مؤشر داو جونز للأسهم الأمريكية يبدأ العام الجديد على انخفاض بنسبة 3.5 %

مؤشر داو جونز للأسهم الأمريكية يبدأ العام الجديد على انخفاض بنسبة 3.5 %

[email protected]

أيام تداول الأسبوع الماضي كانت موزعة بين عام 2007 الذي انتهى يوم الإثنين الماضي وبين 2008، لقد كانت تداولات يوم الإثنين منخفضة بقوة، ما أدى إلى أن يخسر السوق ذلك العام كثيراً من مكاسبه التي حققها طيلة أيامه التي عانى فيها أزمات اقتصادية كثيرة أشهرها أزمة الرهن العقاري وانهيار سوق المساكن حتى وصل الحال بسوق الأسهم إلى ما آل إليه، الذي كنا نتوقع له الكثير من الصعود فانحسرت أرباح جميع مؤشراته الرئيسية، أولها "داو جونز" إلى 6.4 في المائة فقط بينما أفضلهما كان مؤشر "ناسداك" بنسبة 9.8 في المائة وأقلهما مؤشر S&P 500 بنسبة 3.5 في المائة، ومعظم الخسائر حدثت في الربع الرابع.
يتضح من أداء المؤشرات أن "ناسداك" أكثرها ارتفاعاً بنسبة 9.8 في المائة خلال عام 2007، وهذا يعكس قوة في حركة أسهم التقنية وأداء شركاتها، ولولا الانحسار الذي حدث آخر يوم لكانت نتائجه أكبر من هذا، لقد نجا قطاع التقنية مما حلّ بقطاع المصارف والمؤسسات المالية من نكبات، على الرغم من انخفاض المخصصات المالية، التي حددتها الشركات لإنفاقها على مشترياتها التقنية، إلا أن قطاع التقنية نجح في تحقيق عوائد حتى من المُستهلكين.

بداية 2008

كان يوم الثلاثاء الماضي هو يوم عطلة بمناسبة عيد رأس السنة وهو فاصل زمني قصير بين عامي 2007 و2008 بالنسبة لسوق الأسهم، لقد كان في استقبال المُستثمرين والمُحللين الكثير من التقارير والمؤشرات الاقتصادية المُحبطة، أولها تقرير صدر يوم الأربعاء عن النشاط الصناعي أظهر انكماشا في أدائه، إضافة إلى أن وصول سعر النفط إلى 100 دولار صدم المُتعاملين في السوق وأربك حساباتهم، مع أن وصول النفط إلى هذا السعر الجديد في تاريخه كان متوقعاً وتحدث عنه كثير من التقارير المُتخصصة، ولكن ذاكرة المُستثمر تنسى دائما، بعد هذه الأخبار بدأ مؤشر داو جونز أول أيامه في العام الجديد على انخفاض بمقدار 220 نقطة ويكون بذلك أنهى على آمال الكثير من المُتداولين بأن يبدأ العام الجديد على ارتفاع قوي.
أداء النشاط الصناعي تمت قراءته من خلال مؤشر ISM الذي كانت قراءته 47.7 في كانون الأول (ديسمبر) بعد أن وصل إلى 50.8 في تشرين الثاني (نوفمبر) وليست المُشكلة في الانخفاض فقط، بل إن انخفاض قراءة المؤشر تحت 50 نقطة يعني سلبية كبيرة في أداء النشاط الصناعي، إذ يجب أن تكون جميع القراءات فوق مستوى 50 نقطة، كما صدر مُلخص عن اجتماع البنك المركزي الأخير المُنعقد في 11 كانون الأول (ديسمبر) الماضي ولم يتبين فيه شيء يُشفي فضول المُستثمرين.
أهم التقارير التي صدرت كانت عن عدد الوظائف الجديدة لشهر كانون الأول (ديسمبر)، حيث وصلت إلى 18 ألف وظيفة جديدة فقط بينما كانت التوقعات تتحدث عن 70 ألف وظيفة جديدة، وهذا الفارق بين نتيجة التقرير والتوقعات كان صدمة للمُستثمرين، كما أن نسبة البطالة زادت إلى 5 في المائة في كانون الأول (ديسمبر) بعد أن كانت 4.7 في تشرين الثاني (نوفمبر).
كان ما سبق مؤشرات وتقارير اقتصادية مُحبطة للمُستثمرين لكن هناك بعض الأخبار الإيجابية، منها أن مؤشر ISM للخدمات وللأنشطة غير الصناعية انخفض في كانون الأول (ديسمبر) بشكل طفيف مقارنة بشهر تشرين الثاني (نوفمبر) وبقي هذا الانخفاض أقل من الانخفاض الذي توقعه المُحللون، كما أن السلع المُعمرة ارتفعت بنسبة 0.1 في المائة والسلع غير المُعمرة بنسبة 3 في المائة، أما الطلب على منتجات المصانع التي تحدثت عنه مسبقاً ارتفع بقوة بنسبة 1.5 في المائة ويعد هذا الارتفاع هو للمرة الثالثة على التوالي.
على صعيد الشركات أعلن عدد من شركات بيع الأدوية بالتجزئة عن انخفاض مبيعاتها في كانون الأول (ديسمبر)، ومنها شركة CVS Caremark، وأما بعض شركات مؤشر داو جونز فقد قام بنك جي بي مورجان بتخفيض مرتبتها وسعرها العادل ومنها شركتا إنتل INTC وشركة جنرال موتورز General Motors.

الأسبوع الحالي

لا تزال نتائج المؤشرات الاقتصادية السيئة تُلقي بظلالها على السوق ومعها سعر النفط الذي وصل إلى 100 دولار ثم تراجع، كما أن أهم التقارير الاقتصادية أثراً كان تقرير عدد الوظائف الجديدة، أضف إلى ذلك نتائج الربع الرابع للشركات التي شارفت على الصدور كل هذه العوامل تضغط على السوق وتزيد من قلق المُستثمرين وتزيد من حدة المُضاربات، ولكن يبقى السؤال الذي يثور في أذهان الاقتصاديين هو: هل سيقوم البنك المركزي بخفض الفائدة بشكل أكبر من ذي قبل بعد نتائج الوظائف ليحمي الاقتصاد من الدخول في دوامة الركود الاقتصادي؟
التقارير الاقتصادية التي ستصدر والموجودة في الجدول المرفق لن تُساعد المُستثمرين كثيراً في أخذ صورة عن الوضع الاقتصادي بشكل واضح وهي تقارير متنوعة، وسيبدأ عدد من شركات التقنية إعلان نتائجها المالية للربع الرابع وبما أن شركات تقنية أخرى قد أعلنت عن نتائجها قبل أسبوعين وكانت نتائج جيدة مثل شركة أوراكل ORCL وRIMM فإن هذا يجعل المُستثمرين يستبشرون خيراً بباقي الشركات، ومن الشركات التي ستُعلن نتائجها للربع الرابع تأتي في مقدمتها شركة Alcoa وKBH Home.

التحليل الفني

لم أكن أتوقع أن يبدأ سوق الأسهم العام الجديد بهذه البداية الضعيفة، بل حسب المؤشرات والرؤية الفنية كنت أتوقع أن ينجح "ناسداك" يتذبذب لفترة بين متوسط حركة 50 و200 يوم أي بين 2700 و2600 نقطة ثم يصعد متجاوزاً مستوى 2700 ليخطو طريقه نحو 2900 نقطة بسبب وجود مثلث صاعد، ولكن نتائج التقارير والمؤشرات الاقتصادية وسعر النفط الذي أرعب المُتداولين كانت أكثر تأثيراً فرأينا "ناسداك" يهبط تحت متوسط 200 يوم ثم تدحرج بقوة ليُغلق عند مستوى 2504 نقاط ويبدو أنه سيُكمل طريقه نحو الهبوط حتى مستوى 2400 يزيد عليها أو ينقص قليلاً، ذلك أن مؤشر الماكد أعطى إشارة بيع بوضوح.
على الرسم البياني الأسبوعي. في شكل (2) يتضح أن مؤشر "ناسداك" هبط بقوة واقترب من المتجه الصاعد عند مستوى 2500 نقطة فلو كسره بهبوط آخر فإن هذا يعني أن "ناسداك" غير مساره من الصعود إلى الهبوط ويؤذن برحلة هبوط إن لم يتدارك السوق وضعه خلال الأسبوع الحالي عندما يبدأ التداول.

الأكثر قراءة