وفاة عمر قاسم العيسائي رائد الأعمال التجارية والصناعية

وفاة عمر قاسم العيسائي رائد الأعمال التجارية والصناعية

غيّب الموت أمس رجل الأعمال عمر قاسم العيسائي أحد رجال الأعمال السعوديين الذين أثروا اقتصاد البلاد بسلسلة كبيرة من النشاطات التجارية والصناعية.
ويعد الفقيد، الذي انتقل إلى الرفيق الأعلى خارج البلاد أمس، رائد الأعمال التجارية والصناعية وأحد رجال الأعمال العصاميين الذين انطلقوا قبل مايزيد عن 70 عاما بثبات وعزيمة ليصل بمجموعه التجارية اليوم إلى مصاف الشركات الكبيرة الرائدة والتي تتوزع محافظها بين الصناعة والتجارة والعقار والخدمات العامة.
وانطلق العيسائي في حياته العملية بتجارة الأقمشة ومع تطور اقتصاد المملكة الذي شهد نموا مطردا من الازدهار والتقدم, تطور العمل داخل مجموعة الشركات العائدة للعيسائي ليصل عددها إلى ما يزيد على 75 شركة يراوح نشاطها بين مختلف قطاعات التجارة والزراعة والصناعة والمقاولات والاستثمار في مختلف المجالات داخل المملكة وخارجها.
وترأس الفقيد عمر العيسائي مجالس إدارة هذه الشركات لفترات طويلة إلى أن عهد إلى أبنائه: سعيد، عبد الله ومحمد بمباشرة إدارة تلك الشركات تحت إشرافه وتوجيهه المستمر في كل ما يهم مصلحة المجموعة.
وتعد شركة عمر قاسم العيسائي وشركاه للتسويق المحدودة مستثمرا رئيسيا في شركات تصنيع المنتجات الغذائية والاستهلاكية فهي تدير خمس شركات تصنيعية هي:
الشركة الوطنية لصناعة البسكويت والحلوياتNBCC ، الشركة المتحدة لصناعات الكرتون المحدودة Kالشركة الوطنية للصناعات الغذائية المحدودة NFIC ،وشركة التوفيق لصناعة البلاستيك والأكياس المنسوجة المحدودة APWS ،والشركة المتحدة للأعلاف.
ويعد الفقيد، الذي ارتبطت تجارته بالبلاد منذ منتصف الأربعينيات الميلادية بنجاح كبير وبرؤية مستقبلية، نافذة لانتهاز فرص العمل الجديدة  في المملكة.
واكتسبت مجموعة العيسائي ثقة الناس والشركات من خلال احترامها المتأصل للقيم وارتباط اسم المجموعة بالثقة والصدق والأمانة. وهذا ما دفع  أفضل الشركات والأسماء الرائدة في عالم الإلكترونيات للتعامل معها بل ومنحها المزيد من الثقة كل يوم من كل عام. وتمتلك الشركة أيضا مكاتب في 18 بلدا في خمس قارات حول العالم.
ويحسب للفقيد انه مدرسة في العمل التجاري إذ تمكن خلال سنوات من تطوير ودفع أعماله التجارية والصناعية إلى ساحة المنافسة بقوة في السوق المحلية والإقليمية والدولية الأمر الذي مكنه من الحضور بين الشركات العالمية ليحظى بثقتها وجدارتها في تسويق العديد من الماركات العالمية في السوق المحلية.
واتفقت مجموعة من رجال الأعمال الذين تحدثوا لـ "الاقتصادية " على أن الفقيد - رحمه الله - يعد مدرسة في العمل التجاري والوفاء والإخلاص فليس العمل التجاري هو المقياس فقط لحضوره الكبير في المجتمع بل أخلاقياته وتعامله مع كل الناس وسعيه في الخير والصلح بين الناس ورجال الأعمال، والتي شكلت بصمة واقعية أفرزتها تجارب الأيام والسنين، رسمت للفقيد الصورة الحقيقة لأخلاقيات الرجل المكافح في الحياة.
إضافة إلى ذلك يحسب للفقيد تواضعه وأدبه الجم فلم يكن المال هو الهدف الأكبر بالنسبة إليه, والدليل أن المال لم يغيره, بل ظل على تلك الطيبة, والتواضع والاحترام, ونال المكانة اللائقة في المجتمع, فقد تجاوز بأعماله ومشاريعه الخيرية الوطن إلى الأشقاء.
وقراءة الألم والصبر والكفاح, في مشوار حياة العيسائي الطويلة هي تاريخ حافل بالعطاء يكشف كيف بدأت ونجحت واستمرت مسيرة تلك المجموعات التجارية المتنوعة المختلفة، إذ سجل كفاحه بصمة حقيقة أمام جيل شباب الأعمال، ولم تكن الإغراءات المالية الكبيرة السانحة, الهدف الذي يسعى إليه, وهذه قمة الأخلاق, بل حسن التعامل مع الناس. فالمال في حياته وسيلة وليس غاية.
ويحسب للعيسائي - رحمه الله - كيف كان يعتز ويفتخر ببداية تجارته المتواضعة والبسيطة في بداية مشوار أعماله التجارية إلى أن وصل إلى ما وصل إليه بفضل الله ثم حسن التعامل والوفاء مع الناس...
ويعرف عن الفقيد السعي في أعمال الخير والتواصل والمساهمات الخيرية والحرص على المشاركات الاجتماعية.
رحم الله الفقيد، وألهم أبناءه وبناته وذويه الصبر والسلوان.

الأكثر قراءة