سان باولو البرازيلية تستنفد الجيوب رغم العشوائية في التخطيط الحضري
إذا كان ما اعتاد أن يقوله مؤسس الحركة الموسيقية الشعبية البرازيلية (بوسا نوفا)، أنطونيو كارلوس، صحيح، بأن البرازيل ليست للمبتدئين، فمن المؤكد أن سان باولو ليست لضعاف القلوب أيضاً. والفوضى التي يواجهها سكانها البالغ عددهم 20 مليونا (بما فيها الضواحي) يومياً، هي نتاج عقود من النمو غير المنتظم، ونقص التخطيط الحضري. وبرغم هذا، فإن من الممكن أن تكون المحصلة ممتعة إلى حدٍ مفاجئ، طالما أنك قادر على الهروب من مجريات الأعمال الروتينية التي تنطوي في الغالب على استغراق ساعات في ازدحام مروري مضجر.
علمني العيش هنا مدة عشرة أعوام تقريبا, أنه من غير المجدي محاولة الصراع مع القوى الساحقة للمدينة, فمن الأفضل بكثير محاولة استكشاف جمالياتها المخفية.
من الممكن أن تكون إحدى البدايات الجيدة في (تيراكو إتاليا)، وهو مطعم تقليدي محاط بمناظر بانورامية للمدينة الممتدة، من الطابق الـ 42 داخل برج مكتبي في الجزء القديم من البلدة (وكذلك يقدّم الشاي لفترة ما بعد الظهيرة). ويوصف وسط المدينة عادةً بأنه متهالك، وغير آمن، ولكن على افتراض مراعاتك للتدابير الاحتياطية المعتادة، فمن المجدي المخاطرة فعلاً (وإذا لم تشعر بالراحة، ما عليك إلا أن تستقلّ إحدى سيارات الأجرة البيضاء العديدة).
ومكاني المفضل هو باتيو دو كوليجيو، وهي كلية يسوعية، تجمع كنيسة صغيرة، ومتحف، بالإضافة إلى مقهى ساحر بساحة بهيجة. هذه هو مسقط رأس المدينة، وإحدى التذكارات الأخيرة للعهد الاستعماري. وهو كذلك مكان جيد لأخذ وقفة قبل التوجه إلى مدينة ميركادو مينسيبال، حيث تم العمل على تجديد هذه السوق القديمة ما قبل بضعة أعوام، إذ تبدو أخاذة. جرّب الأطايب المحلية مثل سندويشة المرتديلا، أو فطيرة القد اللذيذة في بار دو ماني، على الطابق الأرضي (مطاعم الطوابق الوسطى أكثر راحة، ولكنها ذات خصوصية أقل).
وأما لمحبي الموسيقى، فلا يمكن تفويت صالة سان باولو المجاورة. محطة القطار السابقة، المحفوظة على نحوٍ جيد، تم تحويلها إلى قاعة احتفالات من الدرجة الأولى، وتقدّم بعض أفضل التسلية في المدينة. كذلك يمكن الاستمتاع بأغاني الجاز والبلوز في شارع بوربون، وهو ناد تقليدي وباهظ التكلفة بعض الشيء في مقاطعة مويما، بينما طوم جاز، مكان أحدث في وسط سان باولو، وهو جيد للاستماع إلى بعض الموسيقى البرازيلية الشعبية. وكبدائل، تفقد القوائم لترى ما هو متوافر في الأوساط الثقافية المجاورة المتعددة التي تقدم تسلية بجودة جيدة.
فيلا مادالينا المقاطعة الأكثر حيوية في المساء. ويُعتبر التقافز بين الحانات أمرا شائعا بين سكان سان باولو؛ ابدأ من أستور، وانظر إلى أين ينتهي بك المساء. وهنالك بعض ملاهي البيتزا الجيدة (سانتا بيتزا)، وعدة نواد ليلية (جراتسيه ديو! يُنصح به لأجوائه الودية).
ويحظى محبو اللحوم عادةً بالاستمتاع في مطاعم شرائح اللحم الجيدة، مثل فوجو دي شاو في سانتو أمارو، بينما أفضل مكان لوجبة في الهواء الطلق هي فيجويريا روبيات، في مقاطعة جاردينس.
تحذير: بالمقارنة بمدن أخرى في العالم النامي، فإن سان باولو ليست رخيصة. ولكن إذا كانت جيوبك مليئة بصورة كافية، ينبغي عليك تدليل نفسك في D.O.M، مطعم معاصر للأكلات الدولية، يترأسه الطاهي الأول، أليكس أتالا. وإذا كنت تبحث عن فندق فاخر بتميّز، ستنهك في الخيار بين الفندق الأنيق، يونيك، في إتايم (300 إلى 700 دولار لليلة الواحدة)، أو فندق إيميليانو آند ذي فاسانو، في جاردينس (والأخير تقليدي أكثر، وموطن نادي الجاز الرفيع، باريتو).
وللهروب من ضجة المدينة، توجه إلى الحدائق: يميل سكان سان باولو للتجمهر في حديقة إيبيرابويرا في نهاية الأسبوع، وهي تستحق الزيارة بالفعل. ومتحف آفرو- برازيل المذهل الذي يُظهر التأثير الإفريقي في الثقافة البرازيلية، يمكن الوصول إليه من داخل الحديقة أيضاً. ولكن إذا كنت تبحث عن جماهير كرة القدم، فجرّب حظك في ملاعب مورومبي، أو باسيمبو ستاديا، لترى بعض الفرق المحلية وهي تلعب.