سايكوفيزيا الصناعة الطبية
سايكوفيزيا الصناعة الطبية
لا يختلف اثنان في الدول الصناعية المتقدمة على أهمية علم النفس في الصناعة والاقتصاد بوجه عام, وهذا العلم من العلوم الإنسانية التي تعنى بالمعرفة الإنسانية وتنميتها وتطويرها من إنتاجية أفضل وإبداع مستمر, إضافة إلى لعبه دورا غير مباشر في عمليات الترويج وتحسين البيئة الإنتاجية وتحقيق الأهداف من أي منتج بأسهل وأقرب الطرق إلى عقول المستفيدين وعواطفهم.
وقد أولت علوم النفس وبالذات علم النفس الصناعي وعلم النفس الإداري وعلم النفس الفيزيائي دورا في تهيئة الناس للاستفادة من التقنيات المختلفة والإقبال عليها بشكل جيد, وقد يلعب شكل المنتج وتصميمه وتوافقه مع الثقافة لأي مجتمع دورا مهما في عمليات ترويجه وزيادة إقبال الناس على استخدامه واستهلاكه لدرجة أن أغلب الشركات العالمية تدفع الكثير مقابل ترسيخ شخصيتها وشعارها وأشكال منتجاتها بحيث تبدو مألوفة لدى غالبية الناس وترسخ في أدمغتهم, بحيث يصبح الفرد معلقا عاطفيا بها عبر مراحل عمره المختلفة ولمجرد رؤيتها يتم استحثاث ذاكرته ويتجه نفسيا إليها.
وقد لاحظت أن هناك كثيرا من الناس يخافون استخدام بعض الأجهزة الطبية, فمثلا أجهزة الأشعة بالرنين المغناطيسي يرفضها بعض المرضى لأنها, كما يذكرون, إما أنها تذكره بالقبر وإما تذكره بأن لديه مرضا خطيرا وبالتالي ربما يحجم الكثير عن إجراء مثل تلك الفحوص والاستفادة من تلك التكنولوجيا المهمة بسبب العائق النفسي الذي نتج إما من خلال شكل تصميم الجهاز والألوان المستخدمة وإما من خلال خبرات قديمة مر بها لها علاقة بالألم نتيجة استخدام أجهزة طبية أو حقن تؤدي إلى خبرات خوف.
وفي صناعة الأدوية الخاصة بالأطفال والمكملات الغذائية نجد أن المصانع العالمية في الدول المتقدمة تعتمد التقنيات والأبحاث النفسية في تصميم وشكل حبوب الدواء أو الفيتامينات, فمن الممكن أن يتم تصميمها بأشكال حيوانات أليفة أو في شكل فواكه ترغب الطفل في تناولها والاستفادة منها, ما يزيد من تنمية الصناعات الدوائية وترويجها والتقليل من تكاليف الأمراض في حالة الإحجام عن الاستفادة منها واستغلالها الاستغلال الأمثل.