بورز الأوسع نطاقا بنسبة 2.5 في المائة ليهبط إلى أدنى مستوى إغلاق له منذ آذار (مارس) الماضي.
وهوى مؤشر داو جونز للأسهم الصناعية بنسبة 2.2 في المائة، وتراجع مؤشر ناسداك المجمع لأسهم التكنولوجيا بنسبة 2.5 في المائة بعد أن أصبحت خسائر مجموعة سيتي جروب البالغة 9.8 مليار دولار هي أكبر خسارة مسجلة في تاريخ القطاع المصرفي الأمريكي.
وقالت الحكومة الأمريكية أيضا إن مبيعات التجزئة انخفضت للمرة الأولى منذ حزيران (يونيو) الماضي لتتراجع بنسبة 0.4 في المائة في كانون الأول (ديسمبر) ولتنهي أضعف عام لها منذ عام 2002 في الولايات المتحدة حيث يشكل إنفاق المستهلكين نحو ثلثي النشاط الاقتصادي.
ويحذر خبراء الاقتصاد والمحللون من أن أكبر اقتصاد في العالم يتجه صوب الركود إن لم يكن قد بدأ بالفعل. وكانت البنوك وعلى رأسها مصرف إتش إس بي سي هولدنجز من بين أكبر الخاسرين في آسيا. حتى بورصات بر الصين الرئيسي قد أضيرت أيضا على الرغم من أن قيود الاستثمار غالبا ما تعزلها عن الاتجاهات العالمية.
وسجل مؤشر "سي إس آي" المؤلف من 300 سهم ويقيس أداء الأسهم المقومة باليوان والمدرجة في بورصتي الصين قد تراجع بنسبة 3.35 في المائة ليسجل 5505.72 نقطة. وانخفض مؤشر بورصة شنغهاي المجمع بنسبة 2.81 في المائة، وتراجع مؤشر بورصة شينشين بنسبة 2.42 في المائة.
وفي نيوزيلندا، أغلق المؤشر القياسي "إن زد إكس" المؤلف من 50 سهما على هبوط نسبته 1.55 في المائة مواصلا خسائره للجلسة العاشرة على التوالي وخسر خلالها نحو ثلاثة مليارات دولار نيوزيلندي) 2.34 مليار دولار أمريكي (من قيمة الأسهم).
وفي منطقة جنوب شرق آسيا، مني مؤشر بورصة جاكرتا المجمع بخسائر نسبتها 5.04 في المائة بينما هوى مؤشر بورصة كوالالمبور المجمع بنسبة 46ر3 في المائة، في حين تراجع مؤشر البورصة الفلبينية المجمع بنسبة 2.77 في المائة ومؤشر بورصة تايلاند بنسبة 0.8 في المائة. في حين كانت البورصة الفيتنامية هي السوق الوحيدة التي قاومت اتجاه الهبوط الذي ساد آسيا.