دبي تغزو البلقان بالتحالف مع شركات السفن التجارية اليونانية
دبي تغزو البلقان بالتحالف مع شركات السفن التجارية اليونانية
عقدت إمارة دبي، الناشطة في الأسواق المالية، تحالفا مع أصحاب أساطيل السفن اليونانية، ملوك التجارة البحرية، لغزو أسواق البلقان بالاستثمارات التي رصدت لها مليارات اليوروهات للسنوات الخمس المقبلة مستخدمة في ذلك اليونان كجسر. فقد اهتزت الأسواق جراء سرعة وحجم شراء المؤسسات الكبرى في اليونان في الأشهر الأخيرة من قبل مجموعة مارفين، التي أنشأتها الأوساط البحرية اليونانية، قبل أن تعيد دبي شراءها، لكن هذه الصفقات أثارت أيضا المخاوف على مستقبل الشركات التي أعيد شراؤها بأسعار مرتفعة. ومنذ بداية العام استثمرت مؤسسة ميغ، فرع مارفن الاستثماري، 5.2 مليار يورو في البلاد في اكبر عملية استثمار أوروبية عام 2007. ولـ "ميغ" بالفعل أعمال في 38 دولة من خلال سيطرتها على 15 شركة تستخدم أكثر من 47 ألف موظف. وقال سيرافيم قسطنطينيدس مدير الاتصالات في المجموعة لـ "فرانس برس" "سنستثمر من جديد عشرة مليارات يورو خلال العامين المقبلين وبشكل خاص في المجر، أوكرانيا، روسيا، وسيبيريا ودول البلقان وحوض المتوسط". وتسعى دبي الحريصة على تنويع اقتصادها إلى امتلاك أكبر بنك في أوروبا الشرقية وقد اختارت لذلك مجموعة مارفن. ومهندس هذه العملية هو أندرياس فينوبولس (54 سنة) الذي عمل محاميا لعدة شركات بحرية تجارية كبرى قبل أن يؤسس شركة التمويل البحري (مارفن) في نهاية التسعينيات. وهو الذي أجرى عملية الشراكة بين دبي وشركات السفن التجارية اليوناينة حيث كلفته الإمارة بإدارة المجموعة للسنوات الخمس المقبلة. وتسعى "مارفن" إلى أن تصبح خلال خمس سنوات "من كبريات شركات الاستثمار الأوروبية مع رأسمال يزيد على 140 مليار يورو" كما أكد فينوبولس مطلع الشهر الجاري. وخلال هذا الصيف أعادت "ميغ" شراء اثنتين من كبريات المجموعات اليونانية هما مجموعة فيفارتيا الغذائية، الأولى في هذا القطاع التي لها فروع في 30 دولة، ومجموعة أتيكا، الأولى في مجال النقل البحري للركاب في اليونان. كما استثمرت المجموعة في قطاعات الصحة (مستشفيات راقية) والسياحة (نقل وفندق هيلتون في قبرص وكازينو في باتراس) والعقارات، وأيضا المعلوماتية من خلال السيطرة على أكبر مصنع برامج في اليونان.
لكن ما يثير المخاوف والجدل في البلاد هو تطلع "ميغ" لشراء شركة الاتصالات أو. تي. أيه، شبه العامة التي تسعى الدولة التي تملك 28 في المائة من أسهمها لإيجاد شريك استراتيجي لها. وتملك "ميغ" بالفعل 15 في المائة من رأس مال أكبر مجموعة اتصالات في البلقان. وإذا كانت الحكومة اليونانية المحافظة قد فتحت ذراعيها لممثلي دبي فإن أحزاب اليسار نددت بشدة بملف "أو. تي. إيه".
ويؤكد قسطنطينيدس "نحن مستثمرون على المدى البعيد، ولا نريد إغلاق الشركات التي نشتريها" مضيفا "اليونانيون تقليديا هم مصرفيون وتجار المنطقة وتوجد استمرارية تاريخية لتحركنا".