حجاج داغستان قطعوا 5 آلاف كيلو في 288 ساعة للوصول إلى مكة

حجاج داغستان قطعوا 5 آلاف كيلو في 288 ساعة للوصول إلى مكة

انطلقوا من مدينة باب الأبواب (شهر براز) في داغستان، وقطعوا أكثر من خمسة آلاف كيلو متر، في 288 ساعة متواصلة سيراً بالسيارات، مروراً بأربع دول بدءا من أذربيجان، تليها تركيا، ثم سورية والأردن، شقت قافلة الحجاج الداغستانيين المسافة للوصول إلى مكة المكرمة لأداء مناسك الحج.
تبدو رحلة حجاج جمهورية داغستان (إحدى جمهوريات الاتحاد السوفيتي سابقاً) معقدة وشاقة في الوقت نفسه، فهي تجمع بين قوة الإيمان وتحمل مشقة السفر التي تبرز شخصية سكان شمال القوقاز بأدق تفاصيلها.
ووفقاً لمرزا حاج مرشد لأحد أفواج القافلة فإن رحلتهم بدأت من داغستان في قافلة تزيد على 50 سيارة مختلفة الأحجام، يركب في كل سيارة تسعة أشخاص، ويضيف "اجتزنا حدود أذربيجان المحاذية لنا، ثم وصلنا للجمهورية التركية، بعدها سورية والأردن، ثم السعودية".
ويشير مرزا إلى أن القافلة كانت تتوقف على الحدود بين هذه الدول ما بين 20 و30 ساعة على أقل تقدير، مبيناً أنهم يأكلون ويشربون وينامون داخل هذه السيارات منذ انطلاق الرحلة حتى اليوم.
من جانبه، يرى نور محمد علييف (50 عاماً) أن الوضع في حج هذا العام تحسن كثيراً عن السابق، ولفت إلى أنه جاء للحج للمرة الأولى في عام 1998م، وهذه المرة الرابعة التي يأتي فيها لأداء مناسك الحج.
واستغرب علييف عدم وجود مخيمات لحجاج البر الداغستانيين في المشاعر المقدسة، وقال إن المخيمات خصصت فقط للحجاج الداغستانيين الذين يأتون عن طريق الطائرة.
وأضاف أن تكلفة الطائرات باهظة ولا يستطيعون عليها ما دعاهم للمجيء براً وهو ما أرهقهم بدنياً لطول المسافة التي تمر عبر أكثر من أربع دول مختلفة.
ولم ينس الحجاج الذين التقيناهم أن يقدموا شكرهم لخادم الحرمين الشريفين على ما قدمه لهم من رعاية، مطالبين بإرسال علماء ودعاة إلى بلادهم لتعليم الإسلام لقلتهم في داغستان. ونظرا لارتفاع تكاليف أداء الفريضة بالطائرة حيث تراوح بين 1300 و1500 دولار تفضل الغالبية العظمى من الحجاج الداغستانيين القدوم لأداء النسك عن طريق البر حيث لا تزيد التكاليف عن 1100 دولار، ومع أن الفرق ليس كبيرا لكنه بالنسبة لنا فرق يستحق أن نحسب حسابه، ويبدأ الرجل في جمع تكاليف أداء الفريضة في مرحلة مبكرة من حياته، إذ إن نسبة المسلمين في داغستان 80 في المائة من إجمالي عدد السكان البالغ مليونين ومائتي ألف نسمة.
وكانت السعودية قد وافقت على زيادة حصة روسيا من الحجاج بطلب من الجانب الروسي حتى 26 ألف حاج هذا الموسم. وتشكل غالبية حجاج روسيا من سكان القوقاز، تقليديا، وأكثر من نصف الحجاج هذا العام من داغستان حيث يقدر عددهم بـ 13.5 ألف شخص، بينما حظيت الجمهورية الشيشانية بـثلاثة آلاف حاج، وهناك بضعة آلاف من الحجاج جاءوا من بشكيريا وتتارستان.

الأكثر قراءة