معرض النحاتين الأربعة لجماعة ألوان أعمال مكررة وتجارب مستهلكة

معرض النحاتين الأربعة لجماعة ألوان أعمال مكررة وتجارب مستهلكة

معرض النحاتين الأربعة لجماعة ألوان أعمال مكررة وتجارب مستهلكة

تحولت الأمسية المصاحبة لمعرض النحاتين الأربعة لجماعة ألوان التي أقيمت في خيمة الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون في الرياض وقدمها الدكتور محمد الفارس إلى محاضرة علمية آثارية سياحية تحدث فيها عن الحجر الصابوني وأماكن تواجده في المملكة واستخداماته المتعددة ومنها صنع الأواني والأختام, وكذلك أواني الطبخ لما يتميز به من احتفاظ بالحرارة مدة طويلة، كما بين القيمة الاقتصادية لهذا الحجر والمنافع التي تعود على سكان تلك المناطق التي يوجد فيها لو استخدم الاستخدام الأمثل. استمرت المحاضرة قرابة 30دقيقة قدم خلالها معلومات غنية ذات قيمة علمية لكنها كانت بعيدة كل البعد عن المناسبة التي جاء الحاضرون من أجلها فكانوا يتطلعون إلى محاضرة فنية تبين بعض التجارب الفنية الخاصة بالنحت وتشرح بعض الطرق لمعالجة الخامات المختلفة كالرخام والخشب أو الحجر الصابوني الذي تطرق له المحاضر، فالفنان لا يبحث عن تاريخ الحجر ولا تعنيه استخداماته النفعية كالطبخ وغيرها، وإنما يتطلع للاستماع لتجارب المشاركين وخبراتهم في هذا المجال, وكان حريا بالمنظمين أن قسموا الوقت الذي استأثر به الدكتور الفارس على الفنانين المشاركين ليقدم كل واحد منهم جزءا من تجربته و تعامله مع الخامات المختلفة التي يتعامل معها.
نعود للحدث الأساسي الذي جاءت تلك المحاضرة على هامشه و هو المعرض الذي نظمته جماعة ألوان, فالأعمال المعروضة لم تكن جديدة وإنما قد سبق أن عُرضت في أكثر من مناسبة فلم تضف جديداً للحضور ولم يتوقف أحد منهم أمام تلك الأعمال، فللأسف مازال بعض القائمين على تلك الجماعات يعيشون جواً ثقافياً بعيداً عن الساحة الفنية، غير مدركين للمستوى الذي وصل إليه المتلقي الذي يبحث عن الجديد ولا يقبل أن يهمش ويدعى لمعارض مكررة وتجارب مستهلكة، وبعد ذلك يأتي الفنانون ويلقون باللوم على الجمهور ويحملون سبب الغياب عن المعارض، فالمهتمون إذا رأوا المعروضات تتكرر فلن يكلفوا أنفسهم عناء الحضور وتخصيص جزء من وقتهم لحضور تلك الفعالية، فالمعارض عادة تقام لأهداف معروفة ومنها تقديم تجارب جديدة للفنان ليتعرف من خلالها المتلقي والمتذوق على جوانب من مسيرة الفنان.
معرض النحاتين الأربعة سقطة كبيرة لجماعة ألوان رغم الخبرة التي يتمتع بها عدد كبير من أعضائها, فهم يعرفون أكثر من غيرهم معنى تكرار عرض الأعمال، فمازالت الجماعة تسير بعيداً عن الهدف الذي زين الكتيب المصاحب للمعرض وجاء فيه " تسعى الجماعة للمساهمة في نشاطات الفن التشكيلي السعودي داخلياً وخارجياً للارتقاء بالقيم الجمالية والتذوق الفني العام".
يتضح للمتابع أن الجهد الذي تقوم به الجماعة وخلال مشوارها الفني أنها تهدف لتسجيل أكبر عدد من المعارض وضم أكبر عدد من الأسماء واستطاعت أن تحقق هذا الهدف بكل اقتدار، فهل نرى منافسة من بقية الجماعات للحاق بعدد المعارض التي أقامتها جماعة ألوان أم تقف البقية مفضلة الكيف على الكم.
أحد المشاركين فضل عدم ذكر اسمه عندما سألته "الاقتصادية" عن السبب في عدم تقديم أعمال جديدة أجاب بأنه غير راضٍ عما تقوم به الجماعة وطريقة تنظيمها للمعارض. ويبقى السؤال إذا لم يكن لديك الجديد فلم تعرض القديم؟!

الأكثر قراءة