قادمون لا محالة!

قادمون لا محالة!

يخطو الشعراء الشباب الخطوة الأولى على استحياء باتجاه عالم النشر والظهور الإعلامي، يأتون وهم على جهل تام بما يدور في هذا العالم المليء بالضوء والصور والفلاشات، يأتون وهم يعتقدون أنهم سيدخلون المدينة الفاضلة، فالشعر الذي يشعرون حال كتابته بأن الدنيا أفضل والسماء أرحب يشعرهم بأن كل شيء يرتبط به هو جميلٌ بالضرورة، ثم بعد الخطوة الأولى تبدأ الدهشة في الاتساع، يبدأ القبح في قضم الجمال والحيلولة دونه، مشاعر كثيرة تسيطر عليهم، في محاولة للإبقاء على الصورة الأولى الجميلة والقضاء على توسع الصورة القبيحة التي بدأت في فرض نفسها على المشهد، وفي محاولة لفهم الدرس الأول الذي يقول عنوان "لا تُحبط"!.. وفي غمرة مجاهدة الإحباط تلوح ألف فكرة وفكرة في رأس الشاعر الشاب، فمن فكرة تقول "اكتب كما يريدون لك أن تكتب!" إلى فكرةٍ تقول "قبل أن تكتب.. كن صديقي!".. ومنهم من يكتب كما يراد له أن يكتب ومنهم من يتقن اللعبة الإعلامية الحقيقية في التودد وطلب الصداقة، إلاّ أن هناك من الشعراء من يحافظ على خطه الأدبي وكرامته، وهولاء هم الشعراء الحقيقيون، والحقيقيون لا ينجحون بالضرورة، ولا يخسرون بالتأكيد!، منهم من ينجح بعد حين، ومنهم من لا ينجح إعلامياً لكنه ينجح كشاعر ويعلو فوق كل الهامات القصيرة، الشعراء الشباب قادمون لا محالة، فهذه هي سنة الحياة، ولكن يبقى شكل القدوم ومضمونه رهين الظروف وسعة الصدور وقبلها كلها رهين ثقافة الشاعر الشاب وكرامته.

الأكثر قراءة