الفيديو كليب.. هبوط العرض يؤدي إلى ارتفاع الطلب!
الفيديو كليب.. هبوط العرض يؤدي إلى ارتفاع الطلب!
كشفت دراسة اقتصادية حديثة أن حجم الاستثمارات العربية في صناعة الفيديو كليب بلغ 16.4 مليار دولار في منطقة الشرق الأوسط فقط، ولم تورد الدراسة أي علاقة بين هذه الإحصائية والعمل الأخير الذي أتحفنا به موسيقار الأجيال جاد شويري، غير أن المتابعين يؤكدون أن "ارتفاع الطلب" يأتي دائما كانعكاس طبيعي "لهبوط العرض" والأرقام القياسية ما هي إلا تأكيد لمدى نزول مؤشر احترام المشاهد إلى أدنى مستوياته!
التحليل المنطقي لهذه الظاهرة لا يحتاج إلى ارتكاب المزيد من مشاهدة هذا العواء المتكامل صوتاً وصورةً، فبكل بساطة سنجد أن الفن سلعة مغرية أصلا، و بالتالي لن يتطلب ترويجها إغراء دعائياً، وخصوصا في مجتمعنا العربي المتمسك بقيمه ومبادئه الاستهلاكية، وهذا على الأرجح ما وفر كثيرا من الجهد على المخرجين وجعلهم يتفرغون لتكريس إغرائهم الخاص عبر أكثر من 50 فناناً وفنانة، وأكثر من15 قناة متخصصة ومنتجة، والساعة "ببعض الآلاف" والحسابة بتحسب!
ولأننا في نظرهم كائنات تعشق الإثارة بهمجية، فلن يعنيهم كثيراً الحالة التي سنصاب بها قبل وصول العدد إلى مليارات أخرى، وقبل أن يتحول موسيقار الأجيال التعيس إلى أحد أثرياء العالم، كل ما يهمهم حالياً الاستمرار في إغرائنا فنياً بما لا يشبه الفن، بشكل يجعل ذائقتنا تتحول سيكولوجياً إلى ما يشبه المأساة التي لن تجد أمامها إلا أن ترقص بلا وعي قبل أن تقول كعادل إمام في مسرحية "شاهد ماشفش حاجة": تالتة أول .. ياخراااااااااااابي !!
الفرق الوحيد هو أنه لم ير شيئاً حينها، ولم يتأكد من حقيقة تلك "المتعودة.. دائماً" بينما رأينا نحن كل شيء وتأكدنا جيداً من حقيقة الفيديو الكليبات "الراقصة" على أنقاض احترامنا وعقولنا المغلوبة على أمرها!
وعلى كل حال، فقد أكد باحثون أن الأمر بسيط ولا يحتاج إلا إلى حبة "فيروزية" مهدئة، أو جرعة من الطرب الذي لا يقدر بكل تلك المليارات، وإذا استدعى الأمر فقد نضطر إلى إبعاد "شاشاتنا" بعيداً عن متناول الأجيال التي لا ينقصها المزيد من "العجرمة" و"التهيف" لتتحول إلى نماذج مثالية لأي بحث بعنوان "الهوس الفني المعاصر"!