"إنفلونزا الطيور" تهبط بأسعار الصقور 50 % مع بدء موسم الصيد
"إنفلونزا الطيور" تهبط بأسعار الصقور 50 % مع بدء موسم الصيد
أسهم مرض إنفلونزا الطيور الذي ظهر أخيرا في منطقة الرياض وتحديدا في الخرج، المزاحمية، وضرماء، في قلة الإقبال على شراء الصقور المعروض في السوق مع بدء موسم الصيد ما أدى إلى انخفاض واضح في أسعارها وصل إلى أكثر من 50 في المائة.
وبحسب زياد الحربي أحد أشهر المتعاملين في سوق الصقور في الرياض، أن أسعار الصقور انخفضت بفعل أزمة إنفلونزا الطيور إلى أكثر من 50 في المائة، علاوة على أن هذا الوقت ليس بوقت شراء، حيث إن غالبية الصقارة اشتروا ما يلزمهم من الطيور قبل بدء الموسم لأنها تحتاج إلى التفاهم مع الصقار بالتدريب المستمر.
وحول أسعار الطيور في بداية العام بين الحربي أن بعض الطيور النادرة سجلت أرقاما كبيرة جدا وصلت إلى 600 ألف ريال، كما أن بعضها وصل إلى 250 ألف ريال وعادة تسجل الصقور البحرية تلك الأسعار العالية التي يبحث عنها هواة الصيد من كبار شخصيات المجتمع.
ولم يخف زياد الحربي أن هناك بعض الطيور يتم تهريبها للسعودية عبر المنافذ الحدودية ولا يتم فحصها وتعد تلك الطيور خطرا مباشرا على كثير من الطيور الأخرى عبر اختلاطها، مبديا أسفه من تلك التصرفات.
ولفت الحربي إلى أن إنفلونزا الطيور خطر على القناص والمجتمع, فهو يرى أن حياة المجتمع وأمنه الصحي أهم بكثير من إشباع هواية لدى شخص واحد أو عدة أشخاص.
وأبدى الحربي أسفه من إعدام 27 طيرا قبل نحو سنتين قبل التأكد من إصابتها, وقد تم تعويض أصحابها. ويرى أن العمل يجب أن يكون منظما فلا إفراط ولا تفريط، مقترحا أن يكون هناك في فروع وزارة الزراعة مختصون يستطيعون فحص الطيور وإعطاء شهادة صحية بحيث لا يتحرك الطير إلا بتلك الشهادة، مطالبا الجهات الأمنية في الطرق وفي نقاط التفتيش في حال ملاحظة وجود صقور في السيارات طلب إبراز الشهادة الصحية للطير أو مصادرته كما يفعل في البنادق.
واعترف زياد الحربي أن هواية القنص غريزة متمكنة عند بعض الأشخاص, فلا يستطيع البقاء طوال الموسم دون البحث عن الطرائد والحباري المهاجرة مهما بلغت الخطورة. ويرى الحربي من وجهة نظره أن الحبارى المصابة لا تستطيع الهجرة أو التنقل أو حتى الطيران.
من جهة أخرى، يرى الدكتور خالد النقيدان مدير إدارة صحة البيئة في أمانة منطقة القصيم، أن بعض الطيور والطرائد البرية تحمل الفيروس معها وربما لا يظهر عليها، كما أن مقاومة بعض الطيور كبيرة جدا وتتحمل ذلك وتهاجر حتى يتغلب عليها الفيروس وتموت في أحد المواقع".
وبين النقيدان أن أكبر ما يهدد السعوديين كأشخاص هو حملهم الصقور على أيديهم دون فحوص لتلك الطيور، كما أن إطلاقها على الطرائد والتعامل المباشر معها بعد افتراسها أحد الطيور المهاجرة يعد خطرا حقيقيا في ظل وجود الفيروس في المنطقة السعودية.
ونصح النقيدان بأن يؤجل الصقارون موسمهم هذا العام إلى العام المقبل، وترك مطاردة الطيور المهاجرة, خصوصا ممن يملكون صقورا عالية الثمن, حفاظا على الصقور النادرة وحفاظا على البيئة, فلن يضر الصقار تفويت موسم واحد.
وقال النقيدان إن أهم أعراض إنفلونزا الطيور احتقان عام وإفرازات من الأنف والعينين وضعف وهزال عام، ونصح النقيدان الصقارين في حالة مشاهدة تلك الأعراض التحفظ على الصقر بمعزل وتقديمه للفحص لأقرب فرع من فروع وزارة الزراعة.
وفي حالة نفوق طائر طالب النقيدان بألا يترك في العراء بل يحرق أو يدفن في حفرة عميقة يصعب نبشها، مشيرا إلى أن هذا من المحافظة على الحياة الفطرية الأخرى وضمان عدم انتشار المرض فيما لو كان الطائر مصابا فعلا بإنفلونزا الطيور أو أي مرض آخر ربما يكون معديا.
ويؤكد بندر الأردح أحد المتخصصين في علاج الصقور ومن هواة القنص, أنه لا يستطيع أن يبقى هذا الموسم دون الخروج إلى القنص, فهو سيتوكل على الله ويخرج للقنص متى ما سمحت الفرصة له وسيطلق صقوره على الطرائد وعلى الحبارى، فمن وجهة نظره أن الصقار لا يستطيع أن يرى حبارى ولا يهد الطير فهذا أقصى ما يتمناه الصقار.
وبين الأردح أنه خرج هذا الموسم مرتين صاد مجموعة من الطرائد، مشيرا إلى أن هذا الموسم جيد للصيد.
وحول العلاج الممكن لطير في حالة إصابته بإنفلونزا الطيور يشير الأردح إلى أنه لا يملك معلومات كافية حول هذا المرض لأنه لم يسبق التعامل معه، مبينا أنه في حالة علمه أن الطير مصاب فلن يتعامل معه نهائيا بل سيتخلص منه فورا.
يشار إلى أن رياضة القنص في السعودية تشكل إحدى الهوايات المحببة إلى مجموعة كبيرة من الناس حيث يتم تداول أكثر من 80 مليون ريال سنويا كمبيعات صقور وطيور مع مستلزماتها, وعادة يكلف الصقر في وقت القرنسة أكثر من 2500 ريال كلعيقة ومتعلقات أخرى كتكييف الموقع وتجهيزه.
وعادة يسلم الصقارون طيورهم إلى مواقع متخصصة تحفظ الطيور حتى الموسم المقبل حيث يشهد وجود الطير عدة سلوكيات ومتغيرات متعددة يتابع فيها شخص محترف ما يعرف بالربطة.
وبرز في السنوات الأخيرة مستثمرون شباب يستثمرون في إبقاء الطيور لديهم في استراحات خاصة حيث يدر عليهم المشروع ما بين 300 إلى 500 ألف ريال سنويا خلال خمسة أشهر هي أشهر الربطة أو ما يعرف بالقرنسة ويجهز المستثمرون تلك المواقع بمواد خاصة وأجهزة تكييف في مواقع يدخلها النور والشمس للتعقيم ويقدم لتلك الطيور وجبات مختلفة, كما يقدم للمريض منها العلاجات التي ربما تكلف صاحب الصقر مبالغ إضافية إلى مبلغ الربطة، وبحسب متخصصين في مجال الربطة فإن الطير يكلف سبعة آلاف ريال في حالة حاجته إلى العلاج حسب نوع العقار المستخدم.
الجدير بالذكر أن وزارة الزراعة والهيئة العليا لحماية الحياة الفطرية وإنمائها حذرتا الصيادين السعوديين من ملاحقة الطيور المهاجرة في السعودية تحسبا لحملها فيروس إنفلونزا الطيور.