استوصوا بهن خيرا..

استوصوا بهن خيرا..

تخرج كل صباح بعد أن تطبع أمها قبلتها على جبينها وتخشى أن تكون القبلة الأخيرة..
تخرج مثقلة بدفاترها وأقلامها وهمومها وهاجسها أن تصل إلى مدرستها بلا فاجعة ولا مصيبة تفاجئها..
أملها الأول أن تغرس المبادئ السامية في بنياتنا خلف الفيافي والقفار متجشمة كل الصعوبات لذلك الغرض النبيل..
قد تصل وقد لا تصل..
تحمل روحها على كفها..
تجود بوقتها وراحتها لإرضاء ربها ثم ضميرها...
مراعية أداء تلك الأمانة الملقاة على عاتقها...
هي تعلم أنها لا تتقاضى إلا نزرا يسيرا ..
ومع كل هذا فهي تدفع الكثير من مرتبها لوسائلها ودفاترها وأقلامها ومناسبات المدرسة راضية مرحبة ومتعاونة...
وبعد كل هذا ألا يجب علينا أن نكرمها ونقدرها ونوفيها حقها؟!
خير من أن نقف حجر عثرة في طريقها وطريق بنياتها الطالبات اللاتي سعدن بها وأنسن..
وخير من أن نجفف هذا المعين الصافي الذي أسعد بنيات كثيرات وأسدى لهن المعروف تلو المعروف...
ألا يحق لهن أن يتقاضين مرتباتهن كاملة وينقلن إلى مدنهن وقراهن وتراعى ظروف مرضهن وأمومتهن وولادتهن؟!
فإليكم يا من حملكم الله أمانة معلماتنا:
استوصوا بهن خيرا فإنهن عوان عندكم

الأكثر قراءة