العالم العربي بحاجة إلى إنسان مبدع ومتعلم وليس حامل شهادة

العالم العربي بحاجة إلى إنسان مبدع ومتعلم وليس حامل شهادة

العالم العربي بحاجة إلى إنسان مبدع ومتعلم وليس حامل شهادة

أوضح الدكتور أحمد زويل العالم العربي الحاصل على جائزة نوبل في الكيمياء، وجائزة الملك فيصل العالمية في الفيزياء، أن العالم العربي والإسلامي يشتكي من اقتصاد متدن وضعف مشاركة في الناتج القومي وقلة الإبداع على مستوى الفرد في العالم العربي والإسلامي مقارنة بنظيره في المجتمعات الغربية.
وبين زويل خلال محاضرة بعنوان "حالة العلم والتكنولوجيا في العالم المعاصر" نظمتها كلية اليمامة أمس الأول برعاية " الاقتصادية" ضمن نشاطها الثقافي لهذا العام، وذلك في مقرها في الرياض بحضور قرابة 800 شخص، أن سبب تأخر التعليم لدينا هو التخبط الثقافي والبيروقراطية وعدم وجود المناخ التشجيعي للبحث العلمي والعمل الجماعي، مفيدا أن تقدم الأمم يأتي دائما من خلال إحداث نقلة نوعية من خلال القوانين والانظمة.
وشدد على أهمية دور وسائل الإعلام في النهوض بمستوى التفكير مما يؤكد أهمية إعادة النظر بما تطرحه القنوات العربية من خلال وسائلها.
وأكد ضرورة استثمار العقول وإيجاد محطات علمية وإعلامية جيدة وأهمية الحرص على تعليم اللغة الإنجليزية واللغات الأجنبية الأخرى إلى جانب اللغة العربية.
وذكر الدكتور أحمد زويل في بداية محاضرته ثلاثة محاور مهمة وهي: أين نحن من خريطة العالم؟ وكيف يستطيع الفرد المشاركة في عمل نقلة حضارية؟ وأين العالم العربي والإسلامي من صنع التاريخ ومشاركته الفعالة في العالم الحديث والمتطور؟ ليبدأ زويل محاضرته بالإجابة عن الأسئلة التي طرحها، إن 30 في المائة من سكان العالم العربي أميون، وهذا ما أكدته الأمم المتحدة في أحد تقاريرها، لافتا إلى أن 500 جامعة عربية ليست من ضمن التصنيف العالمي، وليس هناك معهد علمي عال. وقال: "لا يوجد منتج معروف تابع لدولة عربية في العالم ككل". وأشار إلى المشكلات التي يمر بها العالم العربي من تأخرنا في التعليم وصراعات وحروب، مؤكدا أن الإسلام لا علاقة له بعدم تطور العالم العربي.
وقال " مثلا ..ماليزيا من الدول الإسلامية، وكان الفقر يسيطر على 57 في المائة من سكانها في السبعينيات، والآن نجدها من أقوى الدول الاقتصادية، إلى جانب انعدام الفقر فيها".
وقال أيضا: إن التغلب على هذه المشكلات يبدأ من الأفراد واهتمام الشخص ببناء نفسه"، مبينا أهمية ما تلقاه أثناء صغره من شتى العلوم في المسجد، وغرس القيم الأخلاقية في المنزل. وأضاف: إن عملية التعليم الصحيحة في كيفية استخدام العقل في التفكير والبحث، لا بالتلقين والحفظ.
ووجه زويل خطابه إلى مسؤولي الدول العربية، طالبا منهم تغيير السياسات المتبعة من أجل مستقبل الأجيال المقبلة.
وصارح الحضور: جل اهتمام الدول العربية في التسابق في افتتاح القنوات الفضائية، مشيرا إلى أن عددها قارب الـ 450 قناة فضائية معظمها مهتمة "بالفيديو كليب".
وأكد زويل أن العالم المعاصر يهتم بثلاثة أشياء ليتقدم ويتطور هي: الصحة، التعليم، والدفاع. لافتا إلى أن المجتمع العربي والإسلامي بحاجة إلى إنسان مبدع ومتعلم وليس إلى إنسان يحمل شهادة فقط.
وأثنى الدكتور زويل على إنشاء جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية التي أعلن عنها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيزـ والتي ستعمل بإذن الله على إحداث نقلة مهمة على المستوى العالمي والتقني في المنطقة بشكل كامل.
وفي المداخلات التي أعقبت المحاضرة، طرح الدكتور عبد الله العثمان مدير جامعة الملك سعود بعد نهاية المحاضرة سؤالا للدكتور زويل، عن الخطة السليمة لاستقطاب المملكة العقول المهاجرة والعلماء الأجانب، ليؤكد زويل، أن وجود مناخ علمي وعملي وإمكانات من معامل أبحاث ومراكز إبداع كفيلة باستقطابهم، نافيا أن تكون السيارة الفخمة والمكتب الواسع والجامعة ذات التصميم العالي هي التي تستقطبهم. وفي مداخلة أخرى، حول نسبة إنفاق الدول الغربية على البحث العلمي، أكد زويل أنها تبلغ 2 في المائة من الناتج القومي.
وفي نهاية المحاضرة، كرمت الجمعية الكيمائية السعودية الدكتور أحمد زويل وذلك بتسليمه ميدالية ابن حيان قدمها نيابة عنهم الدكتور أحمد الغامدي رئيس الاتحاد ورئيس الجمعية الكيمائية السعودية، وذلك تقديرا للمكانة العلمية الدولية التي يتمتع بها الدكتور أحمد زويل ثم قدم رئيس مجلس أمناء الكلية خالد الخضير درعا تذكارية للدكتور أحمد زويل بهذه المناسبة ودرعا لـ"الاقتصادية" لرعايتها المحاضرة. كما كرم الدكتور عبد الله العثمان مدير جامعة الملك سعود الدكتور أحمد زويل.

الأكثر قراءة