ماذا تنتظر من 1429؟

ماذا تنتظر من 1429؟

ماذا تنتظر من 1429؟

[email protected]

لنفترض أنك ذهبت إلى إخصائي فحص النظر في مستشفى ما لعمل نظارة نظر خاصة بك، وتخيل أنك قدمت له إجابات غير دقيقة عن مستوى الرؤية لديك محاولا أن تبدو بشكل أفضل في نظره أو أمام مرافقيك، وخجلا من الاعتراف بمدى قصور الرؤية لديك، فماذا سيترتب على ذلك في رأيك؟ ..سيعتمد الطبيب بالتأكيد على إجاباتك ويكتب التقرير الذي ستصمم نظارتك بناء على الدرجات الواردة فيه، وسترتدي تلك النظارة التي أنت بحاجة ماسة إليها،و لكنها للأسف لن تساعدك في توضيح رؤية الأشياء لأنها صممت بأرقامك المضللة التي قدمتها للإخصائي.
بإمكان كل واحد منا أن يخدع نفسه ويرتدي تلك النظارة المشوشة لرؤيته عن طريق أسلوبين: تحريف الحقائق أو إغفال الحقائق، ولكن من الذي سيكسب من هذا الخداع؟
لا يمكنك تغيير مالا تعترف به، فإذا كنت غير راغب في الاعتراف بوضع ما أو مشكلة ما، أو دورك في موقف ما إذن فلن تستطيع تغييره، كما أنك لو رفضت الاعتراف بسلوكياتك السلبية فإنها ستستمر وستكتسب مزيدا من القوة الدافعة لها، وستترسخ ضمن عاداتك الشخصية التي ترسم لك مستقبل أيامك، وستزداد مع الوقت مقاومتها أي تصحيح أو تغيير.
إذن لا مفر من أن تعزم حقيقة على تقييم أوضاعك بأمانة لأنك لا تستطيع تحمل الاستمرار في موقفك الدفاعي، كما أنك لا تستطيع ممارسة المزيد من الإنكار الذي يقتل أي فرصة في التغلب على مشكلاتك التي تزداد صعوبة وتعقيدا بإنكارك، ولذلك ينبغي أن تعترف بأنك مسؤول عن حياتك، وعما تحققه من نتائج، فقانون الحياة يخبرنا دوما وبأشكال متعددة أننا مسؤولون عن نجاحنا أو فشلنا، وعن شعورنا بالسعادة أو الحزن، وأننا نشكل بأنفسنا تجربتنا الشخصية، وقد لا ترغب أن يكون الأمر كذلك، لكنه في الحقيقة يسير رغما عن الجميع على هذا النحو، في إمكانك أن تلعب دور الضحية بممارسة دور المضطهد وأن هناك شخصا يظلمك دوما أو يعاملك بطريقة سيئة، أو بالإصرار على اعتقادك بأنك على صواب وهؤلاء الذين لا يتفقون معك هم المخطئون دوما، ولست السبب في أي مشكلة، ولكن مرة أخرى - ماذا ستكسب من ممارستك دور الضحية؟
ها نحن نفتح معا الصفحات الأولى من أجندة بيضاء لعام 1429 فماذا سنكتب فيها؟
هل سنسطر فيها أول محاولاتنا الجريئة للاعتراف، ونكسب ذلك العام كمحطة صادقة للتغيير الشخصي؟ في رأيي أننا بحاجة إلى أن نمتلك الشجاعة لمواجهة أنفسنا بصدق بتلك الأسئلة الحرجة وأن نمنحها إجابات واقعية.
في أجندتي الشخصية تساءلت:
ما الذي أحتاج إلى أن أعترف به لإعادة تنظيم الأمور نحو الوضع الذي أوده؟
في أي دور بالتحديد أريد أن أحدث تقدما؟
ما أهم الدروس المستفادة من العام الماضي؟ وماذا تعلمت من إخفاقاتي؟
ما الأهداف التي لم تتحقق؟ وما التغييرات التي أحتاج إلى إدخالها على أدائي لهذا العام؟
وأنت .. ما أهم تساؤلاتك؟ وماذا تنتظر أن يحمل لك هذا العام من هدايا؟.
يقبع البعض بانتظار بابا نويل المحمل بالهدايا المزيفة، بينما اكتشف البعض الآخر زيف هذه الخدعة منذ زمن بعيدو استعد لاحتفاله بتجهيز هداياه بنفسه دون انتظارها من شخص ما أو ظرف ما أو محسن ما قد يأتي وقد ينسى أو يأتي محملا بما لا يريد.
وللصنف الثاني أوجه تحية طيبة: كل عام وأنت بخير، كل عام وأنت أكثر صدقا مع نفسك، كل عام وأنت أقرب إلى تحقيق أهدافك، كل عام والله يكلل مساعيك بالتوفيق.

الأكثر قراءة