جوخدار: الألوان الزاهية تجذب الصغار إلى عشق الكتابة

جوخدار: الألوان الزاهية  تجذب الصغار إلى عشق الكتابة

مهنة التدريس في أمس الحاجة إلى الاستفادة من تجارب من سبقوا في الميدان، لتعزيز الناجح منها، وتجنب إضاعة الجهد فيما أثبتت التجارب فشله، وعدم قدرته على النهوض التعليمي والفكري للطالب.
يروي أسامة جوخدار(40) سنة تجربته الثرية في تدريس الصفوف الأولية مؤكدا أن من أنجحها وضعه مؤشرا للطول لقياس نمو طلابه صنع بأدوات بسيطة و ألوان زاهية، و بجواره عبوات لبعض المواد الغذائية التي يقبل على شراؤها عادة الأطفال في مثل هذه السن، و قسمت في اتجاهين بناء على قيمتها الغذائية في حين وضعت إشارات النسبة الأعلى لزيادة الطول للطلاب خلال أشهر الدراسة في اتجاه الأطفال الذين يشربون الحليب باستمرار.
ويصر جوخدار الذي قضى سبعة عشر عاما في مهنة التدريس على البقاء في فصله الذي يدرس فيه طلابه طيلة الأعوام السابقة، وعدم الانتقال إلى فصل آخر،حفاظا على ما أسسه داخله من أدوات جديدة للعملية التعليمية من خلال جهاز التلفزيون و الميكرفون و التسجيل إلى جانب تنظيمه لصفوف الطلاب على شكل مجموعات تلتف على طاولات ثلاث من الحجم الكبير، لتدريبهم على العمل الجماعي في حين يقوم الطلاب بأنفسهم بعملية التنظيف عقب الأعمال الفنية و حصص اللعب التي يمنحها لهم مدرسهم الذي أحبوه .
ويسرد بعضا من تجاربه مشيرا إلى أنه لا يمانع أحيانا في استخدام العقاب معهم حين يسرفون في الإزعاج أو يهملون واجبا فهنا وسائل العقاب كثيرة تبدأ بمنع اللعب و تنتهي بالتوقيف لفترة مرورا بوسائل أخرى متعددة للعقاب الذي يشترط فيه ألا يكون منفرا للطالب من مدرسته و فصله الذي أحبه.
وشدد على أهمية دعم السبورة بألوان زاهية مرتبة تسهم في تشويق الطلاب لملامستها والمنافسة على الكتابة عليها، فالطالب الصغير مولع كثيرا بالألوان والوسائل الجذابة وحب الرسم.
ويصف تجربته مع تدريس الطلاب الصغار بأنها تجربة مليئة بالصبر والنجاح، والشعور بالسعادة الغامرة فالكثير من طلابه اليوم صاروا مدرسين و ضباطا، وغيرها من المهن المشرفة، وكلما صادف أحدهم وجد عبق الوفاء يفوح عطرا منه، وهذا ما يجعله يندفع صوب عطاء متجدد لا يشترط فيه أي مكافأة و لكن قليلا من الوفاء.

الأكثر قراءة