التلوث الإعلامي

التلوث الإعلامي

أعرف أنني بهذا المقال أدخل عش الدبابير، وقد يرى البعض فيه خروجا عن الخط الذي التزمت به وهو مجال التربية والتعليم ولكن يجب ألاّ يمنعني هذا من تناول المجالات الأخرى التي تتقاطع معه أو تؤثر فيه ولست في حاجة إلى بيان حجم تأثير الإعلام في التربية والتعليم والشواهد على ذلك عديدة.
يحاصرنا التلوث البيئي في حياتنا اليومية ويتمثل في تلوث التربة والتلوث الهوائي والتلوث المائي وأزيد عليهم التلوث الإعلامي، وقبل أن أدخل التفاصيل، يحسن أن أذكر أن الإعلام متمثلاً في الخبر والصورة والرأي الحر النزيه والنقد الهادف أمر ضروري في حياتنا ولكني أتحدث عن أشكال ضارة من الإعلام منها إعلام النميمة والفضائح والإعلام الضعيف أو الفاقد المصداقية.
ولن أناقش الشكل الأول، ليس تقليلاً من خطره فربما هو الأشد والأكثر مباشرة ولكن خطره أصبح مكشوفاً ولا يخفى على كل صاحب فطرة سليمة.
ويتصف الإعلام الضعيف أو فاقد المصداقية بما يلي:
المبالغة التي قد تصل إلى حد الكذب أحياناً.
ذكر نصف الحقيقة وحجب النصف الآخر.
تقديم الكسب على المصلحة العامة.
الابتزاز المكشوف.
تجريح الأشخاص وتشويه المواقف.
وأعرف أن لدى القارئ الكريم مزيدا من الصور لهذا الوجه القبيح للإعلام ونملك جميعاً أكثر من نموذج موثق لهذه الصور.
ويدهشك أن تعلم أن هناك ميثاق شرف إعلاميا ولكن لا تعرف هل وضع هذا الميثاق للزينة أو أن الالتزام به حكر على الشرفاء من الإعلاميين فقط.
وتأثير هذا الشكل من الإعلام في المجتمع وأفراده وخصوصاً النشء منهم خطير ومدمر فهو يضعف التقيد بالثوابت والالتزام بالقيم ويشجع على الوصولية والانتهازية ويسهم في نشر الإشاعات وتضليل الرأي العام ويدفع بالمتسلقين إلى مواقع لا يستحقونها.
علاوة على ذلك ينعكس ما يبثه هذا الشكل من الإعلام من الأخبار غير الدقيقة والتقارير المبالغ فيها على الحالة النفسية لأفراد المجتمع فيجعلهم يعيشون في قلق وتوتر دائم.
واختتم باقتراح " تجنب التلوث الإعلامي لمدة أسبوع واحد ولاحظ الفرق في حياتك ".

الأكثر قراءة