فرسان: مطالب بعبَّارات إضافية لنقل البضائع والسلع وتخفيض الرسوم
أسهمت عبارتي "فارس السلام "و" الينورا " التي تم تأمينهما بناء على الأمر السامي الكريم، والتي انطلقت أول رحلة لهما في شهر رمضان قبل الماضي في رحلة سبقت زيارة الخير والنماء التي شهدتها جازان شهر شوال من العام نفسه لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز الذي لمس من خلالها المسافر من مدينة جازان إلى محافظة فرسان الفرق في الخدمة والراحة التي تتوافر للمسافر على متن العبارتين في رحلات مجانية في خدمات كان المسافر يفتقر إليها في العبارات الثلاث السابقة.
يشار إلى أن عبارات "العارض وفرسان والبرق " التي وفرتها الدولة، أيدها الله، عقب الزيارة التي قام بها الأمير نايف بن عبد العزيز، وزير الداخلية، قبل نحو ثلاثين عاما عندما لمس مدى حاجة الأهالي إلى وسيلة نقل تنقل ما يحتاجون إليه من بضائع ومستلزمات الحياة من الجزيرة إلى جازان، وبالعكس، والتي قدمت خدماتها طيلة تلك الفترة وعندما تقادم عهدها وأصبحت الحاجة ملحة إلى البديل كان صدور الأمر السامي قبل عام بتوفير عبارات جديدة لتحل محل تلك العبارات القديمة مع مراعاة أن تتوافر بها كل وسائل الرفاهية والترويح عن المسافر من الأهالي وزوار الجزيرة من السياح بدءا من التكييف إلى توفير المقاعد الفارهة والخدمات المساندة الأخرى.
وحرصا من الحكومة الرشيدة على الإسراع في تقديم الخدمة فقد تم التوجيه لوزارة النقل لتوفير عبارات بصفة عاجلة تم توفيرها عن طريق الاستئجار من إحدى الشركات الملاحية ريثما يتم الانتهاء من بناء العبارات التي صدر بها الأمر السامي ووصولها للمنطقة بما يضمن توفير أفضل الخدمات بما يتناسب وأهمية الجزيرة التي تعد من أهم المواقع السياحية والاستثمارية بالمنطقة لما يتوافر بها من مقومات طبيعية وسياحية واستثمارية وحياة فطرية.
ومع نهاية شهر شوال الماضي أكملت العبارات المستأجرة عاما على بدا خدماتها على الخط الملاحي بين مدينة جازان وجزر فرسان وقد قامت العبارتان بنقل أكثر من 273,106 مسافر من السياح والأهالي ومن يعملون بجزيرة فرسان في مختلف الإدارات والجهات الحكومية وطالبات كلية البنات اللاتي يقصدن الجزيرة من مختلف المحافظات والمراكز يوم السبت ذهابا إلى فرسان ويوم الأربعاء عودة إلى جازان.
كما قامت العبارتان بنقل أكثر من 58,408 سيارة ما بين خاصة وسيارة نقل صغيرة ومتوسطة أسهمت في نقل البضائع والاحتياجات اليومية لسكان جزيرة اللؤلؤ والمرجان والسياحة والغزلان.
ولأن الطموحات والآمال لا تقف عند حد ورغم كل ما تقدّمه العبارات من خدمات على خطها الملاحي، وما تقدمه من خدمات مجانية وبمستويات راقية في خدماتها يلمسها المسافر على متنها، وكذلك نقل السيارات وكميات البضائع التي يتم نقلها بالمجان فإن للأهالي بعض الملاحظات، حيث يرى بعضهم كميات البضائع المسموح لهم بنقلها في كل رحلة لا تفي باحتياجات السكان في الجزيرة خصوصا أصحاب المحال التجارية في ظل عدم توافر وسائط نقل أخرى سوى عبارة تجارية والتي تقوم بنقل البضائع بأسعار مرتفعة، وفي رحلة واحدة مطالبين في هذا الصدد بتوفير وسائل نقل للبضائع معربين عن أملهم في أن تقوم حتى إحدى العبارات السابقة التي كانت تعمل على الخط نفسه بهذه المهمة بما يضمن نقل الكميات التي تسد احتياجات سكان فرسان من المواد الغذائية والاستهلاكية مع ضرورة توفير الأعداد الكافية من الموظفين بمكاتب الحجز لتسهيل وإنهاء إجراءات السفر وتخفيف المعاناة عنهم.
وعلى اعتبار أن وزارة النقل ممثلة في إدارة الطرق والنقل بمنطقة جازان هي الجهة التي تقف وراء الخدمات التي تقدمها العبارتان بالتعاون مع إدارتي مينائي جازان وفرسان، حيث أشار المهندس ناصر بن علي الحازمي، مدير إدارة الطرق والنقل بالمنطقة إلى حرص إدارته وعملها بتوجيهات مباشرة من قبل الأمير محمد بن ناصر بن عبد العزيز، أمير منطقة جازان، ومتابعة دائمة من الدكتور جبارة الصريصري، وزير النقل لتقدم كل ما يحتاج إليه المسافرون فتم توفير صالة للمسافرين في ميناء جازان وميناء فرسان وحافلتين بنقل الركاب من بوابة ميناء جازان وحتى رصيف المغادرة الذي ترسوا عليه العبارة، ومكتبين للحجز تعمل من خلالهما الإدارة بالتعاون مع إدارتي الميناء وحرس الحدود في الميناءين، حيث تم تزويدهما بطاقات شابة تعمل على تقديم أفضل الخدمات للمسافر، والعمل على إنجاز معاملاتهم في أسرع وقت ممكن مع قيام الإدارة بمضاعفة عدد العاملين في مكاتب الحجز خلال المواسم السياحية وأوقات الازدحام على المكتب من المسافرين مع توفير المعدات اللازمة من أجهزة الحاسوب، حيث يتم طباعة تذاكر السفر بطريقة آلية مطالبا المسافرين خصوصا الأهالي منهم بالتعاون مع إدارة الطرق والنقل والمساهمة في تخفيف الزحام أمام مكاتب الحجز التي غالبا ما تشاهد في أوقات انطلاق الرحلات من الميناء، وذلك من خلال الاستفادة من خدمة الحجز المبكر لجميع الرحلات التي وفرتها إدارة الطرق والنقل.
وبين الحازمي أن هناك رحلة تنطلق صباحا من ميناء جازان وأخرى مماثلة من ميناء فرسان إلى جازان ورحلة عودة تنطلق من الميناءين عند الساعة الثالثة عصرا كل يوم بما يضمن ذهاب الأهالي وعودتهم بين جازان وفرسان يوميا.
وفيما يخص كميات البضائع التي يتم نقلها من خلال العبارتين أشار المهندس الحازمي إلى أن الإدارة تطبق التعليمات المبلغة لها فيما يخص السلامة والحمولة التي تستوعبها كل عبارة وأن الإدارة تقوم بتطبيق تلك التعليمات والاتفاقات الدولية فيما يخص نقل الركاب حرصا على سلامة الركاب والعبارات التي تقلهم. أما فيما يخص إمكانية الاستفادة من العبارات القديمة فقال: إن العبارات القديمة كانت تتبع لجهة حرس الحدود و"ما يقع في إطار عملنا هو العبارات الحالية ونسعى لتقديم أفضل الخدمات من خلالها للمواطن والزائر والسائح لجزر فرسان". وقال "نأمل أن نستطيع تقديم الأفضل".
وحول مطالبة أهالي فرسان بمساواة الميناء بميناء جازان فيما يخص رفع الرسوم بما يسهم في تخفيف أعباء النقل عن المواطنين في الجزيرة بين مدير إدارة الطرق والنقل في جازان أن هناك دارسة تجري من عدة جهات بهذا الخصوص وسوف يعلن عن نتائجها حال الانتهاء منها والقرارات التي تصدر بشأنها وصدور الموافقة عليها. ومن الجهات التي تعنى بالخدمات المقدمة عبر خط سير عبارات (جازان ـ فرسان) المؤسسة العامة للموانئ التي تنطلق العبارات من خلال ميناء جازان وفرسان التابعين للمؤسسة.
"الاقتصادية " توجهت للدكتور خالد بوبشيت، رئيس المؤسسة العامة للموانئ، حول الخدمات المقدمة للمسافر في الميناء، والذي أكد حرص المؤسسة ممثلة في ميناء جازان وميناء فرسان، وذلك من خلال تخصيص صالات للمسافرين مؤكدا أهمية تخصيص صالات مناسبة للمسافرين ومكاتب للحجز في كل من الميناءين، والعمل على تقديم الأفضل من الخدمات، إضافة إلى العمل على تنفيذ مشروع تعميق مجرى قناة السفن بميناء فرسان لتسهيل دخول العبارات للميناء في القريب العاجل.
يذكر أن العبارات التي تعمل على الخط الملاحي بين جازان وفرسان هما العبارة فارس السلام التي تم إنتاجها عام 2002 ويبلغ طولها 49,54 متر وعرضها 14 مترا وتتسع لـ 440 راكبا، ويمكنها نقل 20سيارة صغيرة و10 شاحنات بحمولة تقدر بـ 1390 طنا كحمولة كلية وحمولة صافية تبلغ 419 طنا ونوعها ركاب دحرجة، وتم تصنيعها لدى شركة أوستال الأسترالية وطبيعة عملها أعالي البحار وحائزة تصنيف اللويدز البريطانية.
أما العبارة الثانية فهي العبارة "إلينورا" وتاريخ البناء هو عام 1995 وتعد عبارة ركاب سريعة ( دحرجة ـ كاتاماران ) من الفئة ( ب) وطولها (77,46) م وعرضها (26) م العمق (4) أمتار والغاطس ( 3) أمتار ويبلغ صافي حمولتها (1625 ) طنا وتتسع لـ (640) راكبا و(90 ) سيارة في الوقت الذي تبلغ سرعتها التشغيلية (35 ) عقدة بحرية، وقد صنعت العبارتان بمواصفات تناسب بيئة البحر الأحمر والعمل فيه، إضافة إلى تزويدهما بجميع وسائل الاتصالات والسلامة الحديثة. وإن كانت رحلة السفر بين جازان وفرسان تمثل في الماضي عبئا لا يكابده إلا أهالي الجزيرة أو من يعمل في الجزيرة، فإنها أضحت اليوم أمرا يحبذه الكثير، نظرا لما توفره وسائل النقل المتوافرة حاليا من راحة ورفاهية، وعاملا مساعدا لجذب السائح والزائر للجزيرة التي ينتظرها مستقبل سياحي مهم خصوصا حال توافر البنى التحتية، والمرافق الخدمية، والإيوائية الكافية لاستيعاب الزوار والسياح خصوصا خلال المواسم.