صناديق الثروة السيادية تطرق باب شركات أمريكية من أجل النمو
صناديق الثروة السيادية تطرق باب شركات أمريكية من أجل النمو
مع سعي الصناديق السيادية في الشرق الأوسط إلى ضخ مئات المليارات من الدولارات في الخارج من خلال مجموعة واسعة من الاستثمارات فإن الحكومات في منطقة الخليج تطلب المساعدة في صفقات معقدة مع شركات للاستثمارات الخاصة وصناديق تحوط أمريكية.
ومن المتوقع نمو تدفق المال من الشرق الأوسط على شركات وأوراق مالية أمريكية وأوروبية كثيرا في السنوات القليلة المقبلة. وبفضل ارتفاع أسعار النفط وازدهار اقتصادات دول الخليج العربية تتمتع صناديق الثروة السيادية في المنطقة بسيولة وفيرة تتطلع إلى إنفاقها في الخارج. وتريد الصناديق حيازات أكثر تنوعا وعائدات استثمارية أعلى الأمر الذي يدفعها بدرجة متزايدة إلى طلب المشورة من شركات أمريكية.
وقال كينث شين مدير التخطيط في هيئة الاستثمار القطرية "سترون مزيدا من علاقات الشراكة بين مجموعات مثلنا وشركات للاستثمارات الخاصة وصناديق تحوط... ليس الكثير من الاستثمارات المشتركة لكن علاقات شراكة". وقال متحدثا في مؤتمر عن الاستثمارات الخاصة في دبي هذا الأسبوع "قد تشاهدون مجموعات الثروة السيادية تدخل في شراكة مع هذه الشركات للاستثمار في جانب أكبر من هيكل رأس المال". وفي حين قد تعمد بعض المجموعات إلى إقراض صناديق الاستثمار غير أن شين بادر بالقول إن هيئة الاستثمار القطرية "غير منخرطة عموما في ميدان الإقراض". لكن هذا لا يمنع هيئة الاستثمار القطرية وغيرها من صناديق الثروة مثل جهاز أبو ظبي للاستثمار من شراء الأسهم في شركات عامة وخاصة وإصدارات عامة
أولية وغيرها من الأوراق المالية. وعلى سبيل المثال فقد اشترى للتو جهاز أبو ظبي للاستثمار حصة بقيمة 7.5 مليار دولار في مجموعة سيتي جروب المصرفية الأمريكية.
ولسنوات ظلت المؤسسات في الشرق الأوسط مستثمرا خاملا في شركات الاستثمارات الخاصة وصناديق التحوط الأمريكية. تقدم المال إلى الصناديق الغربية للاستثمار وتشكرها عندما تعود بعد بضع سنوات بعائد جيد، بدأ هذا يتغير.
وسعيا وراء دور أكثر نشاطا في تنويع استثماراتها أصبحت الصناديق السيادية تدرك نقطة رئيسة.. حاجتها إلى الخبرة إلى جانب رأس المال. ومن الأفضل لتقديم المشورة من الصناديق الأمريكية التي تستثمر فيها.
وقال ديفيد جاكسون، الرئيس التنفيذي لمجموعة استثمار المملوكة لحكومة دبي، "الناس يقولون... لدي علاقة مع تي بي جي (شركة تي بي جي للاستثمارات الخاصة) فلماذا لا نتوسع ونعمل معهم في جوانب أخرى من هيكل رأس المال أيضا... لقد عملت معهم في الاستثمارات الخاصة... فلنجرب وندخل شراكة معهم في صناديق التحوط... فلنشاركهم في العقارات".
وأضاف جاكسون في المؤتمر إنه نظرا للصفقات متزايدة التعقيد التي تسعى إليها مجموعات كهذه فقد بات من المهم تكوين انطباع عن أشياء مثل سوق الائتمان والاستثمار على طريقة صناديق التحوط وذلك من أطقم إدارية تعرفها بالفعل.
وقال إن استثمار بصدد التوسع في مجموعات الاستثمار في رأس المال المخاطر والائتمان في العام المقبل، لكن كيف تكون علاقة الشراكة مع شركة أمريكية. تستطيع مثلا شركات الاستثمارات الخاصة وصناديق التحوط أن تقدم لإحدى مجموعات الثروة السيادية رأس المال اللازم لتمويل عملية شراء ممولة بقروض أو غيرها من أشكال عمليات الاستحواذ.
وعلى الجانب الآخر تتجه الشركات الخليجية لإبرام صفقات مع شركات استحواذ غربية تجوب المنطقة بحثا عن استثمارات. ومثل صناديق التحوط فإن الشركات هنا أقل تعطشا للمال وأكثر حاجة لشركاء أعمال عالميين من ذوي الخبرة يمكنهم مساعدتها على التطور والتوسع حسبما ذكر خبراء ومستثمرون في مقابلات على هامش المؤتمر.