المشغلون الثلاثة

المشغلون الثلاثة

المشغلون الثلاثة

الأخبار ذات الأرقام الغريبة تسير جنبا إلى جنب مع موقع يوتوب YouTube. فمثلا مبلغ شراء الموقع من قبل شركة جوجل كان خياليا (مليار دولار وستمائة مليون دولار). ومن الأرقام المثيرة للدهشة أيضا عدد ملفات الفيديو التي يتم استعراضها يوميا في ذلك الموقع، والذي يصل إلى 100 مليون فيديو يوميا!!. ولمن لا يتصور حجم هذا الرقم، فيكفي أن يعرف أنه خلال الثانية الواحدة يزيد عدد ملفات الفيديو التي يتم البدء في سحبها على ألف ملف!!
بالطبع فإن موقعا كهذا الموقع يعتمد بشكل كامل على قواعد البيانات لتخزين المعلومات واسترجاعها. ولك أن تتخيل حجم قاعدة البيانات المتطلبة لتخزين هذه الكمية الهائلة من ملفات الفيديو والمعلومات المتعلقة بها، كوصفها والتعليقات المضافة من قبل المستخدمين المشاهدين لتلك الملفات، والكلمات المفتاحية للملف Keywords ...الخ. والعارف بتعقيدات قواعد البيانات والمشكلات التي قد تنتج في بيئة مثل تلك البيئة سيبني بعض الفرضيات بعدد الخبراء في فريق العمل المشرف على قواعد البيانات في هذا الموقع، وسيقدره في الغالب بالعشرات. ولكن "بول تكفيلد"، وهو أحد مشرفي قواعد البيانات في يوتوب، فجر قنبلة وسط مؤتمر MySQL 2007 عندما أوضح أن العمل كله يتم من قبل ثلاثة أشخاص فقط. نعم، ليس هناك خطأ مطبعي، واحد، اثنان، ثلاثة أشخاص فقط. بالطبع فإن هذه المعلومة أثارت الدهشة وسط الحضور في المؤتمر والمتابعين في الفضاء التخيلي، لاسيما أن المحاضرة التي ألقاها في وسط المؤتمر أوضحت تعقيد النظام والمشكلات التي قد تحدث في أية لحظة ولأي سبب من الأسباب.
أعتقد أن الوضع في يوتوب هو حالة استثنائية، فمن المؤكد أن مشرفي قواعد البيانات الثلاثة جميعهم خبراء في مجالهم (بول تكفيلد لديه 18 عاما من الخبرة في إدارة قواعد البيانات)، ولكن هذا لا يقلل من أهمية النقطة والتي يجب الإشارة إليها، ولا سيما أن بلادنا في الوقت الحالي تعيش طفرة معلوماتية ويوجد فيها الكثير من المشاريع الضخمة في مجالي تقنية المعلومات والاتصالات. وهذه النقطة هي أن وضوح المسؤوليات والأدوار والكيف أهم من الكم، وأن كثرة أعداد الموظفين العاملين في مشروع أو شركة ما لا يعني بالضرورة نجاحها.
ولعل المطّلع على العمل في قطاع المعلومات والاتصالات يلاحظ شحا في الإنجاز والنجاح وتخبط في التشغيل. لذا فمن الضروري إيجاد الكوادر المدربة والمقتدرة لتولي مهام البناء والتشغيل، وخصوصا في المشاريع الحساسة.

[email protected]

الأكثر قراءة