"ركاء" السعودية تقتحم سوق العقارات الإماراتية بمباني ذكية في "ريم أبو ظبي"

"ركاء" السعودية تقتحم سوق العقارات الإماراتية بمباني ذكية في "ريم أبو ظبي"

من بين علامات النضوج العقاري، التوجه نحو تقنية المباني الذكية، وهي التقنية التي عدها مراقبون من علامات النهضة العقارية المعاصرة، ولا غنى لأي نهضة عنها.
ومع كل المزايا التي تحملها تقنية المباني الذكية إلا أنها مازالت تتعرض إلى صعوبات تحول دون انتشارها، حيث يقول الدكتور عبد الرحمن الطاسان الرئيس التنفيذي لشركة ركاء العقارية، وهي إحدى الشركات الخليجية الكبرى في مجال العقارات: إن من بين الصعوبات عدم مناسبة الأسعار لجميع شرائح المجتمع الراغبين بهذا النوع من العقارات، إذ لا تزال أسعاره مرتفعة نسبياً وتستقطب ذوي النخب العليا فقط، وحتى يحين أوان إمكانية حصول الجميع عليها فالقضية لا تخلو من بذل الجهود لتذليل ذلك وإتاحتها أمام الجميع، ومن بينها أيضا قلة الوعي بهذا الجانب، وأن القضية ربما ليست قضية مادية بحتة قدر ما هي قضية بحاجة إلى وعي شامل يقع على عاتق الجميع.
ومن الواضح أن توقعات الكثير من المطورين العقاريين ومن بينهم الطاسان حول شيوع هذه المباني في المستقبل القريب يعود إلى أن تقنية المباني الذكية تجمع أنظمة إدارة المباني ضمن بنية تحتية موحدة متعددة الخدمات وتقدم ربط أنظمة الإدارة في المباني كافة في شبكة واحدة، ويعتبر هذا النظام في الأبنية الحديثة كحاجة ضرورية مثل التجهيزات الخاصة بالماء والكهرباء والغاز، وتوفر هذه الأنظمة خدمات عديدة للسكان تتضمن السرعة العالية في الوصول إلى الإنترنت والاتصالات الموحدة عبر بروتوكول الإنترنت والحلول اللاسلكية وأنظمة الحماية الشبكية والمادية وأنظمة المراقبة الخاصة بالمكاتب إضافة إلى أجهزة الاتصال النقالة وتعزيز وسائل الصحة والحماية والأمان للمقيمين في المباني مما يوفر فرصاً مغرية لزيادة قيمة المباني والدخل الناتج منها، كما ترتبط أجهزة التلفزيون داخل المنزل بهذا النظام وتعمل على نقل معلومات داخل البيت لساكنه كتوقف غسالة الملابس عند انتهاء دورة عملها أو بوجود ضيوف. كما يتيح النظام إمكانية التحكم عن بعد للتعرف على من يحاول اقتحام منزلك في غيابك.
وقال المهندس محمود عبد المجيد ناجي كبير مديري العمليات في "ركاء" العقارية، التي تطور أبراج مارينا توليب وبرج داينستي وبرج فالكون كرست ذات الارتفاعات والاستعمالات المتعددة، إن البيوت الذكية تعتمد على ربط وسائل الاتصالات لساكنيها في البيت، وللتوضيح فإن بيوت اليوم تبنى بأنظمة كثيرة ومستقلة عن بعضها، فنظام التكييف مستقل عن نظام الإنارة، ونظام ثالث للأجهزة الإلكترونية الترفيهية، وآخر للأمن ومنافذ البيت وكذلك نظام مستقل للري، وحتى الأفران والثلاجات سيكون لها عنوان يتيح التحكم فيها وصيانتها من قبل مصنعيها عبر الإنترنت. بل إن البيوت الذكية يمكن أن تتحكم بها وبجميع أجهزتها من خلال هاتفك المحمول ومن أي مكان. ويضيف ناجي: إن البيوت الذكية لا تعني أن المنزل بحد ذاته يحوي أنظمة ذكية فقط، بل كذلك بمدى اتصال النظام الرئيسي في البيت بالعالم الخارجي ليكون المنزل وحدة في منظومة متكاملة من المنازل الذكية، وبمعنى آخر أن تستطيع سيدة المنزل تقليل الحرارة على طعام الغداء الذي يطبخ وهي تشرب الشاي عند جارتها، وذلك عبر الإنترنت.
ويجمع الكثير من المطورين العقاريين والمهتمين بشؤون العقار على أن المباني الذكية ستكون الخيار الوحيد خلال العقد المقبل نتيجة للمقومات التي تحملها، لذا يتوجب على كل مستثمر أن يحرص على تركيب الأنظمة التي تجعل هذا العقار ذكياً بمعنى الكلمة، ليس خدمة في تسويقها وتقديم الرفاهية لساكنيها فقط، بل لتوفير الطاقة الكهربائية التي تزداد الحاجة إليها يوماً بعد يوم بشكل كبير، وحتى لا يجد مبناه يوماً من الأيام وقد أضحى بقية بالية من تاريخ مندثر.

الأكثر قراءة