عصر الاتصال السريع

عصر الاتصال السريع

عصر الاتصال السريع

[email protected]

ندخل مطلع هذا العام الجديد 2008 مع احتياجات ومطالب متزايدة في شؤوننا اليومية المختلفة في مجالات متفرقة، منها الصحة والتربية والتعليم والمعاملات المالية (دائن ومدين)، والمراسلات الرسمية وغير الرسمية، وتعاملات تجارية بدرجات متفاوتة من الأهمية، وغير ذلك من شؤون مهمة يرتبط بها مصيرنا الاقتصادي والتعليمي والصحي والثقافي.
وهذه الاحتياجات جميعها يمكن أن يسهم الاتصال السريع للفرد منا في إنجازها، وحيث إن كل عام جديد يطل علينا بثورة تقنية فائقة التطور، ومزايا مصنعية ذات جودة عالية، تعكس الوجه الحقيقي بأننا في عصر التقنيات المتسارعة وعصر الاتصالات السريعة. وكون أننا في بلد كالسعودية تملك من القدرات المالية والكوادر المؤهلة علمياً والسواعد الفتية، ما يجعل بلادنا في الأوائل عالميا ضمن قائمة أسرع دول العالم تطوراً في مجال التقنية.
وكفرد معتمد في جانب كبير من حياته على إنجاز معظم معاملاته عبر شبكة الإنترنت أجد نفسي متفائلاً بأن لدينا إمكانيات وبنية تحتية قادرة لتدخلنا عصر السرعة ومن أوسع أبوابها. حيث أوضح الموضوع المعد من قبل المهندس حسام الغريميل، والمنشور في هذه الصفحة، عن "سرعة الإنترنت في دول العالم"، أن سرعة الاتصال لا حدود لها. فيمكن أن تصل في دولة ما إلى أقل من 60 كيلوبايت، بينما في دولة أخرى إلى أكثر من 28 ميجابايت. وهذا التفاوت يحكمه قدرات كل دولة من النواحي المادية والخبرات والأيدي العاملة، وكذلك اختلاف اسعار التعرفة للخدمة، إلا أننا في المملكة نحتل مركزا متقدما في قائمة الخمسة الأوائل عالمياً.
هنا يمكن القول إن الفرد السعودي مع التطورات المتسارعة من حوله في حاجة ماسة إلى أن يطور نفسه بالتوازي مع احتياجاته، وذلك بتوفير خطوط عالية السرعة لا تقل عن خمسة ميجابايت، سواء في جامعته أو بيته أو مقر عمله أو في الأماكن الذكية المدعمة بالتقنية اللاسلكية عالية الجودة وغيرها، ليتزود بجميع الخدمات، وأن توفر بمواصفات تساعده على اللحاق بركب التنمية من حوله.
أنني أنظر إلى الزمن الذي يمكن لي فيه تبادل الملفات وتحميل الوثائق العلمية ومشاهدة الأفلام من الإنترنت وإجراء المكالمات الهاتفية عبر الإنترنت وتنزيل الملفات الصوتية وشراء أو بيع الأسهم المحلية والدولية أو متابعة المحاضرات والندوات عبر الهواء مباشرة والتفاعل مع تفاصيلها عبر المناقشة المباشرة مع المنظمين أو الخبراء المحاضرين، والعديد من المنافع الفردية والجماعية التي يمكن تحقيقها متى ما توافرت مزودات الخوادم لاتصالات سريعة، وبما يحقق أحلامنا لتصبح واقعا مشهودا، وهذا بالإمكان تحقيقه، فهيئة الاتصالات وتقنية المعلومات من واقع أنها المسؤولة مباشرةً عن خدمة الإنترنت، وأمام تزايد المستخدمين للإنترنت في السعودية، تقوم بالعديد من المشاريع التي تساعد على الوصول إلى هذا المبتغى، والآمال كبيرة أن تعيد النظر في السرعات المقررة لهذه الخدمة وإقرار تسعيرات جديدة لتعرفتها بتكاليف معقولة، لتكون عاملا مساعدا في طريق تنمية الفرد السعودي.

الأكثر قراءة