وكالة الطاقة تتوقع انتعاش الطلب على النفط في الصين

ذكرت الوكالة الدولية للطاقة أمس أن الزيادة المفاجئة لأسعار الوقود في الصين في أوائل تشرين الثاني (نوفمبر) قد تؤدي إلى انتعاش النمو البطيء للطلب مع تحسن إمكانية وصول المستهلك إلى إمدادات الوقود. وفي تشرين الأول (أكتوبر) الماضي واجهت الصين أسوأ أزمة وقود في أربع سنوات بسبب خفض المصافي إمداداتها نتيجة إرغامها على البيع بخسارة بالأسعار التي تحددها الدولة مما تسبب في نقص في وقود الديزل وتقنين مبيعاته.
واستجابة لذلك اضطرت الصين إلى لرفع سعر طن الديزل والبنزين بواقع 500 يوان (67.34 دولار) بداية من أول تشرين الثاني (نوفمبر) غير أن قائدي السيارات من الطبقة المتوسطة لم يعبأوا بالزيادة فيما وعدت بكين بتوفير الدعم لمستهلكين أكثر تأثرا بارتفاع أسعار الوقود.
وذكر تقرير سوق النفط الشهري للوكالة الدولية للطاقة "تشير دلائل خفض مخزون المنتجات في الصين إلى أن حسابات الطلب في السنوات الأخيرة تراجعت لأسباب غير حقيقية. وهو ما يعني أن الارتفاع الأخير في الأسعار المحلية قد يسمح بانتعاش الطلب".
وفي أيلول (سبتمبر) انخفض معدل نمو الطلب ليسجل نسبة متواضعة 2.7 في المائة وذكرت الوكالة ان ذلك يرجع جزئيا لسحب المصافي من مخزونها من المنتجات لتفادي أنشطة.

الاستيراد والتكرير التي تمنى بخسائر.
وأضاف التقرير "من المحتمل أن يستوعب المستهلكون الزيادة في أسعار التجزئة بسهولة لأن النمو الاقتصادي في الصين لا يزال قويا".
ومع بقاء الأسعار فوق 90 دولارا للبرميل لا تسمح الأسعار الجديدة للمصافي بتغطية التكاليف، ورغم ضغط الحكومة لزيادة الإنتاج في مواجهة مخاوف التضخم ربما يستمر النقص.
وقالت الوكالة "يمكن أن تؤدي هذه الخطوة إلى توقعات بإمكانية إجراء تعديلات للسعر في المستقبل وبصفة خاصة إذا استمرت زيادة أسعار النفط العالمية. وفي هذه الحالة قد يستمر تخزين منتجات النفط ومن ثم يستمر النقص في الأشهر القليلة المقبلة".
وتوقعت الوكالة أن يرتفع الطلب على منتجات النفط في الصين 5.4 في المائة هذا العام مقارنة بالعام الماضي إلى 7.5 مليون برميل يوميا.
من جهة ثانية, خفضت وكالة الطاقة توقعات نمو الطلب في الفترة المتبقية من عام 2007 وبداية عام 2008 خفضا حادا قائلة إن اقتراب النفط من 100 دولار للبرميل أدى بالفعل إلى تباطؤ الاستهلاك.
وخفضت الوكالة ـ التي تقدم المشورة إلى 26 دولة صناعية مستهلكة للنفط ـ توقعاتها للطلب في الربع الأخير بواقع 570 ألف برميل يوميا وبواقع 180 ألف برميل في الربع الأول من عام 2008.
وقالت الوكالة، ومقرها باريس، في تقريرها الشهري عن سوق النفط: إن من شأن ذلك ان يخفض الحاجة إلى خام "أوبك" بما يصل إلى 700 ألف برميل يوميا في الربع الأخير من هذا العام وبما يصل إلى 300 ألف برميل في أول ثلاثة أشهر من العام المقبل.
وذكر التقرير "... الارتفاع الكبير الأخير في الأسعار كان له وقع الصدمة على المدى القصير وفي الوقت نفسه يبدو أن المستهلكين يكيفون مسلكهم للتعامل مع زيادة سنوية مطردة".
وخفضت الوكالة بالفعل توقعاتها للطلب خفضا حادا في تقرير شهر تشرين الأول (أكتوبر). وبصفة عامة خفضت الوكالة توقعات نمو الطلب على النفط في الربع الأخير بنحو 900 ألف برميل يوميا وفي الربع الأول من 2008 بما يزيد على 200 ألف برميل يوميا.