ولي العهد: الاستخبارات خدمة للمواطنين تدفع الضر وتقضي على المفاسد

أوضح الأمير سلطان بن عبد العزيز ولي العهد، أن الاستخبارات العامة السعودية عكس ما يظن الناس أنها مخابرات عليهم، مؤكدا أنها خدمة لهم، تدفع الضر عنهم وتقضي على كل مفسد.
وأشار الأمير سلطان بن عبد العزيز خلال تصريحات صحافية عقب تدشينه البارحة نيابة عن خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز مؤتمر "تقنية المعلومات والأمن الوطني"، الذي تنظمه رئاسة الاستخبارات العامة، إلى أن مؤتمر الاستخبارات سيخدم المواطن وكف الأذى عنهم.
من جانبه، أكد الأمير مقرن بن عبد العزيز رئيس الاستخبارات العامة، أن رئاسة الاستخبارات مرت منذ إنشائها عام 1377هـ بالعديد من المراحل المهمة، وشهدت تطورات كبيرة منذ ذلك التاريخ حتى يومنا هذا. وقال:" في عام 1403 صدر نظام رئاسة الاستخبارات العامة بمرسوم ملكي حدد مسؤولية الرئاسة وواجباتها وحدود عملها، وأسهم إسهاما كبيرا في تطوير العمل الاستخباري وكان نقلة نوعية كبيرة لهذا الجهاز".
وبين الأمير مقرن أنه ومن خلال الدعم السخي والرعاية الدائمة الكريمة من ولاة الأمر لهذا الجهاز يستمر عليه التطوير والبناء والدعم لتمكينه من الإسهام الفاعل في الحفاظ على أمن واستقرار الوطن وحماية مقدراته، موضحا أن رئاسة الاستخبارات عملت خلال السنوات الثلاث الماضية على وضع استراتيجية طموحة قائمة على أسس علمية وإدارية حديثة بما يخدم أهدافها وتوجهاتها، وذلك بتبني رؤية ومفاهيم جديدة قائمة على أسس علمية تهدف لأن تكون هذه الرئاسة على قدر عال من الكفاءة والفعالية والاحترافية قادر على توفير الاستخبارات المبكرة والدقيقة، والقيام بالعمليات والأنشطة والتكيف مع متطلبات الأمن المتغيرة لتحقيق أمن واستقرار المملكة، وذلك بما يتوافر لديها من كفاءات بشرية فاعلة وإمكانات فنية حديثة بتكامل وتنسيق مع الأجهزة الأخرى في المملكة، منطلقين في ذلك من الالتزام بالضوابط الشرعية، وعدم الإضرار بمصالح الوطن والمواطن.
وزاد: استجابة من الرئاسة لتوجيهات قيادة هذه البلاد للأجهزة الحكومية نحو التحول للتعاملات الإلكترونية، فقد بادرت الرئاسة بتنفيذ عدة برامج طموحة لتطوير بيئة العمل باستخدام حلول إلكترونية متقدمة بهدف تطوير وتحسين الإجراءات في الأداء على مستوى العمل الاستخباري والأعمال المساندة المختلفة، ومن هذه البرامج الطموحة كان لمنسوبي الرئاسة اهتمام خاص، حيث تم البدء بتدريب جميع منسوبي الرئاسة في كل المستويات الإدارية للحصول على رخصة قيادة الحاسب الآلي.
وثمّن الأمير مقرن بن عبد العزيز رئيس الاستخبارات العامة هذه الرعاية الكريمة من قبل خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وإنابته الأمير سلطان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام لافتتاح المؤتمر، وعدها قوة دفع لرئاسة الاستخبارات العامة لتحقيق العديد من النجاحات والإنجازات، وقال "إن هذا اليوم هو يوم تاريخي يسطر في تاريخ رئاسة الاستخبارات العامة، حيث يتزامن عقد هذا المؤتمر مع مرور 50 عاماً على تأسيس رئاسة الاستخبارات العامة وسيبقى هذا الحدث ذكرى فخر واعتزاز لأجيال قادمة من منسوبي هذا الجهاز".
وأوضح الأمير مقرن أن رئاسة الاستخبارات العامة تحظى بدعم كبير وسخي من لدن خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز ومن الأمير سلطان بن عبد العزيز ولي العهد.
وبين أن عقد المؤتمر في هذا التوقيت يجيء على خلفية التشريعات التي اتخذتها حكومة خادم الحرمين الشريفين والتي تتعلق بتسريع وتطوير بيئة العمل الإلكتروني في القطاعين العام والخاص، وهو الأمر الذي يحتم على جهاز الاستخبارات بوصفه قطاعاً منتجاً وفاعلاً في المجتمع أن يواكب هذه التحولات، ويسهم فيها بإيجابية في ظل السعي الحثيث للمشاركة في المعرفة الإلكترونية، ولاسيما أن هذا المؤتمر الذي يشارك فيه لفيف من الباحثين والخبراء وأساتذة الجامعات والمعنيين بمجال تقنية المعلومات والأمن الوطني من الدول العربية ومن أوروبا ومن الولايات المتحدة الأمريكية وآسيا وأستراليا وإفريقيا يهدف إلى الخروج بموجهات ومقررات تخدم الوطن وأمنه، وتصب في مصلحة جميع المواطنين بمختلف فئاتهم وشرائحهم في كل مناطق ومدن وقرى المملكة، إضافة إلى تشجيع التواصل بين المؤسسات الأمنية وأرباب الخبرة والتخصص في مجال تقنية المعلومات وتزويد العاملين في المؤسسات الأمنية بأهم الابتكارات والتطورات الحديثة في مجال تقنية المعلومات الأمنية.
وأشار إلى أن المؤتمر سيتناول جملة من القضايا من بينها: دور تقنية المعلومات في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، والتحديات الأمنية التي تواجهها دول العام، وتعزيز الأمن الاجتماعي والتطبيقات التقنية في مجال الأمن الوطني. وسيتم خلال أيام المؤتمر عرض 38 بحثاً علمياً، وستنطلق أولى الجلسات العلمية للمؤتمر اليوم في مركز الملك فهد الثقافي.
من جهته، أوضح الأمير عبد العزيز بن بندر بن عبد العزيز نائب رئيس الاستخبارات العامة، أن رئاسة الاستخبارات العامة من خلال إدراكها لأهمية تقنية المعلومات، سعت بواسطة هذا المؤتمر إلى التواصل مع الباحثين والخبراء وأساتذة الجامعات في مجال تقنية المعلومات والأمن الوطني من مختلف دول العالم، بهدف التأكيد على دور تقنية المعلومات في تعزيز الأمن السياسي والاقتصادي وخدمة الأمن بكافة اتجاهاته فضلا عن رغبتها في تعزيز الجانب المعرفي والتقني لدى منسوبيها، وما فتئت تتبنى الخطط والأساليب والنظم بأسلوب تقني لحماية المنشآت التي تضم أوعية المعلومات والأجهزة والوسائط المعلوماتية، وتعمل جاهدة على تدريب منسوبيها لتحقيق الحماية الفاعلة التي تمهد الطريق لتحقيق الأمن الوطني.
وواصل حديثه قائلا:" إن التطور المذهل الذي شهده العالم في مجال الاتصالات جعل التغير في مختلف مناحي الحياة سمة من سمات المجتمعات مما تطلب التكيف المستمر مع معطيات العصر التقنية، وتوظيفها التوظيف الأمثل درءا لمخاطر الإرهاب، واستشرافا للمستقبل لمواجهة التحديات بغية تحقيق الأمن الشامل لهذا الوطن الغالي.
ودشن الأمير سلطان بن عبد العزيز الموقع الإلكتروني لرئاسة الاستخبارات العامة على شبكة المعلومات العالمية "الإنترنت"، وشاهد والحضور فيلما وثائقيا عن رئاسة الاستخبارات العامة، يحكي مراحل التطور والتحديث التي مرت بها الرئاسة.
كما دشن ولي العهد المعرض المصاحب للمؤتمر آليا، وشاهد والحضور عرضا عن فعاليات المعرض، عقب ذلك كرم الأمير سلطان الرؤساء السابقين لرئاسة الاستخبارات العامة بمناسبة مرور 50 عاما على إنشائها، وذلك تقديرا من الرئاسة للعاملين الذين أسهموا في مسيرتها، حيث تشرف المكرمون ومن ينوب عنهم بتسلم أوشحة التكريم.
كما كرم ولي العهد الأمير نواف بن عبد العزيز بوشاح الملك فيصل، تسلمه نيابة عنه الأمير عبد العزيز بن نواف. كما كرم الأمير تركي الفيصل بوشاح الملك عبد العزيز، والأمير سعود بن فهد بن عبد العزيز بوشاح الملك عبد العزيز.
وشمل التكريم بوشاح الملك عبد العزيز من الطبقة الثانية اللواء سعيد عبد الله كردي وتسلمه عنه ابنه نزار سعيد كردي، كما نال الوشاح نفسه عمر محمود شمس تسلمه عنه ابنه فوزان عمر شمس، بعد ذلك كرم الأمير سلطان شهيدي الواجب المقدم عبد الله سالم القرني، والمقدم مطلق سنان العتيبي بوشاح الملك عبد العزيز من الدرجة الثالثة.