السيطرة على فضاءات التواصل الاجتماعي
السيطرة على فضاءات التواصل الاجتماعي
لا يخفى على المتابعين الصراع المستمر بين جوجل ومايكروسوفت في المجالات المختلفة، فمحرك "لايف سيرش" للبحث، في صراع مع محرك جوجل، ووورد وإكسل وبوربوينت في صراع مع جوجل دوكس Google Docs إلى غيرها من الجولات المستمرة التي يمكن مشاهدتها أحيانا وتبقى أحيانا في دهاليز الأنشطة الاستخبارية بين الشركات. إن آخر جولة بين هذين العملاقين لها طابع آخر ومميز، ألا وهو طابع الويب 2.0. حيث توجه العملاقان إلى شبكات التواصل الاجتماعية ووضع كل منهما عينه على أحد أشهر موقعين في هذا المجال، ألا وهما موقع فيس بوك Facebook وماي سبيس My Space.
فبعد الأخبار عن تحالف ماي سبيس مع جوجل في تطوير بنية برمجية تحتية لمواقع التواصل الاجتماعي (بعقد قيمته 900 مليون دولار للتشارك في النواحي الدعائية في الموقع)، ظهرت أخبار أخرى،غير مؤكدة حتى الآن، بأن مايكروسوفت تسعى لتفعيل نظام لايف آي دي Live ID (والخاص بالتحقق من الهوية) في موقع فيس بوك (بعقد قيمته 240 مليون دولار مقابل نسبة 1,6 في المائة من الأرباح الإعلانية في الموقع).
إن أحجام هذه الصفقات والمبالغ الهائلة المنفقة عليها توضح بما لا يدع مجالا للشك أن المستقبل هو للويب 2.0 والذي من أهم خصائصه دمج الناحية الاجتماعية في الإنترنت، مما قد يتبلور في إحداث ثورة في التواصل الاجتماعي لم يشهدها التاريخ من قبل. إن القوة التي يمتلكها موقعا فيس بوك وماي سبيس هي احتواء كل منهما على عدد كبير من المشتركين المخلصين لهذه المواقع، والذي يسيل له لعاب مطوري التطبيقات والمعلنين. ولعل هذا هو السبب الذي دعا عملاقي صناعة البرمجيات والإنترنت إلى محاولة الدخول في هذا المجال على الرغم من عدم ارتباطه بشكل مباشر في التخصصات التي اشتهرا بها.
والمتطلع في هذه المواقع يتساءل أين المواقع العربية المشابهة لهذين الموقعين؟ إن وسائل التواصل الاجتماعي في المواقع العربية لم تبارح مكانها منذ بزوغ الإنترنت في الرقعة العربية، وتتمحور حول عنصرين هما الشات والمنتديات! ولا يجد المستخدم العربي الذي يرغب في مواكبة الإنترنت في مجالات التواصل الاجتماعي طريقة لعمل ذلك إلا باستخدام أحد المواقع الأجنبية المتخصصة في ذلك المجال، وأكبر دليل على ذلك هو المجموعات العربية المختلفة والآخذة في الانتشار في موقع فيس بوك. فلماذا لا نرى مواقع عربية في فضاء الويب2؟
إن فضاءات التواصل الاجتماعي لها مستقبل واعد، بل لا يمكن أن نتعرف على حدوده وفوائده، ولا يمكن أن ندرك أخطاره إذا ما تم تشغيله وإدارته واستضافته والسيطرة عليه من قبل جهات أو منظمات خارجية.