بوش متجاهلا أزمة الرهن العقاري: أسواق المال الأمريكية "قوية وراسخة"
بوش متجاهلا أزمة الرهن العقاري: أسواق المال الأمريكية "قوية وراسخة"
اعتبر الرئيس الأمريكي جورج بوش أن أسواق المال الأمريكية "قوية وراسخة" وذلك في أعقاب عمليات بيع واسعة أوقد شرارتها تقرير ضعيف للعمالة في كانون الأول (ديسمبر) الماضي وتدهور سوق الإسكان وأسعار نفط شبه قياسية.
وقال بوش بعد أول اجتماع له مع ما يسمى "مجموعة العمل بشأن الأسواق المالية "إنه رغم بعض جوانب عدم التيقن في الأسواق إلا أن الشيء المهم هو أن أسواق المال "قوية وراسخة". وحذر أيضا من أن "أسوأ شيء" يمكن أن يفعله الكونجرس للاقتصاد الأمريكي هو زيادة الضرائب لكنه حث المشرعين على إقرار قانون يسهل على ملاك المنازل إعادة تمويل قروضهم العقارية.
وتابع الرئيس الأمريكي يقول إن اقتصاد الولايات المتحدة يقوم على أساس راسخ رغم تقرير ضعيف للعمالة في كانون الأول (ديسمبر) وتدهور سوق الإسكان وأسعار نفط شبه قياسية. وأبلغ الصحافيين عقب اجتماع مجموعة العمل بشأن الأسواق المالية "اقتصادنا هذا يقوم على أساس راسخ لكن لا يمكننا أخذ النمو الاقتصادي كقضية مفروغ منها".
وكان نمو الوظائف الأمريكية في كانون الأول (ديسمبر) هو الأضعف في أكثر من أربعة أعوام في حين ارتفع معدل البطالة إلى 5 في المائة وهو أعلى مستوى له في عامين. وأوقد التقرير شرارة عمليات بيع واسعة في "وول ستريت" البارحة الأولى, لكنه ساعد على نزول أسعار النفط عن ذروتها القياسية عند 100 دولار. ودعا بوش أيضا إلى بناء مصافي تكرير جديدة للحد من ارتفاع أسعار البنزين. وقال في مقابلة مع "رويترز" أمس الأول إن إدارته تبحث إعداد حزمة حوافز مالية لتعزيز الاقتصاد. ويقول بعض الاقتصاديين إن فرص انزلاق الاقتصاد الأمريكي إلى الركود تزايدت في الأسابيع الأخيرة. ويعتزم بوش الإدلاء بتصريحات عن الاقتصاد في شيكاغو غدا، فيما يعد مؤشرا على القلق داخل الإدارة.
وأعلن الرئيس الأمريكي مطلع الشهر الماضي عن مبادرة للقطاع الخاص لمساعدة ملاّك المنازل والبيوت على مواجهة أزمة الرهن العقاري، وذلك بتجميد معدلات الفائدة على القروض للسنوات الخمس المقبلة، والتي كان مقرراً أن ترتفع خلال الأشهر المقبلة. ومن المتوقع أن تفضي هذه المبادرة إلى مساعدة نحو 1.2 مليون مالك، من بين نحو مليونين يواجهون مشكلة ارتفاع الفائدة على القروض.
وأوضح بوش في حينها أن هذه الخطة ليست الحل الأمثل، مشيراً إلى أن "الخطوات التي أعلنتها اليوم (الخميس) تشكل رداً على التحديات الخطيرة."
وكان وزير المالية الأمريكي، هنري بولسون، قد دعا في وقت سابق إلى التعامل بحزم مع أزمة العقارات، التي وصفها بأنها تشكل خطورة كبيرة على الاقتصاد. وقال بولسون إن على الحكومة الأمريكية والقائمين على صناعة المال أن يقدموا المساعدة الفورية للمالكين لمحاولة إعادة تمويل الرهونات الحالية، قبل أن ترتفع إلى معدلات أعلى. كما دعا بولسون إلى إجراء تعديلات شاملة على القوانين والأنظمة التي تسيّر الإقراض العقاري، بحيث تعمل على إلغاء ووقف الممارسات التعسفية التي ساهمت في حدوث الأزمة الحالية.
وأغلقت الأسهم الأمريكية أمس الأول على تراجع حاد مع تكبد مؤشر "ناسداك" أكبر خسارة له فيما يقرب من عام بعد صدور بيانات تظهر تفاقم البطالة مما أجج المخاوف من الركود. وتراجع مؤشر داو جونز الصناعي لأسهم الشركات الأمريكية الكبرى 256.54 نقطة أي ما يعادل 1.96 في المائة ليصل إلى 12800.18 نقطة. وفقد مؤشر ستاندرد آند بورز 500 الأوسع نطاقا 5.54 نقطة أو 2.46 في المائة مسجلا 1411.52 نقطة. وهبط مؤشر ناسداك المجمع الذي تغلب عليه أسهم شركات التكنولوجيا 98.03 نقطة أو 3.77 في المائة إلى 2504.64 نقطة.