اليوم.. أهالي مكة يستعدون للمشاركة في تغيير كسوة الكعبة

يشهد المسلمون اليوم مراسم استبدال الكعبة المشرفة ثوبها الجديد، وهو إجراء سنوي يتم عادة في يوم وقفة عرفات. وكان الشيخ صالح الحصين الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي قد سلم ثوب الكعبة الأسبوع الماضي لكبير سدنة بيت الله الحرام الشيخ عبد العزيز الشيبي في مقر مصنع الكسوة. وفي الوقت الذي تفرغ فيه مكة من الازدحام ويتوجه ضيوف الرحمن إلى صعيد عرفة الطاهر بعد ارتدائهم بياض الإحرام استعدادا لنفحات العفو والمغفرة على سفح جبل الرحمة تحدث قصة أخرى في المسجد الحرام حيث يتوافد أهل مكة حاضرة وبادية إلى المسجد الحرام للطواف والصلاة ومتابعة تولي سدنة البيت العتيق تغيير كسوة الكعبة المشرفة القديمة واستبدالها بالثوب الجديد استعداداً لاستقبال الحجاج في صباح اليوم التالي الذي يوافق العيد الأكبر للمسلمين عيد الأضحى المبارك.
وقال الشيخ صالح الحصين الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام إن مناسبة استبدال ثوب الكعبة المشرفة صورة لما يعيشه أهل هذه البلاد الذين خصهم الله وأكرمهم بخدمة الحرمين الشريفين ويأتي في مقدمتهم خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وولي عهده والنائب الثاني، مضيفا أن هذه البلاد تتشرف كل عام بالقيام بهذه الخدمة التي تحمل عبق التاريخ أسوة بنبينا محمد صلى الله عليه وسلم وهي خدمة عظيمة تسلمتها منذ عام 1928 في عهد الملك عبد العزيز حيث بدأ صناعة كسوة الكعبة المشرفة وإنشاء مصنع خاص.
وعادة تستبدل الكعبة ثوبها مرة واحدة كل عام فيما يتم غسلها مرتين سنويا،الأولى في شهر شعبان والثانية في شهر ذي الحجة . وتغسل الكعبة خلالها من الداخل بماء زمزم وطيب الورد والمسك، وهذا الطيب يقدم هدية من خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز. وتصنع الكسوة في مصنع في مكة المكرمة منذ عام 1928، وتحظى باهتمام بالغ من خادم الحرمين الشريفين وولي عهده.
وتتكون كسوة الكعبة المشرفة من خمس قطع تغطي كل قطعة وجها من أوجه الكعبة أما الخامسة فهي الستارة التي توضع على باب الكعبة ويتم توصيل هذه القطع الأربع مع بعضها البعض. وتبلغ تكاليف الكسوة نحو 17 مليون ريال شاملة المواد الخام وأجور العاملين. ويبلغ ارتفاع الثوب أربعة عشر مترا ويوجد في الثلث الأعلى منها حزام مطرز مغطى بسلك مطلي بالذهب، ويبلغ عرضه 95 سنتيمترا وبطول 47 مترا مكتوب عليه بعض الآيات القرآنية بالخط الثلث المركب ومحاطة بإطار من الزخارف الإسلامية.