المنتديات و البريد الإلكتروني والترفية الأكثر زيارة من متصفحي الإنترنت

المنتديات و البريد الإلكتروني والترفية الأكثر زيارة من متصفحي الإنترنت

المنتديات و البريد الإلكتروني والترفية الأكثر زيارة من متصفحي الإنترنت

اتفقت آراء متخصصين تقنيين سعوديين على أن الترفيه يشغر حيزاً كبيراً من وقت متصفح الإنترنت، وأن أحدث الإحصاءات الرسمية من موقع وحدة خدمات الإنترنت في مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية كشفت أن أكثر المواقع زيارة هي مواقع المنتديات ومواقع البريد الإلكتروني ومواقع الطرب.
وأوصى المختصون بالتعاون والتكاتف بين الجهات الخاصة والعامة للاستمرار في مشاريع إنشاء المحتوى العربي والإسلامي البديل النافع والبناء. كما طالبوا بأن تعمل كافة الجهات الحكومية والأهلية إلى السعي لمفهوم التكامل التقني في مجال الاتصالات، حيث توضع خطة وطنية للتنسيق بين جميع المرافق والدوائر الخاصة والعامة بهدف الوصول إلى استغلال الإنترنت بأحسن الأشكال وأنجعها، وإنشاء محركات ترجمة عربية للمساعدة في بناء الركائز الأساسية في حسن الاستفادة من خدمة الإنترنت. وفي هذا التحقيق طرحت "الاقتصادية" موضوع تصفح الإنترنت ماله وما عليه مع مختصين تقنيين ومناقشة عدد من المواضيع ذات الصلة للوصول للفائدة القصوى من الإنترنت. إلى مزيد من التفاصيل:

في البداية حول مفهوم التصفح وتقييم المحتوى العربي تحدث باسل الجبر مدير عام شركة برنامج التوازن الاقتصادي، الإلكترونيات المتقدمة –التابعة لوزارة الدفاع، قائلا:" أرى أن المهم في موضوع التصفح هو الاستراتيجيات التي تتبعها الشركات في عرض معلوماتها على موقع الإنترنت بشكل احترافي متميز يجعل من التصفح متعة بحد ذاتها وتوصل الزائر إلى المعلومة المطلوبة في أقل وقت ممكن وبأقل عدد ممكن من الصفحات. كما أن تصميم الواجهة الرئيسية في الموقع يعد أحد أهم المعايير التي تؤخذ في الاعتبار لجعل التصفح سهلا وميسرا على الزائرين.
وبالنسبة للمحتوى العربي على الإنترنت فإن المتابع يرى تحسناً ملحوظا في كم المحتوى الموجود بالمقارنة مع السنوات الماضية. إلا أنه مازال هناك الكثير في مجال المحتوى المتخصص، وهو ما يهمنا عند الحديث عن المحتوى. فالمحتوى المتخصص هو الذي ينمي الفكر ويساعد على رفع إنتاجية الفرد أيا كان موقعه. والدور المأمول من مراكز الأبحاث العربية أو الأجنبية التي تعنى باللغة العربية أن تزيد من نشر نتاجها الفكري على الإنترنت للوصول إلى ما نتطلع إليه".

امتداد لمصادر المعلومة
من جانبه, يعلق أسامة فؤاد نجار نائب رئيس شركة نسما إنترنت أن التصفح هو نشاط معرفي جديد تم استحداثه مواكبة لأشكال الاتصال الحديثة وأهمها الإنترنت أو ما يعرف بالشبكة العنكبوتية العالمية وهذا النشاط هو في الحقيقة يشكل امتدادا لمصادر المعلومة بمختلف أنواعها ويتميز عن غيره بسلاسته المطلقة العنان بسبب عدم وجود المحددات والحواجز المعيقة بالإضافة إلى سهولة التطبيق والاستخدام على صعيد عالمي ولمختلف الشرائح.
ويضيف قائلاً:" أما بالنسبة لتقييمنا للمحتوى العربي فهو في رأينا لم يرتق بعد إلى المستوى المطلوب الذي نراه في دول العالم المتقدمة لكن ذلك لا يعني أن المحتوى العربي لم يراوح مكانه. بل إننا لمسنا في الآونة الأخيرة تطورا متسارعا في الكم والكيف لمحتوى العديد من المواقع العربية التي هي بدورها قامت بخلق نوع من التنافس ولفت الأنظار الذي بدوره يدفع المواقع الأخرى للنمو والتطوير".
أما المهندس عبد الله التويجري مدير عام " شبكة نت" فيرى أن تصفح الإنترنت هو التطور الطبيعي لنمو المعرفة البشرية وتطور أساليب حياتها ففي الماضي كان الرحالة والمستكشفون يقضون السنين ويبذلون جهدا كبيرا للسفر للتعرف على أخبار العوالم الأخرى بينما أنت الآن أو حتى أولادك الصغار يمكنهم جمع ومعرفة كل ما جمعه الرحالة المستكشفون من علم وأخبار وهم جالسون في أماكنهم دون سفر أو عناء. مشيراً إلى أن المحتوى العربي في نمو مستمر ومزدهر ولكنه يحتاج إلى التوجيه وذلك يتطلب فهم واهتمام الجهات العلمية بما يمكن للإنترنت أن تؤديه لنمو المعرفة ونشر ثقافتنا و التأكيد على هويتنا العربية.
وينظر الدكتور إياس الهاجري خبير الاتصالات وتقنية المعلومات للتصفح بمفهومه العام هو الدخول على مواقع على الشبكة العنكبوتية والانتقال من موقع إلى آخر على الشبكة، لكن يجب أن ينظم المستخدم دخوله على الشبكة ويضع أهدافا معينة لتصفحه كالبحث عن معلومات أو أخبار محددة. أما فيما يخص المحتوى العربي على الإنترنت فما زال قاصرا على الرغم من الزيادة المضطردة في المحتوى خلال السنوات الخمس الأخيرة إلا أنه لا يتماشى مع تطلعات المستخدم العربي. إن زيادة استخدام الشبكة وزيادة عدد المستخدمين العرب له علاقة مباشرة بزيادة المحتوى على الشبكة.

اللغة العربية تتفوق عالمياً
وذكر الدكتورمشعل بن عبد الله القدهي، وهو خبير في مجال الاتصالات وتقنية المعلومات أن مفهوم التصفح معروف أما المحتوى العربي فللأسف محدود جدا. فالعرب والمسلمون الناطقون باللغة العربية يقدرون بنحو 20 في المائة من إجمالي سكان الأرض. كما أن اللغة العربية هي من اللغات الرسمية للأمم المتحدة وتحتل المرتبة السادسة عالميا من حيث الانتشار. أما المحتوى العربي فقد تأخر عن الركب بعض الشيء. وكان من أسباب ذلك في أول الأمر ضعف الدعم للغة العربية على جميع المستويات، سواء شبكية أو حاسوبية. كما أن ضعف البنية التحتية قد لعب دورا في ذلك. وأخيرا فإن العادات والقيم والمعتقدات قد أثر أيضا في مستوى تقبل هذه التقنيات وتبنيها – حيث إن كثيرا من المحتوى الحالي لا يراعي لغتنا ولا قيمنا الإسلامية المحافظة الشامخة. ولكن اليوم نجد الوضع أصبح يتغير وبدأنا نلمس محتوى عربيا متميزا ومتنوعا. فقد بدأت المقومات تكتمل وتتضافر لتبدأ اللغة العربية بتدارك ما فاتها. ومن أبرز الأدلة على ذلك أن تقدمت اللغة العربية عام 2007م لتعد ضمن أكثر عشر لغات شبكية انتشاراً من حيث عدد المستخدمين، مع أكبر معدل نمو على نطاق العالم قاطبة ودون منازع وذلك بمعدل 930 في المائة. والأسباب لذلك كثيرة، منها توافر وتنامي تقنيات التعريب ودعم اللغة العربية، ومنها نمو عدد المختصين العرب والمسلمين، ومنها المبادرات الرسمية التشجيعية مثل جائزة رقمي ومبادرة الحاسب المنزلي وتحرير قطاع الاتصالات، ومنها مشاريع الحكومة الإلكترونية وغيرها من العوامل.
وعن مدى الاستفادة القصوى من تصفح الإنترنت يقول باسل الجبر:" نعم تمت الاستفادة بشكل كبير جدا، وذلك على الرغم من وجود نسبة كبيرة مازال الإنترنت بالنسبة لها وسيلة ترفيه في بعض جوانبها. ولكن ثق تماما أن هذه النسبة تستفيد من الإنترنت في حياتها العملية، وتميل مع مرور الوقت إلى هذا الجانب. وعليه، فإننا سنرى نسبة كبيرة من الفئة التي تعتبر الإنترنت وسيلة ترفيه، تنحوا إلى الاستفادة العملية مع التقدم في العمر. وهذا بحد ذاته جيد. وأرى أنه يكفي لهذه الفئة أنها تجيد استخدام البريد الإلكتروني في مراسلاتها وتعرف كيف تستخدم محركات البحث في الوصول إلى المعلومة إذا احتاجوا إليها".
كما يتفق المهندس نجار مع الجبر على أن هناك فائدة تتحقق من الإنترنت ومثال ذلك مشاريع الحكومة الإلكترونية سواء في المملكة أو في الدول الأخرى المجاورة، وأيضاً مواقع التجارة الإلكترونية والخدمات المصرفية البنكية التي تطورت بشكل سريع للغاية بعد اكتشاف لما للتجارة الإلكترونية من تأثير وعوائد على الأرض يمكن تحقيقها من خلال الإنترنت خاصة بعد النجاح في توفير خدمة الاتصال بالإنترنت على صعيد الشركات والمنازل على حد سواء.
وأوضح التويجري أن الاستفادة من الإنترنت في حياتنا متحققة فالآن يمكنك إنجاز بعض المهام من البيت أو المكتب دون الحاجة إلى الانتقال إلى مكان أخر كالبنوك وشركات الخدمات الأخرى حتى بعض المعاملات الحكومية يمكن الآن إجراؤها من المكتب أو المنزل. مضيفا أنه لا يزال الإنترنت من أدوات الترفيه التي تقترب من أن تحتل مكان كل وسائل الترفيه الأخرى بل وأضافت إليها الكثير حيث أصبح الجميع متواصلين في نفس اللحظة
بينما يرى الدكتور الهاجري أن الإنترنت ستبقى وسيلة ترفيه بل ستتنوع وستنتشر وسائل الترفيه على هذه الشبكة، لكن من المهم كذلك تفعيل الشبكة كوسيلة لتسهيل المعاملات التي تهم عموم الناس كالمعاملات المالية مع البنوك أو المعاملات الحكومية المختلفة. وقد طورت البنوك في السنوات القليلة الماضية أنظمتها لتمكن عملاءها من إتمام كثير من المعاملات عن طريق الإنترنت. وقد بدأت بعض القطاعات الحكومية في هذا الجانب لكن يبقى الكثير.
لكن الدكتور القدهي يجد أن الترفيه مازال للأسف يمثل نسبة كبيرة من حجم الاستخدام. والترفيه ليس مذموما، فإن لنفسك عليك حقا. ووقال :" لكن لا ينبغي أن يطغى جانب من الحياة على جانب دون موازنة. وكان الرسول عليه الصلاة والسلام يتخلل أصحابه بالمواعظ كما أنه كان يلاعب الصبيان ويسابق زوجاته. فالتوازن مطلوب. كما أن نوع الترفيه مهم، فعلينا أن نمحص هذه المواقع الترفيهية لمعرفة حقيقتها وهل هذا الترفيه محمود أم مذموم؟ ولكن هذا لا يعني أن كل المستخدمين أو كل الاستخدامات هي ترفيهية. فلو راجعنا على سبيل المثال قوائم أكثر المواقع زيارة في المملكة والمنشورة على موقع وحدة خدمات الإنترنت في مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية (وهي أحدث المعلومات الرسمية المتاحة في هذا الصدد إلى تاريخه) لوجدنا أن أكثر المواقع زيارة هي مواقع المنتديات ومواقع البريد الإلكتروني ومواقع الطرب". مبيناً أنه يوجد بينها أيضا مواقع التعاملات المالية (الأسهم)، ومواقع الأخبار الرسمية والبديلة. كما من الملحوظ عليها غياب عام للمواقع التعليمية أو التربوية المتخصصة أو مواقع التسوق أو المواقع الرسمية أو الدعوية وغيرها.
ودعا من هذا المقام إلى التعاون والتكاتف بين الجهات الخاصة والعامة للاستمرار في مشاريع إنشاء المحتوى العربي والإسلامي البديل النافع والبناء. وهذا المحتوى موجود اليوم كما أسلفت ولكنه محدود في عدده وشهرته وفي الزائرين له والمستفيدين منه. ومن السهل جدا صناعة موقع منتدى ولكن من الصعب والمكلف صناعة مواقع تعليمية أو تربوية مفيدة، على سبيل المثال. ومن سنة الله في الأرض أن الفراغ لو لم يمتلئ بما هو مفيد لامتلأ بغيره. 
وأكد أنه لا يقصد أن المنتديات لا تأتي بخير، ولكنها في نهاية الأمر عبارة عن "شِلل إلكترونية". وكما هو معروف فإن الشلة المنزلية أو الإلكترونية تختلف في محتوياتها وأهدافها بحسب أهداف المشاركين فيها. ولكن البوادر طيبة في ظهور أو تطور المحتوى الهادف البديل على أصعدة عديدة، سواء تعليمية أم حكومية أم تجارية أم دعوية أم غيرها.
الاستفادة من طاقة الإنترنت
وبشأن تحقيق الاستفادة من طاقة الإنترنت أوضح باسل الجبر أن هذا السؤال الكبير يحتاج إلى مئات الصفحات للإجابة عنه. من بين وسائل الاستفادة، قيام بعض الصحف والمجلات بإيجاد زاوية يومية أو دورية باستعراض المواقع المفيدة وتقديم نبذة موجزة عن تلك المواقع. فقد أثبتت الدراسات التي أجريت في بعض الدول المتقدمة كالولايات المتحدة بأن ذلك قد ساعد في استفادة قطاع كبير من الأفراد من الاستفادة من الإنترنت. وحبذا لو تم تقسيم ذلك إلى فئات أو قطاعات تهم فئة محددة من الناس أو فئة محددة من القطاعات الاقتصادية، أو مواضيع متخصصة تهم الجمهور بشكل أوسع، كالمواضيع التي تهتم برفع الإنتاجية والكفاءة لكل الأفراد على حد سواء.
وذكر أسامة النجار أن هناك نقاطا يجب مراعاتها ومنها أولاً وقبل كل شيء القيام بتعميم ثقافة الإنترنت في الحياة وفي مختلف الميادين. وهي ثقافة مجتمع يسعى إلى تحسين أنشطته المختلفة وتطويرها بلا استثناء. ويأتي بعد ذلك السعي لاستخدام الإنترنت كوسيلة أساسية لإنجاز الأعمال والنشاطات المختلفة اليومية وذلك بالاستعانة بالخبرات والتقنيات المتقدمة المتوافرة الآن لدى العديد من الشركات المحلية. وأخيراً السعي لمفهوم التكامل التقني في مجال الاتصالات، حيث توضع خطة وطنية للتنسيق بين جميع المرافق والدوائر الخاصة والعامة بهدف الوصول إلى استغلال الإنترنت بأحسن الأشكال وأنجعها.
ويعلق التويجري أنه يمكن للإنترنت أن يقوم بالكثير لنمو المعرفة ونشر ثقافتنا و التأكيد على هويتنا العربية، كما أنه يساعد في الكثير من توفير الوقت والجهد في البحث والتطوير والاستفادة من أفكار الآخرين في سبيل تقدم البشرية.

إبداع بلا حدود
بينما يرى الدكتور الهاجري أنه من الصعب حصر ما يمكن استفادته من هذه الشبكة ويبقى الإبداع غير محدود في استحداث خدمات جديدة على هذه الشبكة. فتسهيل المعاملات المدنية التي أشرنا إليها آنفا باب واسع في الاستفادة من هذه الشبكة وأضف إلى ذلك التعليم عن بعد والتجارة الإلكترونية وغير ذلك.
أما الدكتور القدهي يفصح بأسلوبه حول هذه المسألة قائلا:" أعتقد أنه من الظلم أن نلقي باللوم على التقنيات وحدها أو صانعي المواقع وحدهم عند ظهور خلل أو ضعف في الاستفادة. لا شك أن التقنية والمحتوى يلعبان دورا مهما في ذلك ولكن السلوك الفردي والاهتمامات الفردية يلعبان دورا كبيرا أيضا. وهذا مشاهد في وسائط أخرى مثل الكتب والتلفاز وغيرهما. كما أعتقد أن وجود محركات ترجمة عربية من الركائز الأساسية في حسن الاستفادة من خدمة الإنترنت. فكثير من المواقع المفيدة والمتميزة العلمية أو الخدماتية أو غيرها متاحة فقط باللغة الإنجليزية. ومحركات الترجمة العربية قليلة أو محدودة الجودة أو غير متاحة إلا لفئات محصورة – لأسباب تجارية. كما أن من المهم على أولياء الأمور والمربين حسن التفاعل مع هذه التقنية وحسن التوجيه لأبنائهم. فقد أثبتت الدراسات العلمية العالمية أن أكثر فئة تسيء استخدام هذه التقنيات هي فئة الشباب والمراهقين ما بين 12-18 عاما. فعلى أولياء الأمور والمربين تكثيف جهودهم في حق أبنائهم وطلبتهم لضمان بيئة استخدام مفتوحة وهادفة وغير مريبة أولا سواء كان ذلك في المنازل أو المدارس أو غيرها. ثم عليهم أن يحسنوا صحبة هؤلاء الأبناء بالنصيحة والإرشاد والاستعلام والتوجيه والمتابعة".
وأضاف أنه من المهم صناعة البرامج التوعوية والدورات العامة لهؤلاء المربين وأولياء الأمور لتثقيفهم بمحاسن التقنية ومحاذيرها. وأخيرا قد يكون من المناسب النظر في تبني الجهات الرسمية دعم بعض المبادرات الهادفة العامة مثل تأمين برمجيات عربية جاهزة لصناعة عدد من فئات المواقع الهادفة، أو تأمين برمجيات مفتوحة للصوتيات العربية لذوي الاحتياجات الخاصة ليتمكنوا من تصفح المواقع العربية بالصوت وذلك بالاستعانة بالمنتجات التي قامت مدينة الملك عبد العزيز بتطويرها، أو ببرامج خاصة لخفض قيمة الاستضافة الوطنية وتسهيل إجراءاتها لتشجيع الناس على النشر والإبداع المحلي العربي والإسلامي.
وبخصوص ماذا يجب على شركات تقديم خدمة الإنترنت وأصحاب المواقع تقديمه للمستخدم العربي؟ يشدد الجبر بالتركيز على بث الحوار والمناقشة في الجوانب العلمية والعملية من خلال طرح مواضيع تهم المجتمع عن طريق المنتديات أو خلافه. والأهم من ذلك، محاولة بناء مواقع متخصصة تخدم فئات محددة من الجمهور والتأكيد على تحديثها المستمر.
من جانبه, يعلق النجار أن الجانب الذي يخص مزودي خدمة الإنترنت كما هو حاصل الآن لديهم في "نسما إنترنت"، السعي والاهتمام للاستمرار بتقديم أفضل أنواع وأشكال الاتصال للمستخدم النهائي بما يكفل سهولة وسرعة الاستخدام اليومي بالإضافة إلى توفير الدعم الفني للعميل بهدف نقل الخبرات والمعلومات إليهم. أما بالنسبة إلى المواقع فعليهم الحرص على تقديم ما هو صحيح ودقيق من المعلومات من خلال مواقعهم. كما يجب الحفاظ على سرية وخصوصية عملاء وزوار مواقعهم وتقديم أفضل أنواع الخدمات المتوافرة خاصة وأن سوق الإنترنت لا يمكن حصره في مكان جغرافي معين لطبيعة الإنترنت العالمية المفتوحة على جميع مستخدمي الشبكة العالمية. 
أما التويجري فيجد أن من الواجب على شركات الإنترنت وأصحاب المواقع التركيز على إثراء العقل البشرى واستثمار الوقت الذي يمضيه المتصفح العربي على مواقع الإنترنت العربية وعدم التركيز فقط على النواحي التجارية فقط. بينما يرى الدكتور الهاجري أنه يقتصر دور شركات تقديم خدمة الإنترنت على توفير وسائل فعالة للوصول إلى شبكة الإنترنت، وهذا بدوره يسهل على الجهات التي تقدم خدمات باستغلال الشبكة في تسهيل وتذليل الوصول إلى تلك الخدمات.
ويختتم المداخلات لهذا التحقيق الدكتور مشعل القدهي بالاعتقاد أن أول ما عليهم تقديمه ابتداء النقاط المذكورة آنفا من برمجيات عربية جاهزة لصناعة المواقع العربية الهادفة بيسر وسهولة، ليتمكن المستفيد من صناعة مواقع هادفة في أقل من ساعة دون عناء أو خبرة فنية أو الحاجة إلى المستشارين. وهذا ممكن، بل موجود ومطبق على أرض الواقع في الدول الأجنبية. ويكون ذلك بتأمين "قوالب جاهزة" لعدد من الفئات مثل المتاجر الإلكترونية أو المواقع الاستشارية أو التعليمة للمدارس الصغيرة أو مواقع الرياضة والأندية غير الاحترافية الصغيرة أو غير ذلك. كما من المهم إعادة النظر في أسعار الاستضافة لجعلها أكثر جاذبية. وأيضا لا بأس من نشر بعض الكتيبات والمنشورات الإرشادية الحاوية على نماذج من المواقع البناءة والمفيدة العالمية لتوجيه وإرشاد المواطنين إلى الأفكار الجديدة والمنافع الجمة التي قد لا يكونون قد اطلعوا عليها. فمنافع الإنترنت لا تنحصر في مواقع البريد الإلكتروني أو الدردشة أو أسواق المال الإلكترونية أو المواقع الإخبارية أو المواقع الاجتماعية، ولكن من المهم أن يجهد المختصون أنفسهم في فتح أعين عامة الناس إلى البدائل التي لم يكونوا قد فكروا بها أو لم يتصوروا أن بإمكانهم تحقيقها، مع الأخذ بأيديهم لإدراكها. كما أن على هذه الشركات تكثيف جهودها في التعريب، سواء كان ذلك في تأمين محركات بحث عربية أو محركات ترجمة عربية أو أدوات عربية أخرى. وبذلك تتحقق الفائدة مع تلافي السلبيات, بإذن الله تعالي.

الأكثر قراءة