اليوم الأسهم الأمريكية تُودّع آخر أيام عام 2007 بعد ارتفاعها 7.2%
لا تزال وستزال أزمة الرهن العقاري وتردّي الوضع في نشاط المساكن يُلقيان بظلالها شديدة العتّمة على أسواق الأسهم الأمريكية وبقية أسواق العالم بشكل متفاوت، تستمر هذه الأزمة على الرغم من الأخبار التي تتحدث عن عمليات إنقاذ قامت بها الحكومة الأمريكية لسداد الديون المُتعثرة، إضافة إلى أخبار الاستحواذ الخارجي التي قامت بها بعض الصناديق السيادية وآخرها كان صندوق استثمارات أبو ظبي في شراء حصة في بنك "سيتي جروب". وقد أنهت الأسواق تداولاتها في الأسبوع الماضي على انخفاض بنسبة 0.6 في المائة من مؤشر "داو جونز" ومؤشريّ "نازداك" وS&P 500 انخفضاً أيضاً بنسبة 0.7 و0.4 في المائة على التوالي.
من أخبار الشركات ذات العلاقة بأزمة الرهن قيام بنك ميرل لانش ببيع وحدته الخاصة بنشاط الإقراض إلى شركة جنرال إلكتريك للاستثمار وهي الذراع الاستثمارية للشركة، ويبدو أن العرض ارتفع إلى 6.2 مليار دولار بسبب عرض آخر من قبل صندوق استثماري آخر قادم من سنغافورة، ولا تملك هذه البنوك الضخمة سوى مثل هذه الحلول والإجراءات لخلق سيولة تُساعدها على تجاوز الأزمة، وهنا نُشير إلى صدور تقارير من الحكومة الأمريكية يوم الجمعة الماضي تحدثت عن أن مشكلات في قطاع المساكن ستؤثر في جميع الأنشطة الاقتصادية.
يوم الثلاثاء الماضي كانت عطلة عيد "الكريسماس" وتوقف فيها التداول ثم عاد الأربعاء، ومن الطبيعي أن يزداد اهتمام المُستثمرين والمُتداولين بأخبار مبيعات التجزئة بعد هذا العيد حيث تبين أن هناك ضعفا في المبيعات، كما أعلنت شركة Target عن توقعاتها بانخفاض مبيعاتها في موسم الأعياد وبداية العام الجديد، ومثل هذا الخبر كان كفيلاً بأن يؤثر في سعر سهم الشركة ويُقلق بخصوص قدرة المُستهلك على الإنفاق.
امتداداً للبيانات والمؤشرات الاقتصادية أعلنت وزارة التجارة الأمريكية يوم الخميس عن ارتفاع مبيعات السلع المُعمرة بشكل أقل من التوقعات مما أدى إلى انخفاض كبير في مؤشر "داو جونز" ذلك اليوم حيث سجلت ارتفاع مبيعات السلع المُعمرة بنسبة 0.1 في المائة في تشرين الثاني (نوفمبر) بينما كانت التوقعات ترى أنها ستصل إلى 2.2 في المائة، كما ذكرت في بداية التقرير أن تقريرا اقتصاديا صدر من وزارة التجارة بيّن أن مبيعات المساكن انخفضت بنسبة 9 في المائة في تشرين الثاني (نوفمبر) مقارنة بـتشرين ا لأول (أكتوبر) فوصلت إلى 647 ألفا.
الأسبوع الحالي
سيكون تداول اليوم الإثنين هو الفرصة الأخيرة للمُتداولين في السوق حتى يقوموا بتعديل وضع محافظهم وتحسينها قبل أن يُغلق السوق في آخر يوم من أيام عام 2007، ويتوقع أن تكون حركة السوق هادئة بعد عطلة عيد رأس السنة التي ستكون يوم الثلاثاء وقد يتأخر بعض المُتداولين في العودة إلى السوق، لكن مع هذا ستصدر بيانات ذات عدد ليس بقليل، ومن ضمنها ما يتعلق بمبيعات السيارات وإنفاق الفرد ومؤشرات اقتصادية أُخرى ذات علاقة بنشاط التصنيع، وسجلت الأسهم الأمريكية في هذا العام نموا نسبته 7.2 في المائة.
لكن يبقى أن أهم تقرير هو تقرير عدد الوظائف الجديدة لكانون الأول (ديسمبر)، حيث يرى عدد من المُحللين أن التقرير إذا جاء قريباً ومُطابقاً للتوقعات فإننا لن نرى تخفيضا قريبا للفائدة والتوقعات تتحدث عن تحقيق 70 ألف وظيفة بينما نسبة البطالة قد ترتفع إلى 4.8 في المائة بدلاً من 4.7 في المائة، وفي الأسبوع المقبل سنُفرد تقريرا شاملا عن الأسهم الأمريكية مع بداية عام 2008 حتى يكون دليلاً إرشادياً لمُستثمر في السوق.
التحليل الفني
في التقارير السابقة قبل عيد الأضحى كنت أؤكد على أن مؤشر "نازداك" سيتحرك بين متوسط حركة 50 و200 يوم، أي بين مستوى 2600 و2700 نقطة يزيد عليها أو ينقص قليلاً على الأجل المتوسط، كما في شكل الرسم البياني حتى تحين الفرصة التي يندفع فيها المؤشر نحو الأعلى، كما يوحي بهذا الوضع الفني للمؤشر على الأجل الطويل، ومؤشر "الماكد" على الرسم البياني اليومي يوحي بأن المؤشر سيتعرض لهبوط بسيط بينما مؤشر "الماكد" على الأجل الطويل سيُعطي إشارة دخول وشراء واضحة.
كما كوّن المؤشر مثلثاً صاعداً حده العلوي عند 2735 نقطة وحدّه السفلي عند 2535 نقطة، فلو ارتفع المؤشر وتجاوز الحدّ العلوي وصاحبه حجم تداول عال فعندها سنرى المؤشر يصل إلى مستوى 2935 نقطة، وبهذا تكون نظرتنا هي نفسها، حيث الترقب والأنظار على الأجل المتوسط بينما متفائل على الأجل الطويل وسترينا السوق وضعاً واضحاً أفضل مما سبق، ولكن مع هذا يجب على المُتداول مراقبة السهم الذي يُريد شراؤه.