ستاندارد آند بورز: أي نجاح مبكر لشركات تكافل في السعودية يعتبر مؤقتا إذا لم تتسم بالأمانة والكفاءة

ستاندارد آند بورز: أي نجاح مبكر لشركات تكافل في السعودية يعتبر مؤقتا إذا لم تتسم بالأمانة والكفاءة

أكدت أحدى كبرى وكالات التقييم العالمية أن السعوديين يمتلكون منتجات تأمين احترافية تماثل ما لدى الدول المتطورة على الرغم من تجربتهم القصيرة مع صناعة التأمين العالمية. وقالت ستاندارد آند بورز على لسان كبار محلليها إن على شركات تكافل السعودية الاتسام بالأمانة والكفاءة والحصافة وإلا كان مصير أي نجاح مبكر تحرزه هنا مؤقتاً. وامتنعت الوكالة عن ذكر أعداد شركات تكافل العاملة في السوق السعودية. وقال ديفيد أنتوني, كبير محللي الخدمات المالية (التأمين) في وكالة ستاندارد آند بورز, "على أية حال، سواء كان التأمين يتم على أساس تعاوني أو على أساس التكافل، فإن المهم من منظورنا هو أن الناس في السعودية لديهم الآن خيار واسع من منتجات وخدمات التأمين الاحترافية المتاحة لهم" ويتابع في حديثه مع "الاقتصادية" وبمساعدة السلطات وبفضل أنظمة التأمين الجديدة، ينبغي أن يكون من السهل نسبياً على مشتري التأمين أن يعرفوا، وهم واثقون، ما إذا كانت شركات التأمين أو إعادة التأمين تعمل أو لا تعمل على نحو يتمشى مع المقتضيات الأخلاقية للشريعة".
وتوصي المؤسسة العالمية عملاء شركات التأمين في السعودية أن يولوا درجات التصنيف الائتماني لهذه الشركات أهمية كبرى. حيث تقول "إن أهمية معرفة مشتري التأمين في السعودية أن شركات التأمين تعمل وفقاً لأحكام الشريعة الإسلامية تعدل أهمية معرفة عميل محتمل في أوروبا مثلاً أن شركة التأمين هناك تعمل على أساس مشترك أو تعاوني، وأن استراتيجياتها الاستثمارية تتسم بالأخلاقية".
ووجه أنتوني عبر "الاقتصادية" تحذيرا مبكرا لشركات التأمين بجميع أطيافها "كل ما نطلبه كمحللي تصنيف ائتماني هو أنه مهما كان نموذج الملكية والنشاط الذي اختارت شركة التأمين أن تتبناه، ينبغي عليها أن تعمل بموجب ذلك النموذج على نحو يتسم بالأمانة والكفاءة والحصافة - وإلا كان أي نجاح مبكر تحرزه فيما يتعلق بحصتها من السوق أو بالأرباح مؤقتاً لأن أداء الشركة وسمعتها في السوق معرضان للخطر بسبب سوء الإدارة".
وعن ماهية النواحي الفنية التي تتبعها ستاندارد آند بورز عند تقيمها للشركات الخليجية, يقول أنتوني "إن النواحي الفنية التفصيلية لشركة التأمين المشترك أو التعاوني أو التكافل ليست مهمة بحد ذاتها لتجاوز أسلوبنا التحليلي المعتاد للتصنيفات، " ويتابع "ذلك الأسلوب الذي يشتمل على تقييم عامل المخاطر الاقتصادية ومخاطر الصناعة، وجودة الإدارة، وملاءمة الاستراتيجية، ونوعية إدارة المخاطر، ونقاط القوة والضعف فيما يتعلق بالقدرة على التنافس، والأداء التشغيلي بخصوص التعهد والاستثمارات، ونوعية الحقيبة الاستثمارية، والسيولة، والمرونة المالية والرسملة (التي تتضمن أيضا كفاية الاحتياطيات التقنية وملاءمة حماية إعادة التأمين).
وتنظر المؤسسة, التي تلقى تصنيفاتها الائتمانية احتراما واسعا عالميا, إلى النتائج المترتبة على الأنشطة التأمينية سواء التقليدية منها أو التكافلية. حيث تأخذ في الاعتبار مدى التزام تلك الشركات بدفع جزء من الأرباح المتحققة للعملاء، وإمكانية احتياج حملة الأسهم لتقديم القروض لحساب حملة البوالص، وحسنات وسيئات تلقى دخلا إداريا واستثماريا، كأتعاب... إلخ.
معلوم أن هناك أنواعا مختلفة عديدة من التأمين وإعادة التأمين المعمول بها حول العالم، سواء أكانت تأمينا تعاونياً، أو مشتركاً، أو تكاملياً أو بربح، أو كما هو الحال في فرنسا أو في قطاع النقل التجاري المشترك بحراً، وهناك شركات تأمين قادرة على أن تتقاضى من حملة بوالص التأمين قسطاً تكميلياً في نهاية العام في حال كانت الخسائر المتحققة سالبة.

الأكثر قراءة