بريدة: سوق "الجردة" عمق تاريخي ومنطلق "العقيلات" إلى التجارة الخارجية

بريدة: سوق "الجردة" عمق تاريخي ومنطلق "العقيلات" إلى التجارة الخارجية

بريدة: سوق "الجردة" عمق تاريخي ومنطلق "العقيلات" إلى التجارة الخارجية

ما أن يمر اسم بريدة حتى يأتي اسم الجردة الذي يرافقه عادة "سواليف" الكبار وروايات الماضي. السوق الأشهر في منطقة القصيم تعد أحد أشهر المواقع التجارية على مستوى السعودية ومنطلق عقيلات القصيم في زمن ماض وتاريخ يرجع إلى أكثر من قرنين من الزمان.
الجردة تمثل تاريخا طويلا جدا من التجار الذين مروا على هذه السوق أرجعه البعض إلى نشوء بريدة نفسها، وفي كثير من قصص العقيلات ورحلاتهم لجميع أقطاب الدول العربية، وترد كلمة الجردة كثيرا كمصدر لانطلاق تلك الرحلات.
ويعد سوق الجردة الذي يقع في قلب بريدة أحد أشهر الأسواق التي تباع فيها جميع البضائع التراثية والتاريخية. وفي السنوات الماضية شهد تراجعا كبيرا بفعل الإهمال، وأخيرا تم إنشاء سوق جديدة للحرف اليدوية والمتاحف بمكان آخر إلا أن كثيرا من الزوار مازالوا يعرفون تلك المواقع ويزورنها كمواقع تراثية.
ويتحفظ البعض على فصل الحرف اليدوية عن هذا الموقع ، خصوصا أن السوق تتحول في الربيع إلى سوق للبادية حيث يرد إلى السوق جميع منتجات البادية كالاقط والسمن البري إلى جانب بعض المقتنيات الأثرية كالدلال وأواني القهوة كاملة وعادة تقام مزادات مختلفة في الجردة على بعض المقتنيات الأثرية القديمة التي ترد إلى السوق.
ويرى إبراهيم الربدي رئيس المجلس البلدي في منطقة القصيم، أن تأهيل منطقة سوق المجلس في الجردة كان خيارا أفضل لو تم استغلاله من قبل هيئة السياحة بالتعاون مع أمانة منطقة القصيم أو مستثمرين ويرى الربدي أن عزل الحرفيين في موقع آخر غير مجد في حق الجردة الموقع التاريخي والأثري كما أن خلق مواقع تاريخية جديدة سيعني وجود صعوبة في التسويق لها وجعلها مزارا خاصا.
وأشار الربدي إلى أن الجردة لا تزال تحتفظ بسماتها وجاذبيتها التاريخية والأثرية وخاصة ما تسمى جردة العيش أو المنطقة الواقعة شمال مسجد حسين.
وأضاف الربدي أن سوق الجردة لا تزل تكوينها يوحي بقدم تاريخي واثري ولو تم تهذيب المنطقة المتوسطة فيها لكانت من أفضل الساحات الشعبية في السعودية. لافتا إلى ما تعانيه الجردة من إهمال واضح سيفقدها كثيرا من مزاياها.
وطالب الربدي هيئة السياحة وأمانة منطقة القصيم بتجهيز وإعادة تأهيل منطقة الجردة إلى طابعها القديم والبعد عن التأثير في تميزها السابق والحاضر خصوصا في إنشاء مواقع أخرى ومحاولة التحويل إليها.
ويرى الربدي أن الموقع كان خيارا مميزا للهيئة العليا للسياحة ولأمانة القصيم في إيجاد مواقع للحرفيين وتفعيل الدور السياحي خصوصا وأن الموقع يأتيه زوار من جميع السعودية، وفي بعض الأحيان من خارج السعودية لمشاهدة الموقع ونقطة انطلاق أشهر الرحلات التجارية على مدى 150 عاما الماضية.
ويصف الربدي موقع الجردة بأنه كان قلب بريدة النابض حيث تفد إليه أعداد كبيرة من الزوار والتجار وكان جميع المتواجدين في الجردة ما بين بائع ومشترِ وكان أحد المواقع ذائعة الصيت ويعد أحد المواقع المميزة تفد إليه البادية وتعرفه كثيرا في بيع منتجاتهم الشعبية.
وقال إن بعض معالم الجردة قد انطمست فالجهة الشمالية تحولت إلى مواقف سيارات، أما الجهة الغربية فهي المجلس القديم وهو أحد أهم وأقدم المعالم التاريخية الباقية في مدينة بريدة والذي يمثل أنموذجا للأسواق الموجودة في عواصم إسلامية أخرى كأسواق دمشق الحميدية أو في تركيا في اسطنبول.
ويرى رئيس المجلس أن تجهيز هذا الموقع والاهتمام به أولى من اختيار موقع آخر بل إنه يعد جاهزا ويمتلك مقومات السياحة التاريخية ولا يزال الموقع يتواجد به أعداد كبيرة تفد إليه سواء في إجازات نهاية الأسبوع أو في الأيام العادية إلى جانب أيام المهرجانات التي تنظمها المنطقة.
وأشار الربدي إلى أن الفرصة لا تزال قائمة في الاهتمام مقترحا أن يتم تأهيل حرفيين ونقل الحرفيين المتواجدين في موقع آخر تدريجيا.

من جانبه، يرى الدكتور جاسر الحربش المدير التنفيذي لجهاز السياحة في منطقة القصيم أن الموقع له عمق تاريخي للمنطقة ويصنف كوسط المدينة.
ويضيف الحربش إن وسط المدينة في جميع دول العالم يعد نقطة جذب متوقعا أن يكون هناك تعاون مأمول بين الهيئة وأمانة القصيم في إعادة تأهيل الموقع والاستفادة منه، ولا يمنع أن يكون هناك ربط في الموقع مع مركز الحرفيين الذي تم إنشاؤه أخيرا.
ويرى الحربش أن إنشاء مركز الحرفيين في موقعه الحالي خيار سريع أمام الهيئة ويعد أفضل الخيارات المتاحة لكون المركز ملكا حكوميا وسهلا تجهيزه فيما الجردة أغلب المواقع عائدة إلى أملاك شخصية والبعض منها يملكه ورثه.
ويرى الحربش أن تجهيز الحرفيين وتأهيلهم في موقع سريعا خيار اقتصادي متاح تفعيله وهو ما فعلت الهيئة وأنه من الممكن نقلهم إلى الموقع في الجردة في حال تجهيزه ونزع ملكيته. وهو بلا شك سكون موقع أفضل من جميع النواحي. ويرى عدد من الزوار للموقع أن الجردة إرث تاريخي يجب الاحتفاظ به خصوصا أنه في وسط المدينة ويشير أحدهم إلى أن يعرف الجردة بمنتجات الربيع السنوية

الأكثر قراءة