أمير حائل : الطفرة الحالية أكثر عقلانية ..والأنظمة القديمة تعوق التنمية
أمير حائل : الطفرة الحالية أكثر عقلانية ..والأنظمة القديمة تعوق التنمية
أكد الأمير سعود بن عبد المحسن أمير منطقة حائل على أن تفاعل القطاعات الحكومية والخاصة وتكاملها مع ما يتوافر في منطقة حائل من موارد طبيعية وتاريخية عزز دور حائل كوجهة للسياحة الصحراوية والبيئية وهو ما دعا لإطلاق مشاريع كرالي حائل ومتنزه حائل البري، منوها بالدور الفاعل في الشراكة القوية بين إمارة حائل والهيئة العليا لتطوير منطقة حائل من جهة والهيئة العليا للسياحة، وما إسهامه في ظهور عدد من المشاريع والفعاليات السياحية في المنطقة.
واستعرض الأمير سعود بن عبد المحسن تجربة منطقة حائل في مجال التطوير السياحي، خلال اللقاء السنوي للهيئة العليا للسياحة الذي عقد أمس السبت في قصر الثقافة في الرياض بحضور الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز أمين عام الهيئة العليا للسياحة.
وأوضح أمير حائل أن هذه الشراكة ستعزز أهمية المنطقة كوجهة لسياحة التراث والآثار بعد استكمال خطط العمل بتطوير بعض هذه المشاريع التنموية والسياحية كمشروع قرية جبة التراثية الذي تقوده الهيئة العليا للسياحة وأعمال التنقيب في مدينة فيد التاريخية الذي تموله وتشارك فيه الهيئة العليا لتطوير منطقة حائل. بحجم العمل الذي تقوم به هيئة السياحة واتساعه ليشمل جميع مناطق المملكة، وقال إننا نقدره نحن في حائل ونأمل استمراره وتطويره وهو بلا شك من الأهمية بمكان لتطبيق صناعة سياحية مستدامة.
وأبان الأمير سعود بن عبد المحسن أن قطاع السياحة في حائل تطور في الفترة الأخيرة تطورا ملحوظا، لافتا إلى أن قطاع الإيواء نما بمعدل 32 في المائة خلال فترة السنوات الثلاث الماضية، ونما معه في الفترة نفسها كل من قطاع تأجير السيارات بمعدل 190 في المائة، قطاع وكالات السفر بنسبة 54 في المائة، المطاعم بنسبة 245 في المائة، قطاع البنوك بنسبة 86 في المائة والمراكز التجارية بنسبة ألف في المائة وأدى ذلك إلى ارتفاع إنفاق السائح ليصل إلى 53 في المائة وذلك حسب إحصاءات مركز (ماس) للأبحاث والمعلومات السياحية التابع لهيئة السياحة.
ولفت الأمير سعود بن عبد المحسن إلى النمو الذي تشهده جميع مناطق المملكة، قائلا: "إن حائل قبل سبع سنوات تعد من المناطق الأقل نموا وذلك في تقرير محلي، في حين أن المنطقة حاليا وبدعم حكومة خادم الحرمين الشريف وولي عهده تشهد تنمية متسارعة، بدءا بمشروع المياه الشامل، إضافة إلى مشاريع الصرف الصحي". وأشار إلى أن العلاقة بين القطاعين العام والخاص لا تزال في حاجة إلى مزيد من الجهد لجعلها أكثر ملائمة لمتطلبات التنمية بمفهومها الحديث.
وقال الأمير سعود: "تجربتنا في حائل رغم اعتزازنا بها وبما تحقق إلا أنها لم تنضج بعد ولم تظهر معالمها بالشكل الذي نرغبة لنطلع الآخرين عليه، لذا فإنني لم آتِ هنا محاضرا أو أنقل تجربة مكتملة الفروع بل جئت مشاركا في لقائكم هذا ولتأكيد الشراكة التي بدأت منذ سبع سنوات".
وأفاد أمير حائل أنه تم الانتهاء من عمل دراسة من قبل الهيئة العليا لاحتياجات المستشفيات في حائل من بعض المواد والخدمات، حيث تم حصر 200 عنصر من المنتجات البلاستيكية يتم استخدامها حاليا في جميع المستشفيات العامة والخاصة بل إنه يتم استيراد معظم تلك المنتجات من بعض الدول المجاورة رغم أن موادها الأولية تنتج داخل المملكة.
وشدد الأمير سعود على أهمية "صرف الأموال في أماكن قابلة للاستمرار وترك المجاملات على حساب المستقبل، ويجب أن يكون هناك مراكز حضارية متكاملة تجذب هذه القرى. وأوضح أن هناك قرى ليس فيها أي خدمات بل إن بعض الطرق ليس بها محطات وقود، ما ينبغي أن يكون هناك برنامج متكامل عند إنشاء أي طريق يبدأ من الألف إلى الياء ما يعود بالفائدة على أهل القرى".
وفيما يتعلق ببعض نماذج الشراكة المحلية، تحدث الأمير سعود عن مدينة الأمير عبد العزيز بن مساعد الاقتصادية، وهو مشروع عملاق وتعول علية المنطقة الكثير حيث قطع شوطا لا بأس به، حيث عملت الهيئة العليا مع الهيئة العليا للاستثمار وركيزة حيث سهلت الكثير منها الموقع والخدمات ومهمة العاملين عليها. وأشار مشيرا إلى أنه تم توقيع مذكرة تفاهم بين ركيزة الشركة المطورة وشركة جبل علي لكي تقوم بإدارة المدينة إضافة إلى انه قد يكون هناك مشروع للشراكة بين جبل علي ومدينة الأمير عبد العزيز بن مساعد.
وتحدث الأمير سعود عن تجربة الشراكة بين جامعة حائل وجامعة الملك فهد للبترول والمعادن والهيئة العليا لتطوير منطقة حائل التي وقعت أخيرا من قبل وزير التعليم العالي، حيث كان لدينا هاجس أن هذه الجامعة ستكون مجرد مبان تخلو من التخطيط السليم، فكان لا بد من التفكير في الدخول في الشراكة مع مثال ناجح في المملكة فكانت الشراكة مع جامعة الملك فهد للبترول المعادن.
وقال: "أبناء حائل يدرسون في كليات تطبق عليها الأنظمة والمستويات نفسيهما لا بالنسبة لهيئة التدريس ولا بطرق القبول، مبينا أن العام الماضي تم تخريج أول دفعة من جامعة حائل وكان ثلثاهم لديهم عقود في شركات مميزة مثل أرامكو وسابك والكهرباء، وهذه هي القاعدة الرئيسة التي يجب أن تقاس عليها الجامعات الأخرى، وهذا نموذج يعتمد على رؤية مستقبلية في تحقيق الأهداف التي نسعى لها".
واستعرض الأمير سعود عن الشراكة مع صندوق المئوية حيث قامت الهيئة العليا لتطوير منطقة حائل إقرار 18 مشروعا لأبنائنا وبناتنا في حائل، كما أن هناك موضوع الإسكان الخيري في المنطقة، من خلال شراكات متعددة مع المؤسسات من ضمنها مؤسسة الملك عبد الله لوالديه ومؤسسات أخرى، إضافة إلى تسهيل خدمات نحو600 منزل.
وحول مبادرات التنمية الحديثة في المنطقة أوضح الأمير سعود أن التركيز يجب أن يكون في بعض الأمور المفصلية قد ينتج عنه تكامل عند نشر اهتماماتنا على أشياء كثيرة، لأنه خلال السنة الحالية سيكون رالي حائل راليا دوليا وستتضاعف معه الكثير من الأمور وهذه تعد تنمية سياحية إعلامية وهي ليس فقط من أجل البروز الإعلامي وإنما سيستفيد منها الكثير من أقل فئة في المجتمع في حائل إلى المستثمرين، وذلك من خلال الربط المفصلي الذي قمنا به.
وفيما يتعلق بالمرأة قال إن الهيئة العليا قامت بعمل مفصلي مع ركيزة والأخ محمد عبد اللطيف يصرف نحو ستة ملايين ريال على تنمية الأمومة والطفولة وإيجاد توعية كاملة للمرأة في حائل. وتم في حائل أول مسح ميداني حقيقي ليس على مستوى المنطقة وإنما على مستوى المملكة، لشرائح كثيرة من المجتمع النسائي شملت أكثر من ألفي امرأة من جميع الأعمار ومختلف المستويات وخرجنا بمعلومات مهمة جدا ستبنى من خلال هذه المعلومات مشاريع إيجابية لتنمية المرأة في حائل.
وزاد:" الطفرة الحالية أصبحت عقلانية أكثر من الطفرة الماضية من خلال التفكير السليم، ورصد الخطط التنموية وتحديد الاحتياجات والميزانيات للمناطق كافة. وبين أن الأنظمة لا تزال في حاجة إلى تطوير حيث إنها وضعت منذ فترة طويلة وأصبحت تشكل الكثير من العوائق ولا بد من مواجه هذه المشكلة وإيجاد الحلول المناسبة لها".
وختم الحديث بقوله: " التنمية التي لا تلمس عروق المجتمع هي في المحصلة النهاية ليست من التنمية في شيء".
يشار إلى أن استضافة الهيئة العليا للسياحة أمير منطقة حائل في هذا اللقاء تأتي في إطار تعزيز ثقافة الشراكة في العمل مع إمارات المناطق بوصفها الشريك الرئيس في إحداث التنمية السياحية، وذلك من خلال استضافة أمراء المناطق ورؤساء مجالس التنمية السياحية ذوي التجارب الناجحة في التطوير السياحي للالتقاء بمنسوبي الهيئة وقطاع الآثار والمتاحف سنويا للحديث عن تجربتهم.
وتعد إمارة حائل واحدة من أهم شركاء الهيئة حيث وقع الطرفان مذكرة تعاون في محرم 1421 ترمي إلى تنمية السياحة في المنطقة، كما عملا والرئاسة العامة لرعاية الشباب على تنظيم رالي حائل الدولي الذي يستعد قريباً لإطلاق نسخته الثالثة.
وكانت الهيئة قد استضافت خلال اللقاءات السابقة عدداً من القياديين الإداريين الذين استعرضوا الثقافة المؤسساتية لدى منشآتهم، حيث كان عبد الله جمعة رئيس أرامكو السعودية ضيف لقاء 1425هـ، والمهندس محمد الماضي نائب رئيس مجلس الإدارة، الرئيس التنفيذي لشركة سابك ضيف لقاء 1426هـ، و الأمير محمد بن خالد العبد الله الفيصل رئيس مجموعة الفيصلية ضيف لقاء 1427هـ.
وتضمن اللقاء عروضاً من نواب أمين عام الهيئة حول إنجازات قطاعاتهم خلال عام 1428هـ، وأهم مشاريعها للعام 1429هـ. وتكريم منسوبي الهيئة المثاليين للعام المنصرم.
وفي ختام اللقاء تسلم الأمير سلطان بن سلمان شهادة تطبيق نظام الجودة العالمي (الآيزو) التي نالتها الهيئة العليا للسياحة نظير التزامها بالمعايير القياسية في التعاملات الإدارية، وفقا لخطتها الرامية إلى تحقيق التميز في كل الأنشطة التخصصية والإدارية وبناء ثقافة مؤسسية متميزة وريادية على مستوى القطاعين العام والخاص. وحصلت الهيئة على الشهادة بعد أن قامت إحدى الشركات العالمية المعروفة والمتخصصة في أنظمة إدارة الجودة العالمية بتدقيق إجراءات العمل في قطاعات الهيئة واستيفاءهما كل الشروط المطلوبة.