د. ويزي: تأثير داء السكري في الجهاز العصبي يضعف الإنتاج ويزيد الإصابات

د. ويزي: تأثير داء السكري في الجهاز العصبي يضعف الإنتاج ويزيد الإصابات

تؤكد بعض الدراسات الأمريكية وجود علاقة وطيدة بين ضعف الإنتاج والإصابة بالسكري والتعب الناتج عنه وظهور الأعراض على المريض، وحدة المرض، وسنوات الإصابة به، والمجهود الذاتي الذي يبذله.
وفي دراسة أجريت في الولايات المتحدة في 3 آذار (مارس) 2006، عن الإعاقات الناتجة عن الإصابات المهنية تبين منها زيادة في حدود (15 في المائة- 25.6 في المائة) عند مرضى السكري مقارنة بغيرهم من غير المصابين به، وكانت أعلى نتيجة للإعاقة لدى المسنين والإناث.
كما أكدت الدراسة أن مرضى السكري الذين يزاولون المهن التي تتطلب بذل مجهود كبير يعانون كثرة التعب بسرعة إذا ما قارناهم بالأشخاص غير المصابين، ما يقلل من إنتاجيتهم، ويكبد الدولة خسائر مادية تقدر بنحو 4.7 مليون دولار سنويا.
من جانبه, أوضح الدكتور سمير ويزي، المركز الجامعي للسكري- مستشفى الملك عبد العزيز الجامعي, أن مريض السكري مثل أي شخص, معرض للإصابة بإصابات العمل المختلفة إلا أنه يختلف عن غيره في أنه يكون عرضة أثناء العمل لإصابات وحوادث معينة، وذلك بسبب تأثير داء السكري في جهازه العصبي، حيث يؤثر السكري في العصب الحركي تأثيرًا شديدًا، ما ينتج عنه ضعف شديد في الأعصاب، وتحلل عضلات القدمين, الذي يؤدي إلى اختلال التوازن والسقوط، أو يؤدي إلى فقد الإحساس بالقدمين ومن ثم عدم الشعور بهما عند إصابتهما.
ليس هذا فحسب؛ بل يعاني مريض السكري بعض الاعتلالات التي تتطلب نوعا خاصا من العناية والرعاية، وتنظيما دقيقا لأوقات الوجبات وتناول العلاجات المناسبة، ومن ذلك حالات الإغماء المفاجئ عند المصابين بانخفاض السكر، وضعف الرؤية وتشوش النظر، ما يؤثر في سير العمل والإنتاج أو ربما يعرضه إلى مخاطر وأضرار جسيمة أثناء العمل.
وقال إن مرض السكري له تأثير كبير في ميزانية الدولة، والناتج القومي، وتزيد الخسائر المادية له مع ظهور مضاعفاته وطول الفترة الزمنية للإصابة به، لذلك فإن تجنب مضاعفات السكري والحد منها يكون له تأثير إيجابي في تقليل الخسائر الصحية والتكلفة المادية الباهظة الناتجة عنه.
وأضاف أن الأعباء التي تكون على مريض السكري أثناء العمل تكون أشد ما تكون في حالة غياب الدعم المادي له في بيئة العمل، فمتطلبات بعض المهن الشاقة، والعمل لساعات طويلة تؤثر سلبا في أخذ جرعة الأنسولين، وتناول الغذاء الصحي المناسب، فظروف العمل القاسية ربما تؤدي إلى صعوبة التحكم في مستوى السكر بالدم، وتؤدي إلى ظهور الأعراض المرضية بشكل أوضح، لذلك ينصح مريض السكري بمزاولة المهن التي تتناسب مع وضعه الصحي، ونظامه العلاجي والغذائي، وفي حال مزاولته الأعمال المهنية والحرفية الشاقة يجب أن يؤخذ في الاعتبار وضعه الصحي ونظامه العلاجي، ويجب أن يكون أطباء المؤسسة أو العمل ومراقبو العمل والرؤساء على اتصال دائم به.
وأكد أن الأشخاص الذين يعانون مرض السكري كغيرهم من البشر ربما يزاولون كل أنواع الأعمال سواء البسيطة أو المعقدة، بدءا من المناصب القيادية حتى الأعمال الحرفية واليدوية، وليس هناك ما يمنع قيامهم بها بشرط توافر الاحتياطات اللازمة لتجنب الإصابة بإصابات العمل أو حدوث مضاعفات مرضية لداء السكري أثناء أدائه، وليس صحيحا ما يقال إن مرضى السكري لا يستطيعون إنجاز أعمالهم بطريقة طبيعية، وإنهم في حاجة دائمة إلى المساعدة. وأضاف صحيح أنهم ربما يحتاجون في بعض الأحيان إلى المساعدة، ولكن ليس باستمرار، فهم يمكنهم التعايش الجيد مع المرض وإنجاز الأعمال المكلفين بها بأمان، إذا ما توافرت لهم العوامل المساعدة على ذلك.
مشيرا إلى أن جهل بعض المرضى أو المحيطين بهم بطبيعة المرض وكيفية التعامل معه، ينبغي ألا يكون مسوغًا لتعميم تلك المفاهيم الخاطئة وانتشارها بحال من الأحوال.

الأكثر قراءة