التغيرات الاجتماعية تساهم في تقليص دور الأسرة

التغيرات الاجتماعية تساهم في تقليص دور الأسرة

اعتبر الدكتور فهد العندس الأستاذ المساعد في كلية الملك فيصل الجوية. أن التفكك الأسري سببٌ رئيس في انحراف الأهداف والسلوك عن طريق الجنوح، وقال إن الأسرة مطالبة بحماية نفسها قبل حدوث الشقاق، حيث إن الحياة لا تصفو دائماً، بل يتعرض فيها الإنسان للسراء والضراء.
وأشار إلى أن كل شيء في هذا الكون مهما صغر شأنه له حكمة ويؤدي وظيفة.
وأوضح أن للأسرة المسلمة في المجتمع المسلم وظائف، أهمها: إقامة حدود الله، وتطبيق شرعه ومرضاته بتأسيس البيت المسلم، قال تعالى: فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِمَا فِيمَا أفْتَدَتْ بِهِ [البقرة:229]، تكثير نسل الأمة المسلمة، قال صلى الله وعليه وسلم: ((النكاح من سنتي، فمن لم يعمل بسنتي فليس مني، وتزوجوا فإني مكاثر بكم الأمم)) [أخرجه ابن ماجه من حديث عائشة رضي الله عنها].
فتكثير النسل قوة للأمة، وعزةٌ، وحسن ذكر بعد الموت.
وقال العندس إن دعاة تحديد النسل لا يرومون للأمة الخير، وحججهم الواهية تدل على أنهم أصيبوا بانهزامية نفسية مع ضعف يقين وتوكلٍ على الله.
وأبان أن إعداد النسل المسلم وتربيته من وظائف الأسرة، بل هي المدرسة الأولى التي يتلقى الولد في جنباتها أصول عقيدته، ومبادئ إسلامه، وقيمه وتعاليمه، ولا يقوم مقامها دور الرعاية والخادمات، فالطفل الذي يرضع حليب أمه، ويرضع معه حنانها ودفئها لن يساويه ذلك الطفل الذي يعيش بين أكناف المربيات والخادمات، دون عطف ولا رعاية ولا حنان ولا مشاعر.
وقال إن الأسرة المسلمة مسؤولة أمام الله عن تنشئة الأبناء على الإسلام، فهل تمارس أسرنا اليوم رسالتها التربوية؟ هل هي من القوة والمكانة والرسوخ بما يؤهلها لمقاومة العلمنة والتغريب؟ هل يجلس أفراد الأسرة على موائد القرآن أم على مشاهد العصيان؟ هل يتلقى أولادنا في بيوتنا التذكرة النافعة، والعظة الرشيدة، والآداب الرفيعة؟
ويرى العندس أن التغيرات الاجتماعية أسهمت بدور خطير ومؤثر، في تقليص دور الأسرة، واستولت أجهزة البث الفضائي وغيرها على وقت الأسرة، وأثرت في مسارها، وخلخلت قيمها، ففقدت الأسرة في بعض المواضع تأثيرها، وشيئاً من فاعليتها وتحتاج إلى الكثير من العمل حتى تقدم الدور المتميز للأسرة المسلمة بضوابطه الشرعية التي ترتفع بقدرات أبنائها وتحافظ على ثوابتها الدينية.

الأكثر قراءة