خبراء دوليون يطلقون دعوة صريحة لتوطين تقنيات استخراج النفط والغاز والانفتاح على الباحثين
خبراء دوليون يطلقون دعوة صريحة لتوطين تقنيات استخراج النفط والغاز والانفتاح على الباحثين
ركزت جلسات الملتقى السعودي لتقنيات استكشاف وإنتاج البترول والغاز الطبيعي الذي اختتم أعماله في الرياض أمس، على التحديات التي تواجه صناعة استخراج النفط والغاز في المملكة، كما بحثت الطرق الكفيلة بتوطين التقنية الخاصة بهذه الصناعة، على أساس أن النفط والغاز مصدران للطاقة وعنصران في عمليات التنمية المستدامة وتوفير الخدمات الأساسية للإنسان.
وأرجأت اللجنة التنظيمية للملتقى الإعلان عن التوصيات لحين الانتهاء من صياغتها بشكلها النهائي، وذلك بسبب كثرة عدد الجلسات العلمية التي ناقشت موضوع الملتقى وتخللها الكثير من المقترحات.
وناقش المشاركون في الجلسة الصباحية التي رأسها المهندس يحيى بن جميل شيناوي مدير عام فرع وزارة البترول والثروة المعدنية في المنطقة الشرقية، تحت عنوان "توطين المحتوى والمعرفة التقنية الخاصة بصناعة النفط والغاز"، أربعة محاور رئيسة هي الموارد البشرية وتدريب القوى العاملة، تصنيع المعدات والموارد، الخدمات، والتقنية.
ودعت الجلسة التي تحدث فيها أربعة خبراء عالميين من كندا والنرويج وبريطانيا والسعودية، إلى ضرورة دعم خطط توطين التقنية ودعم آلياتها والمساهمة في تطوير كوادر بحثية قادرة على توطين التقنية وتطويرها ونقل نتائج الدراسات المنجزة إلى أدوات وحلول تخدم الصناعة البترولية في المنطقة بكفاءة اقتصادية، وبما يحقق المحافظة على البيئة وينعكس إيجاباً على رفاهية المواطنين.
وأشارت الجلسة ذاتها إلى أن ما حمله الملتقى في نسخته الأولى "نحو بيئة بحثية محلية"، يوضح بشكل جلي التوجه الحالي لتطوير المقدرات البحثية بالمملكة لتتناسب مع الطموحات في تطوير صناعة محلية خدمية راقية تسعى إلى توفير الحلول للشركات العاملة بما يتناسب مع ظروف المنطقة وبكفاءة عالية، وبما ينمي الصناعة المحلية.
وتطرقت الجلسة إلى استعداد المملكة لإطلاق استراتيجية خاصة لتوطين وتطوير تقنيات استكشاف وإنتاج البترول والغاز تهدف إلى توحيد الجهود من الجهات البحثية والجهات الأخرى في هذا المجال، والتي من المتوقع أن تؤتي ثمارها في المستقبل المنظور.
ومن بين التحديات التي حددتها الخطة الوطنية للعلوم والتقنية، وجود نسبة عالية من عنصر الكبريت في النفط وكيفية التخلص منه، وكذلك ارتفاع نسبة ثاني أكسيد الكربون وكيفية تقليل نسبته في النفط للتخفيف من أضراره على البيئة.
ومن التحديات أيضا وجود مشكلة في معرفة قاع الرسوبيات وتحديد قاع الرسوبيات، وكذلك تحديد صخور المصدر للنفط وأنظمة النفط، على أساس أن كل هذه الأمور تحتاج إلى دراسات دقيقة ومتعمقة.
وتشمل التحديات التي تواجه صناعة استخراج النفط والغاز في المملكة عدم توافر أرقام وبيانات دقيقة ومعلومات بترولية كافية يمكن الاستفادة منها من قبل الباحثين لإعداد دراسة وأبحاث في هذا المجال، إذ تواجه الباحثين مشكلة عدم توافر المعلومات عن أنواع وعينات الصخور وغيرها من المعلومات والمغيبة عنهم أصلا من قبل شركات النفط والغاز حفاظا على السرية، وكذلك الحاجة إلى سرعة جمع المعلومات السايزمية الخاصة بالاستكشاف وقيمة الحفر وتكلفة الحفر وغيرها.
يشار إلى أن أبرز ملامح استراتيجية توطين التقنية، هو اعتمادها على رؤية بعيدة المدى تصل إلى 20 سنة مقبلة تعكس الواقع المتمثل في اعتماد المملكة على الثروات البترولية وامتلاك المملكة مثل هذه الثروة بكميات كبيرة، سواء المكتشف منها أو المتوقع اكتشافه، وذلك باستغلال مكانة المملكة المتمثلة في المخزون الكبير، وبمساعدة الطرق المبتكرة لاستكشافات حقول جديدة تضم الغاز وتعزيز الاستخلاص في الحقول القائمة, لضمان السيطرة على الصناعة البترولية.
من ضمن الأهداف الاستراتيجية التي نسعى إلى تحقيقها أيضا تعزيز المخزون النفطي وقدرة استخلاصه، إضافة إلى تخفيض التكلفة بنسبة 20 في المائة لبرميل الحقول اليابسة و50 في المائة لبرميل الحقول البحرية، واستعجال وتحسين كفاءة الاستكشاف والحفر من خلال تسريع جمع المعلومات السايزمية على اليابسة وكذلك مدة الحفر والإنتاج الأولي بمعدل 50 في المائة قبل عام 2020.