تحذيرات من توالد البعوض في المياه الراكدة
حذرت أمانة منطقة الرياض من التهاون في ترك المياه الراكدة، خصوصا خلال فصل الشتاء، في إشارة منها، إلى أن البعوضة تضع البيض في أي تجمع راكد للمياه مهما كان صغير، حتى لو في حجم فنجال الشاي، والذي يصبح في وقت قصير بؤرة للتوالد والتكاثر.
وأوضح لـ"الاقتصادية" المهندس سليمان البطحي المدير العام لصحة البيئة في أمانة منطقة الرياض، أن "الأمانة تسعى إلى توعية السكان والقيام بحملة سنوية تستهدف مكافحة البعوض، الذي عادة ما يجد أماكن تجعله يتوالد بشكل كبير جدا، وعليه فإنه يجب إحكام إغلاق أو تفريغ الأماكن المحتملة لتوالد البعوض في المنازل والاستراحات والمشاتل والمباني تحت الإنشاء"، مشيرا إلى توجيه الأمير الدكتور عبد العزيز بن عياف أمين منطقة الرياض في دعم برامج مكافحة الوبائيات، ومكافحة نواقلها، الذي يعد أحد برامج أمانة منطقة الرياض للمحافظة على نظافة الرياض، والاهتمام بالجانب الصحي لسكانها.
وأكد أن من وسائل مكافحة البعوض استخدام عملية التضبيب الحراري، وذلك لمكافحة الحشرات الطائرة، حيث يتم تخفيف المبيد بكمية كبيرة من المذيب، والذي في العادة يكون "ديزل" أو "كيروسين" ويتم تحديد نسبة التخفيف بحيث إن أي كمية من المبيد تصل جسم الحشرة تكون كافية للقضاء عليها وفي الوقت نفسه لا تؤثر في الكائنات الأخرى غير المستهدفة.
ولفت إلى أن "أي مادة كيميائية لها درجة سمية تتفاوت من مادة لأخرى، وبعض المواد عالية السمية والتعرض لها قد يؤدي إلى تأثير آني وسريع وتسبب أعراض تسمم حادة، وبعض المواد لا تظهر لها أعراض سمية حادة ولكن يحصل تأثيرها في المدى البعيد"، مشيرا إلى أن "هذا النوع من المواد يتحكم في تأثيرها عوامل عدة، مثل: تركيز المادة الذي تم التعرض له وعدد مرات التعرض وطول فترة التعرض في كل مرة".
وقال إن "التضبيب في مدينة الرياض يتم في بعض الأحياء أسبوعياً، وفرصة تعرض الناس للمبيد في كل مرة تعد ضئيلة، كما أن كمية المبيد التي من الممكن أن تصل أيضاً غير كافية لإحداث أي ضرر".
وعن أهمية استخدام عملية التضبيب في مدينة الرياض، أبان أن "الإجابة متشعبة، ولكن الهدف هو خفض أعداد البعوض والذباب في المدينة، وعلى وجه الخصوص بين المباني المأهولة بالسكان".
وفي سؤال لـ"الاقتصادية"، عن سبب وجوده بين المساكن؟ أجاب مدير صحة البيئة، "أكثر من 90 في المائة من مشكلات البعوض في الرياض تأتي من داخل المساكن، وذلك لوجود أماكن توافر بيئة مناسبة لتكاثر البعوض ومن ثم انتشاره في الأحياء المجاورة". وأفاد أن "الطريقة المتاحة لمكافحته هو خفض أعداد الحشرات الطائرة التي تبحث عن عائل يمدها بوجبة الدم لتنتج الجيل القادم"، لافتا إلى أن "طريقة التضبيب ليست هي الطريقة المثلى، لأنه من المعروف أن أفضل طرق مكافحة البعوض التخلص من أماكن التوالد، ولكن هذا الحل صعب جداً فمن غير الممكن المرور على جميع المنازل والاستراحات والمشاتل والمباني تحت الإنشاء ومصانع الطوب والبلك وغيرها".
وزاد: "حتى نرى مدينتنا خالية من التضبيب كما ينادي بذلك البعض، فنحتاج إلى تعاون المواطن والمقيم، لأن هناك أناسا يجهلون أن البعوض يتكاثر في المياه، إذ تجد هناك من لديه مسبح أو نافورة، أو شلال، أو خزان مكشوف، أو بيارة مفتوحة، أو دورة مياه لا تستخدم أو أوعية تخزين المياه ولو بكميات بسيطة أو مشارب الحيوانات والطيور وغيرها، لذا عندما تخرج الفرق للاستكشاف نجد أن مثل هذه الأماكن هو مصدر المشكلة لصاحب المنزل وللحي الذي يعيش فيه".
ويوضح المهندس البطحي أن موعد التضبيب من وقت الغروب ووقت صلاة الفجر، حيث إن نشاط الحشرات المستهدفة يزداد في هذين الوقتين، والتي يتم الرش فيها للقضاء على أكبر عدد من الحشرات الطائرة، رغم أن نسبة فعالية هذه الطريقة "التضبيب" لا تتعدى 10 في المائة، داعيا سكان العاصمة في حال الاستفسار أو طلب معلومات الاتصال على
2120092 أو إرسال فاكس: 2120089