قد قمت لكن هل تفيه معان؟
قد قمت لكن هل تفيه معان؟
يا شمعة ذابت لتهدي ضوءها
لبراعم الأزهار في الأغصان
من شوك صبرك قد عصرت لنا الندى
أكرم بعزمك أيها المتفاني
رمز الفداء على الزمان معلمٌ
يرعى الغراس ولا يكون الجاني
فهو المثال لكل من عرف الندى
لا شك أن نداه نوعٌ ثانٍ
جود الورى يُقري البطون وجوده
نورٌ لكل بصيرة وجنان
يا هذه الأجيال كوني برةً
فهبي المحبة صاحب العرفان
حقٌّ على الإنسان إن عزَّ الوفاء
ألا تضيع حقوق ذا الإنسان
فهو الذي دحر الظلام بنوره
وشعاعه باق مدى الأزمان
إن ضاق بالأطفال يوما فسحةٌ
هُرعوا إلى الظل الظليل الحاني
لم تسأل الفلذات عن آبائها
إلا وقالت: ذا أبونا الثاني
فثقوا يقينا أن رد جميله
مهما بذلنا ليس بالإمكان
في خندق التعليم ذابت قوتي
وعرفت كم عانى وكم سيعاني
لا بل عرفت حقيقة ما دوره
في كل صرح راسخ البنيان
سكب المعارف عذبة من فيضه
أبدى قفار الأرض كالبستان
لا شك عندي أن في إخلاصه
سرَّ النهوض بسائر الأوطان
شوقي الأمير يقول لي قم وفِّه
قد قمت لكن هل تفيه معان؟
ضاقت عن الحب الخضم مشاعري
أفلا يضيق عن الوفاء لساني