الصين تعد بمزيد من المرونة في اليوان بـ" أسلوب تدريجي وفعال"
أكد رئيس الوزراء الصيني وين جياباو أمس، أن الصين ستسمح لقوى السوق بأن تلعب دورا أكبر في تحديد سعر صرف اليوان.
وجاءت تصريحات وين عقب محادثات مع مسؤولين أوروبيين بشأن الخلافات التجارية وقضية العملة.
ويشعر مسؤولو الاتحاد الأوروبي بالاستياء من الهبوط المطرد لليوان أمام اليورو، وهو الأمر الذي يقولون إنه يفاقم من اختلالات التجارة العالمية ويغذي مشاعر الحماية التجارية في أوروبا.
وقال وين أمام منتدى أوروبي - صيني لقطاعات الأعمال، إن الصين ستواصل تحسين نظام أسعار صرف الرنمينبي بأسلوب تدريجي وفعال يمكن التحكم فيه وتعزيز دور السوق في تحديد سعر الصرف وستعمل على إضفاء المرونة على الرنمينبي. وأكدت تصريحات وين ما قاله جان كلود تريشيه رئيس البنك المركزي الأوروبي من أن الصين ربما تتحرك في اتجاه رفع سعر اليوان. وقال تريشيه في مؤتمر صحافي في بكين "تم إبلاغنا بأنه سيجري بحث هذا الأمر".
وكان تريشيه ضمن كوكبة من زعماء الاتحاد الأوروبي توجهت إلى بكين لعقد سلسلة اجتماعات تناولت قضايا شائكة مثل سياسة الصين تجاه العملة وما يعتبره الاتحاد الأوروبي تراخيا في القيود على البضائع المقلدة.
وينتهج الاتحاد الأوروبي خطا متشددا تجاه مسألة العملة والقضايا التجارية مع الصين بعد أن توصل إلى أن أسلوب الدبلوماسية الهادئة لا يحقق نتائج سريعة.
واتفق "المركزي الأوروبي" وبنك الشعب الصيني (البنك المركزي) على تكوين مجموعة عمل على الفور لدراسة قضايا العملة التي أصبحت مصدرا رئيسيا للشقاق بين الجانبين. وانتقد المفوض التجاري للاتحاد الأوروبي بيتر ماندلسون بكين لعدم التحرك بسرعة كافية للتصدي لمشكلات سلامة الأغذية والمنتجات الصينية وقرصنة حقوق الملكية الفكرية.
وقال ماندلسون إن الاقتصاد الأوروبي مفتوح أمام الشركات الصينية وإن الاتحاد الأوروبي يتوقع المعاملة بالمثل من بكين. وأضاف أن قطاعي الخدمات والبنوك من المجالات التي ينبغي فتحها بشكل أكبر.
من جانبه، قال وين إن السياسات الصينية لتشجيع الاستهلاك ستعود بالفائدة على الشركات الأوروبية. وأضاف قائلا "خلال العقد المقبل ستجد الشركات الأوروبية مزيدا من الفرص في السوق الصينية". وحث زعماء الاتحاد الأوروبي الرئيس الصيني هو جينتاو على تقليص الفائض التجاري المتزايد لبلاده بإزالة الحواجز التجارية وإعادة تقييم عملة الصين وتحفيز الطلب الداخلي.
وقال رئيس وزراء البرتغال جوزيه سوكراتيس للرئيس الصيني إنه يأمل أن تساعد القمة بين الاتحاد الأوروبي والصين، على تسوية الخلافات بين الجانبين حول التجارة والبيئة.
والتقى سوكراتيس الذي يمثل رئاسة الاتحاد الأوروبي في دورته الحالية الرئيس الصيني بحضور رئيس المفوضية الأوروبية جوزيه مانويل باروسو ومفوض التجارة بالاتحاد الأوروبي بيتر ماندلسون. وقال الرئيس الصيني لزعماء الاتحاد الأوروبي إن القمة السنوية للزعماء "ذات دور مهم في تعميق عملية تطوير العلاقات بين الصين والاتحاد الأوروبي".
ويحاول زعماء الاتحاد الأوروبي إقناع الصين بتقليص فائضها التجاري مع أوروبا والسماح بمزيد من المرونة والإسراع برفع قيمة العملة الصينية (اليوان) المقدرة بأقل من قيمتها الفعلية.
غير أن المسؤولين الصينيين أكدوا موقفهم بأنهم سيواصلون الإصلاح التدريجي لآلية سعر الصرف لليوان. وقال باروسو في كلمته في بكين أمس الأول، إن العجز التجاري الحالي للاتحاد الأوروبي مع الصين "ليس مستداما". وحث الصين على إزالة الحواجز التجارية التي تمنع وصول السلع والخدمات الأوروبية إلى "الكثير من القطاعات".
ويتوقع مسؤولو الاتحاد الأوروبي زيادة الفائض التجاري للصين مع دو ل الاتحاد مجددا هذا العام ليصل إلى نحو 170 مليار يورو. وقال باروسو أمس إن العجز التجاري المتزايد للاتحاد الأوروبي مع الصين "يزيد من مشاعر قلق مواطني دول الاتحاد الأوروبي بشأن العولمة".